إيطاليا تستبعد أي تدخل في ليبيا مع تجدد اشتباكات طرابلس

سماء طرابلس تشهد تحليقا مكثفا لطيران الجيش الوطني الليبي الحربي الذي يخوض مواجهات مع حكومة الوفاق.
إيطاليا تعلن عدم تدخلها في الصراع الليبي
المعارك قرب طرابلس أسفرت عن مقتل 56 شخصا

طرابلس - شهدت عدة مناطق جنوبي العاصمة طرابلس، الخميس، اشتباكات عنيفة بين الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وقوات تابعة لحكومة الوفاق. 
وتدور الاشتباكات الأعنف حاليا في مناطق عين زارة، السواني، والكريمية جنوب العاصمة. 
وشهدت سماء طرابلس الخميس تحليقًا مكثفًا لطيران الجيش الليبي الحربي. وقال شهود عيان من عين زارة إن المنطقة تشهد اليوم مواجهات مسلحة بالأسلحة الثقيلة والقذائف.
وأضاف المصدر نفسه بأن الطيران الحربي للجيش استهدف عدة تمركزات لميلشيات تابعة لحكومة الوفاق بالمنطقة.

وطالب مسؤول الإعلام ببلدية السواني نزار محمد، اليوم الخميس، بوقف القتال لإخراج السكان العالقين بمناطق الاشتباك.
وأشار إلى تواصلهم مع قوات الجيش الوطني الليبي وتعذر التواصل مع قوات حكومة الوفاق من أجل تحقيق ذلك.
وحول جبهات القتال أكّد محمد تقدّم قوات الجيش باتجاه الأطراف الجنوبية للعاصمة وسيطرتهم صباح اليوم على جسر الزهراء.
وقال إن "القتال يدور حالياً في قلب مدينة السواني وبالقرب من جسر المدينة الرابط بين طريق السواني وطريق المطار ومنطقة قصر بن غشير".
والخميس الماضي، أطلق الجيش الوطني الليبي عملية عسكرية للسيطرة على طرابلس، في خطوة قال إنها "تهدف إلى تطهير العاصمة من الإرهابيين والمرتزقة" في إشارة للميليشيات التي تقاتل إلى جانب حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج.

وعلى وقع استمرار الاشتباكات استبعد نائب رئيس الوزراء الإيطالي، لويجي دي مايو إي تدخل محتمل في ليبيا.

وكتب دي مايو على موقع فيسبوك "نستبعد تماما أي تدخل عسكري محتمل في ليبيا، لا اليوم ولا أي وقت مطلقا، مثلما نستبعد أي دعم محتمل حتى ولو غير مباشر للدول الأخرى".

وقال دي مايو الذي يرأس حزب حركة خمس نجوم الشريك في الائتلاف الحاكم، في رسالته "في ظل وجودنا في الحكومة لن تكرر إيطاليا تلك الأخطاء".

وكان دي مايو يشير إلى عام 2011، عندما ساعدت الغارات الجوية التي نفذها حلف شمال الأطلسي (ناتو) الانتفاضة ضد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي وهو ما أدى إلى الإطاحة به ولكنها تركت البلاد أيضا في حالة فوضى.

يذكر أن إيطاليا هي القوة الاستعمارية السابقة لليبيا وهي أكثر دولة بالاتحاد الأوروبي تعرضا للهجرة من شواطئها. كما أن لديها مهمة عسكرية في ليبيا تضم 400 وحدة أغلبها لأغراض تدريبية.

من جهتها أعلنت منظمة الصحة العالمية اليوم الخميس أن المعارك قرب طرابلس أسفرت عن مقتل 56 شخصاً وإصابة 266 آخرين خلال الأيام الستّة الأخيرة، في وقت تعمل الأمم المتحدة من أجل دعم المستشفيات المكتظة في البلاد.

وأوضحت المنظمة في بيان أن "خلال الأيام الستّة الأخيرة، أسفرت عمليات قصف عنيف وإطلاق نار" قرب العاصمة الليبية عن "266 جريحاً و56 قتيلاً، بينهم سائق سيارة إسعاف وطبيبان".

وأضافت "آلاف الأشخاص فرّوا من منازلهم، فيما يجد آخرون أنفسهم عالقين في مناطق النزاع. وتستقبل المستشفيات داخل وخارج المدينة (طرابلس) يومياً ضحايا".

وأشارت المنظمة إلى أنها تزيد مخزونها من المعدات الطبية في المناطق حيث تدور معارك.

ونقل البيان عن ممثل المنظمة في ليبيا الدكتور سيد جعفر حسين قوله "أرسلنا فرق طوارئ طبية لمساعدة المستشفيات الواقعة في الخطوط الأمامية في مواجهة عبء العمل ولدعم الموظفين في قسم الجراحة بالتنسيق مع وزارة الصحة".