إيران دفعت بمقاتلين من حزب الله وميليشيات عراقية إلى سوريا

تقرير أميركي يشير إلى أن إيران تتوجس من سقوط نظام الأسد، ما يهدد بإفشال مساعيها لمساعدة حزب الله على إعادة بناء قدراته العسكرية.

الأمين العام لحزب الله يتعهد بالوقوف مع الحكومة السورية

دمشق - أكد تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" أن إيران أرسلت قوات عسكرية إلى سوريا تضم ميليشيات عراقية وعناصر من حزب الله اللبناني لمساعدة الجيش على صدّ تقدم الفصائل المعارضة قبل سيطرتها على مدينة حماة، مشيرا إلى أن طهران تتوجس من سقوط نظام الأسد وبالتالي قطع إمدادات السلاح عن الجماعة اللبنانية التي تسعى إلى إعادة بناء قدراتها العسكرية بعد أن فقدت الكثير منها خلال الصراع مع إسرائيل.

وسلط المصدر نفسه الضوء على الدور الذي لعبه حزب الله خلال اندلاع النزاع في سوريا، مشيرا إلى أنه ساهم في تحويل مسار الأمور لصالح الرئيس بشار الأسد.

وكشف عنصر في الحزب المدعوم من إيران وعدد من قادة الفصائل العراقية الموالية لإيران أن "المقاتلين اللبنانيين والعراقيين المنتشرين في سوريا يعملون في وضع دفاعي"، مستدركا "لكنهم مستعدون للقتال إذا تغيرت الأوامر".

وتابع "مع تدهور الجماعة المسلحة اللبنانية بشكل كبير بسبب حربها مع إسرائيل، فمن غير الواضح ما إذا كانت لديها الإرادة أو القدرة هذه المرة على تغيير اتجاه الصراع".

وتوقع التقرير أن تتمكن الميليشيات الموالية لإيران من سدّ بعض الفجوات، بينما يشير محللون إلى أن عناصر هذه الفصائل يفتقرون إلى تدريب كامل، بالإضافة إلى تدني جودة ذخائرهم. 

وأشارت تقارير سابقة إلى أن طهران دفعت بالعديد من المقاتلين المنضوين تحت الميليشيات التي تدعمها، من بينها العراقية، إلى سوريا، بينما أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الثلاثاء استعداد بلاده لإرسال قوات لدعم الجيش السوري بالتزامن مع احتدام المعارك ضد فصائل المعارضة.

ومنذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تخوض فصائل المعارضة السورية اشتباكات مع قوات النظام بعدة مناطق في البلاد والجمعة دخلت مدينة حلب والسبت بسطت سيطرتها على محافظة إدلب، بينما تمكنت اليوم الخميس من السيطرة على حماة المدينة الإستراتيجية.

وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن "سوريا هي واحدة من أقرب حلفاء طهران وهي موطن لخطوط إمداد حيوية تسمح لها بإرسال الأموال والأسلحة والمستشارين إلى حزب الله"، لافتة إلى أنه في حال سقوط نظام الأسد فقد تعجز إيران عن مساعدة الجماعة في إعاد بناء قدراتها وتنظيم صفوفها بعد خسائرها خلال الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان.

وأوضحت أن "حزب الله هو محور شبكة الوكلاء التابعة لطهران"، لافتة إلى أنه "يتمتع بموقع فريد يسمح له بعزل إيران عن التورط في الصراعات الإقليمية ومع تراجع القدرات العسكرية للجماعة اللبنانية إلى أدنى مستوياتها وانخراط إيران في مواجهات مباشرة مع إسرائيل، فإن هذه الاستراتيجية تبدو جوفاء على نحو متزايد".

وفي سياق متصل قال الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية نعيم قاسم في كلمة مسجلة مسبقا تم إذاعتها على منصات التواصل الاجتماعي اليوم الخميس إن الجماعة ستقف إلى جانب الحكومة السورية.

ولم يذكر قاسم تفاصيل عن الطريقة التي ستدعم بها الجماعة الرئيس السوري بشار الأسد لكنه قال إن الجماعة المسلحة المدعومة من إيران ستبذل كل ما في وسعها.