'إي تي 1004- دبليو' جرارات زراعية كهربائية ذاتية القيادة

الصين قادرة على تحقيق ثورة في القطاع الفلاحي باستعانتها بجرارت ذاتية القيادة تختصر الوقت وتتميز بالدقة في اداء العمل، لكنها في المقابل تهدد اليد العاملة.

بكين – تحرص الصين على تحقيق السبق في مجال التكنولوجيا وتعمل على مزج كافة نواحي الحياة فيها بالتقدم التكنولوجي.
وطوّر المعهد الوطني الصيني لابتكار الآلات الزراعية بالتعاون مع مجموعة من المهندسين من جامعة "تسينغهوا" والأكاديمية الصينية للعلوم وشركات متخصّصة في تصنيع الآلات النموذج الأولي لجرار كهربائي ذاتي القيادة.
وتثير المركبات ذاتية القيادة على غرار تقنيات الذكاء الاصطناعي، اهتماما كبيرا من جانب المستهلكين وأيضا من جانب المستثمرين والأوساط العلمية والتكنولوجية.
ويرى خبراء ان الصين قادرة على تحقيق ثورة في القطاع الفلاحي والزراعي باستعانتها بجرارت ذاتية القيادة تختصر الوقت وتتميز بالدقة في العمل وتساهم في تسريع وتيرة الانتاج لكن من عيوبها تهديد اليد العاملة.
ويتساءل بعضهم هل نودع يوما ما الجرارات التقليدية؟.
وحسبما ذكرت وكالة "شينخوا" الصينية للأنباء، فإن الجرار الجديد الذي أطلق عليه اسم "إي تي 1004- دبليو"، يتمتع بقوة 100 حصان، وقد سجل رقما قياسيا فيما يتعلق بدائرة الانعطاف الخاصة بهذه الفئة من المركبات بلغ 3.5 مترا.
ويدعم الجرار الذي لم يكشف عن العديد من مواصفاته تقنية الاتصالات من الجيل الخامس "5 جي"، كما يمكن التحكم به عن بعد لأداء العديد من المهام الزراعية في الأراضي.
وأطلقت أبرز الجهات الصينية العاملة في مجال التكنولوجيا مشاريع سيارات ذاتية القيادة في مدن عدة، كما فعلت نظيراتها الأميركية، وسط مناخ تنافس تكنولوجي محموم بين بكين وواشنطن.
ومن هذه الشركات الصينية الرائدة في تكنولوجيا القيادة الذاتية "بايدو" (مالكة محرّك البحث الأكثر شعبية في الصين) و"ديدي تشاشينغ" (شركة مركبات سياحية يقودها سائقون) و"أوتوكس" (المدعومة من مجموعة علي بابا الصينية العملاقة للتجارة الإلكترونية).
حتى أن رئيس مجلس إدارة "أوتوكس" ومديرها العام تشاو جيانشونغ أكّد عزم شركته على إطلاق أولى سياراتها الذاتية القيادة بالكامل في القترة المقبلة.
كما تتسابق شركات اميركية على غرار "تيسلا" و"أوبر" على التوصّل إلى أنظمة تحكّم ذاتي كامل بالسيارات.
وتشارك في السباق هذا مجموعة "جنرال موتورز" التي طلبت من السلطات السماح لها باختبار سيارتها الذاتية القيادة اعتبارا من العام المقبل.
وتجتهد شركة "وايمو" التابعة لغوغل في أن تحتل موقعا متقدما في هذا القطاع الواعد.
لا يتردد بعض سكان مدينة شنغهاي الصينية في الجلوس من دون أي خوف على المقعد الخلفي لسيارة أجرة من دون سائق يطلبونها بواسطة الإنترنت، وأن يكونوا حقل تجارب لهذه التكنولوجيا المستقبلية التي تحاول كبرى شركات صناعة السيارات الذاتية القيادة تعميمها مستفيدة من ميل الصينيين إلى الابتكارات.
لكنّ المشهد الذي قد يبدو أشبه بفيلم خيال علمي، وهو رؤية الشوارع مزدحمة بسيارات من دون سائقين بشريين، لا يزال في الواقع بعيد المنال، لأسباب عدّة أهمّها تكنولوجية وتنظيمية وأمنية.
قال مينغ تشنغ المسؤول عن البحوث في "مركز إينو للنقل"، وهي منظمة لا تبغي الربح تتخذ في واشنطن مقراً لها، إن هذه التكنولوجيا غير جاهزة بعد. ولاحظ أن "المهندسين بدأوا يدركون حدود الذكاء الاصطناعي"، و"الطريق لا يزال طويلاً" قبل التمكن من إنتاج سيارة ذاتية القيادة بالكامل.
ومع ذلك يرجح بعض الخبراء في مجال التكنولوجيا امكانية نشر هذه السيارات "بصورة كبيرة" في غضون سنتين أو ثلاث سنوات، رغم العقبات التنظيمية والتكنولوجية. ويعتبرون إنها مسألة وقت لا غير، لكنّ الأمر سيحصل.
وتعرضت السيارات ذاتية القيادة في تجاربها الأولية الى حوداث مرور شوهت سمعتها وادت الى تراجع الثقة والشعور بالأمان حولها.