إيران رفضت طلبا تركيا بوضع مدينة قم تحت الحجر الصحي

وزير الصحة التركي يؤكد رفض نظيره الإيراني لطلب عزل مدينة قم التي سجلت فيها أولى حالات وفاة بفيروس كورونا ووضعها تحت الحجر الصحي.

أنقرة - حملت وزارة الصحة التركية مسؤولية تفشي فيروس كورونا في المنطقة للسلطات الإيرانية بعد أن رفضت الأخيرة فرض حجر صحي على مدينة قم التي سجلت أولى حالات الوفاة بالفيروس الخطير.

وقال وزير الصحة التركي، فخر الدين كوجا، لوسائل إعلام محلية اليوم الاثنين، "طلبت من وزير الصحة الإيراني عزل مدينة قم ووضعها تحت الحجر الصحي، وقلت له "إذا فعلتم هذا لن نضطر إلى إغلاق الحدود، ولكنه رفض، لذلك اضطررنا لإغلاق الحدود مع إيران".

وأمس الأحد، أعلنت أنقرة إغلاق حدودها البرية "مؤقتا" مع طهران وتعليق الرحلات الجوية مع هذا البلد في ظل تزايد الإصابات بفيروس كورونا المستجدّ فيه.

وأوضح الوزير التركي أن بلاده "ستقرر إعادة فتح الحدود مع إيران بحسب السيطرة على تفشي فيروس كورونا".

وأضاف كوجا، "سنقوم بإخلاء المواطنين الأتراك الذين يريدون العودة للبلاد ووضعهم في الحجر الصحي، ولن نسمح لمواطنينا بالسفر إلى إيران، وإذا كان الإيرانيون المقيمون في تركيا يرغبون في العودة إلى بلادهم فلا مانع لذلك".

كما أوقفت السلطات التركية الاثنين جميع رحلات القطارات القادمة والمتجهة إلى إيران في إطار التدابير الوقائية من الفيروس.

ودخلت إيران، خلال الأيام القليلة الماضية، "عزلة إجبارية" من محيطها على خلفية تفشي الفيروس بالجمهورية الإسلامية، وحصد أرواح 12 إيرانيا فيما تتصاعد المخاوف من أن تكون الأرقام المعلنة للضحايا أقل من الحقيقة بكثير.

يأتي ذلك في وقت تواجه فيه طهران عزله دولية متصاعدة جراء العقوبات الأميركية؛ ما يجعل البلد الآسيوي في مواجهة "عزلة مزدوجة" إثر دخول الفيروس القاتل في مواجهة معها.

وبينما أبدت منظمة الصحة العالمية قلقلها من تفشي الفيروس في إيران، اتخذت العديد من الدول، وخاصة جيرانها، إجراءات احترازية تشمل إغلاق حدودها مع الجمهورية الإسلامية أو تعليق رحلات الطيران أو حركة القطارات معها أو منع استقبال مواطنين منها.
وفي إفادة برلمانية، اليوم، أعلن وزير الصحة الإيراني، سعيد نمكي، ارتفاع حالات الوفاة جراء كورونا الجديد في البلاد إلى 12، فضلا عن إصابة 47.

كان النائب الإيراني عن مدينة قم، أحمد أمير آبادي، صرح بتسجيل 50 وفاة بكورونا في قم حتى 13 فبراير/شباط، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء العمال الإيرانية (إيلنا) شبه الرسمية الاثنين.
كما تحدث آبادي عن وجود 250 شخصا قيد الحجر الصحي في المدينة ذاتها، وحمّل وزير الصحة مسؤولية تدهور الوضع وارتفاع الإصابات والوفيات بسبب عدم تطبيق الحجر الصحي على مدينة قم بأكملها.
ورغم تأكيد السلطات الإيرانية تسجيلها إصابات بكورونا في 5 مدن بينها العاصمة طهران، إلا أنها لم تشر إلى فرض حجر صحي كامل على أي من تلك المدن، رغم مطالب مسؤولين محليين بذلك، لا سيما في قم.
كما لم تعلن إيران عن عدد الأشخاص المفروض عليهم حجرا صحيا في البلاد بشكل عام.
والأربعاء الماضي، أعلنت السلطات الإيرانية، تعطيل المدارس والجامعات في مدينة قم، تجنبا لانتشار العدوى، بعد وفاة شخصين اثنين متأثرين بفيروس كورونا. فيما قررت السلطات الإيرانية إغلاق الجامعات والمدارس في أنحاء كثيرة من البلاد بدءا من الأحد.
يذكر أن الفيروس ظهر لأول مرة في مدينة ووهان الصينية في 12 ديسمبر/كانون الأول 2019،، إلا أن السلطات الصينية كشفت عنه رسميا منتصف يناير/كانون الثاني الماضي.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق حالة الطوارئ على نطاق دولي، كما أفادت بأن عدد وفيات فيروس كورونا، فاق عدد الوفيات جراء متلازمة التهاب الجهاز التنفسي الحاد المعروف باسم "سارس" بين عامي 2002 و2003.