إيران تكثف تنفيذ أحكام الإعدام تحت ستار كورونا

القضاء الإيراني يحكم بإعدام زوجين بتهمة تهريب عملة صعبة لترتفع حصيلة المحكوم عليهم بالإعدام منذ تفشي فيروس كورونا إلى أكثر من 40 شخصا.
إيران تستغل انشغال العالم بكورونا لتنفذ إعدامات سرية
التيار المحافظ يشن حملة ضد الفساد وعينه على إسقاط الإصلاحيين

طهران - قال المتحدث باسم القضاء الإيراني اليوم الثلاثاء إنه صدر حكم بالإعدام بحق زوجين إيرانيين بتهم تهريب عملة صعبة وغسل أموال بنحو 200 مليون دولار من الأموال إضافة إلى ضبط كمية من الذهب في منزلهما.

وكثفت إيران من أحكام الإعدام منذ بداية تفشي فيروس كورونا، مستغلة الانشغال العالمي بانتشار الوباء، حيث لفتت تقارير منظمات حقوقية إلى أن طهران أعدمت ما يزيد عن 40 شخصا منذ 20 فبراير/شباط الماضي، أي منذ الإعلان الرسمي عن وجود فيروس كورونا في الجمهورية الإسلامية.

  وتحدث غلام حسين إسماعيلي عن وحيد بهزادي وزوجته نجوى لاشيداي وكلاهما في أوائل الأربعينيات ولكن لم تُسلط الأضواء على قضيتهما من قبل، في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون.

وقال إسماعيلي دون الخوض في تفاصيل أخرى عن الزوجين أو خلفيتهما إنه حُكم عليهما بالإعدام بتهم "تشمل تعطيل بورصة الجمهورية الإسلامية وسوق الذهب".

وقال "هربا عملة صعبة وغسلا نحو 200 مليون دولار". كما تم ضبط ومصادرة نحو 100 كيلوغرام من الذهب وأكثر من 24700 عملة ذهبية في منزل الزوجين، مضيفا أنه يمكن للزوجين استئناف الحكم خلال 20 يوما.

ومع تدهور الاقتصاد بسبب تداعيات العقوبات وتفشي فيروس كورونا، يشن القضاء الإيراني المحافظ حملة ضد الفساد على مستوى الدولة والقطاع الخاص.

وقال إسماعيلي إنه حُكم على مشرعين إيرانيين اثنين بالسجن 61 شهرا لكل منهما بتهمة "تعطيل سوق السيارات في البلاد".

وذكر أن المشرعين فريدون أحمدي ومحمد عزيزي مرتبطان بقضية فساد مالي في إحدى شركتي تصنيع السيارات الرئيسيتين في إيران. ولم يعلق أي من المشرعين علنا على القضية.

وفي السنوات الماضية سجن القضاء عدة مسؤولين، منهم شقيق الرئيس الإيراني حسن روحاني بتهمة ارتكاب جرائم مالية.

ويقول منتقدون محافظون إن فساد الدولة استشرى بمستويات غير عادية منذ أن انتُخب روحاني لأول مرة عام 2013. ورفضت الحكومة هذه المزاعم ووصفتها بأنها ذات دوافع سياسية.

وكانت تقارير حقوقية قد أشارت إلى أن السلطات الإيرانية سرّعت خلال فترة انتشار فيروس كورونا وتيرة تنفيذ أحكام الإعدام في السجون، حيث نفذت خلال فترة وجيزة، 40 حكما بالإعدام بينهم 21 مدانا من مدن سنندج وشيوان وزاهدان وشيراز وكرج وكرمانشاه ومشهد وسقز وهمدان وخلخال وأردبيل وأرومية وطهران وبين المدانين متهمون في جرائم قتل ونشطاء سياسيون.

وتقول صحيفة انيترناشنال الإيرانية المعارضة إن من بين أحد هؤلاء المتهمين ناشط سياسي يدعى عبدالباسط دهاني وتم تنفيذ حكم الإعدام عليه يوم 22 أبريل/نيسان بتهمة "العمل ضد الأمن القومي من خلال الحرابة".

وكانت منظمة العفو الدولية قد أكدت في تقريرها السنوي الأخير أن إيران سجلت في العام الماضي أعلى معدل من حيث تنفيذ أحكام الإعدام في العالم.

وسبق أيضا لوكالة أنباء 'هرانا' المعنية بمتابعة قضايا الحريات وحقوق الإنسان أن أشارت إلى حدوث عمليات إعدام سرية وذكرت أن أكثر من 75 بالمائة من الإعدامات في إيران لم تعلن عنها الحكومة ولا الجهات القضائية.