إيران خططت لفرض طوق نار على إسرائيل عبر وكلائها

تقرير أسترالي يسلط الضوء على فشل إستراتيجية إيران التي تعتمد على دفع وكلائها لخوض الصراع ضد إسرائيل بالنيابة عنها.

طهران - سلّط تقرير أسترالي الضوء على ما وصفه بـ"طوق نار" فرضته إيران على إسرائيل عبر أذرعها في المنطقة بسبب عدم رغبتها في الانخراط بشكل مباشر في الحرب على غزة، لافتا إلى أن طهران منحت الدولة العبرية فرصة للانتقام بعد الهجوم الصاروخي الذي نفذته الثلاثاء ردّا على اغتيال كل من حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني وإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.

وأشار تقرير صحيفة "ذا إيج" الأسترالية، نشرت وكالة "شفق نيوز" الكردية العراقية مقتطفات منه، إلى أن إيران سعت طيلة الفترة الماضية إلى تجنب الانخراط بشكل مباشر في الصراع، لافتا إلى أنها اعتمدت على إستراتيجية تمثلت في تحريك أذرعها لمواجهة عدوها اللدود إسرائيل.

ونقل المصدر نفسه عن العقيد الأسترالي المتقاعد مايك كيلي قوله إنه "في اليوم التالي من الحرب على غزة قررت إيران إشعال حلقة النار حول إسرائيل". 

وأوضح التقرير أن هذه الحلقة "تضم في صفوفها جماعات مسلحة وممولة وموجهة من إيران، من بينها حركتي حماس والجهاد الإسلامي والمتمردون الحوثيون في اليمن وحزب الله اللبناني، بالإضافة إلى فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران من بينها كتائب حزب الله. 

واستند التقرير إلى تصريح سابق أدلى به نصرالله بتأكيده أن "ميزانية الحزب، كل ما يأكله ويشربه وأسلحته وصواريخه تأتي من الجهورية الإسلامية"، كما ذكّر بأن يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس سبق وأن وصف العلاقات مع طهران بـ"الممتازة"، مشددا على أنها "الداعم الأكبر لكتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري للحركة، بالمال والسلاح.

ووصفت الصحفية الأسترالية إستراتيجية إيران بـ"الذكية"، لافتة إلى أنها تفادت تعريض نفسها لهجوم إسرائيلي، بينما تأمل جيوشها من الأتباع في "الاستشهاد" من أجل القضية الفلسطينية.

وأورد التقرير تصريحا أدلى به رئيس الموساد الإسرائيلي السابق تامير باردو عندما قال "تم خلق وضع، حيث صار لإيران حدود مع إسرائيل، ولكن لم يكن للدولة العبرية حدود مع الجمهورية الإسلامية". 

وكشف أن الإستراتيجية الإيرانية باتت تواجه الفشل خلال الآونة الأخيرة، بعد أن ألحقت إسرائيل أضرارا كبيرة بوكلاء إيران، ما دفعها إلى التخلي عنها والاشتباك مع الدولة العبرية.

واستطاعت الدولة العبرية اختراق أجهزة الاتصال التي يستخدمها حزب الله اللبناني، بينما أسفرت تفجيرات البيجر عن عشرات القتلى وخلفت أكثر من ألفي مصاب، فيما شكّل اغتيال نصرالله و12 قياديا بارزا في أعنف غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت الأسبوع الماضي ضربة موجعة للجماعة.

وأطلقت إيران الثلاثاء وابلا من الصواريخ الباليستية على إسرائيل ردا على حملة إسرائيل على جماعة حزب الله اللبنانية، مستخدمة مجموعة من الأسلحة لطالما أثارت قلق الغرب.

وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أن "هجوم إيران تصعيد خطر وجسيم وستكون له عواقب"، محذّرا من أنّ "إيران ووكلاءها يسعون إلى تدمير إسرائيل". وأضاف "ستكون هناك عواقب لهذا الهجوم. لدينا خطط وسنتحرّك في المكان والزمان اللذين نقرّرهما".

 واستبعد أستاذ دراسات الشرق الأوسط في الجامعة الوطنية الاسترالية أمين سايكال أن تكون إيران قد أرادت الدخول في حرب مع إسرائيل، مشيرا إلى أنها سعت إلى "الحفاظ على مصداقيتها وشبكة فصائلها"، وفق المصدر نفسه. 

وتابع أن إسرائيل والقوى المتحالفة معها أسقطت معظم الصواريخ الإيرانية التي أطلقت على إيران، مردفا بأن "طهران عوض أن تكثف هجماتها تراجعت وأعلنت بعد وقت قصر نهاية هجومها رغم ترسانة الصورايخ التي تمتلكها"، مضيفا أن طهران منحت إسرائيل فرصة لتنفيذ انتقام عقابي.