إيران تلعب على وتر العقوبات الأميركية لاستمالة تركيا

الحكومة الإيرانية المثقلة بالعقوبات تندد بفرض واشنطن عقوبات على أنقرة بسبب إصرارها على شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية 'أس-400'.
ايران تحاول استمالة تركيا لكن المصالح بين انقرة وواشنطن اعمق من تداعيات العقوبات
طهران تسعى لحلف اقليمي مع انقرة لكن هنالك خلافات عميقة بين الطرفين في الملف السوري
مصالح فقط تربط العلاقة بين تركيا وايران

طهران - دانت إيران بشدة الثلاثاء العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على تركيا لشرائها منظومة الدفاع الجوي الروسية "أس-400"، بحسب ما أعلن وزير خارجيتها محمد جواد ظريف.
وكتب ظريف في تغريدة عبر حسابه على تويتر "إدمان الولايات المتحدة على (فرض) العقوبات وازدراء القانون الدولي تجسّد بشكل كامل مرة أخرى".
وأضاف "ندين بشدة العقوبات الأميركية الحديثة على تركيا ونقف مع شعبها وحكومتها"، مرفقا تغريدته التي جاءت بالانكليزية، بوَسم "الجيران أولا".
وتحاول إيران استغلال العقوبات الأميركية المفروضة على تركيا لاستمالة الحكومة التركية وبناء تحالف إقليمي رافض للسياسات الأميركية.

لكن من المستبعد ان تنخرط تركيا في إطلاق عبارات معادية للولايات المتحدة على الطريقة الإيرانية نظرا لوجود مصالح هامة وتاريخية بين أنقرة وواشنطن في المنطقة اضافة الى الخلافات بين ايران وتركيا في عدة ملفات خاصة الملف السوري وبالتحديد الموقف من نظام بشار الاسد.

ولا يخفى على المراقبين ان تركيا عضوة في حلف شمال الاطلسي الناتو وهي دائما اقرب للتصورات الغربية رغم الانتقادات التي تتعرض لها من قبل الغرب بسبب انتهاكاتها وتدخلاتها المستمرة في عدد من الساحات.

ورغم العلاقات الطيبة والتنسيق في عدد من الملفات بين البلدين خاصة فيما يتعلق بالملف الكردي والدور التركي في توفير غطاء للحكومة الايرانية للتهرب من العقوبات الاميركية واتفاقات استانة برعاية روسية لكن ذلك يعتبر غير كافيا لاقناع تركيا للتخلي عن سياستها بخصوص العلاقة مع الغرب وتحديدا الولايات المتحدة.
وأعلنت واشنطن الإثنين فرض عقوبات على الوكالة الحكومية التركية المكلفة شراء الأسلحة لحيازة أنقرة منظومة "إس-400"، وفق ما أفاد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.
وأكد الأخير أن بلاده حذرت تركيا، المنضوية مثلها في حلف شمال الأطلسي، من أن شراء هذه المنظومة المتطورة "سيشكّل خطرا على أمن التكنولوجيا العسكرية الأميركية والعاملين فيها وسيوفر تمويلا كبيرا لقطاع الدفاع الروسي، ولوصول الروس إلى القوات المسلحة التركية وقطاعها الدفاعي".
ونددت تركيا بالعقوبات، داعية إلى "إعادة النظر في هذا القرار غير المنصف"، ومكررة استعدادها "لبحث القضية عبر الحوار والدبلوماسية، انسجاما مع روح التحالف".
واعتمدت الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب، سياسة "ضغوط قصوى" حيال الجمهورية الإسلامية، وأعادت فرض عقوبات اقتصادية مشددة عليها بعد قراره في العام 2018، الانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني.
وتأتي إدانة إيران للعقوبات على تركيا، بعد أيام من توتر بين البلدين على خلفية قراءة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان خلال زيارته باكو، أبيات من الشعر تتضمن دلالات على أن مناطق في شمال غرب إيران، هي جزء من أذربيجان.
واستدعت الخارجية الإيرانية السفير التركي في طهران احتجاجا على تعليقات "تدخلية وغير مقبولة"، بينما استدعت تركيا سفير الجمهورية الإسلامية بسبب مزاعم "لا أساس لها"، وانتقدت استخدام "لغة مسيئة" بحق اردوغان.
لكن حدة هذا التوتر تراجعت بشكل كبير في أعقاب اتصال بين ظريف ونظيره التركي مولود تشاوش أوغلو السبت.
وخلال مؤتمر صحافي الإثنين، استبعد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن يكون اردوغان أراد أن "يهين الأمة الإيرانية أو وحدة أراضينا". في محاولة لتخفيف الخطاب وتطويق الازمة.
وأضاف روحاني "يمكننا أن نضع هذه المسألة خلفنا بعد التوضيحات التي قدموها".