اتحاد الشغل التونسي يناقش "خطة بديلة" اذا فشل مشروع الدستور الجديد

الاتحاد رفض المشاركة في صياغة دستور الجمهورية الثانية ولكنه لم ينخرط مع المعارضة في شن حملة لمقاطعة الاستفتاء على الدستور.
ما قيمة وثيقة اتحاد الشغل حول الدستور والقانون الانتخابي
تونس

أكد الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري في تصريح لوسائل الإعلام المحلية الأحد أن الهيئة الإدارية للاتحاد شرعت اليوم في مناقشة الوثيقة الأولية لمبادرة الاتحاد بخصوص الدستور والقانون الانتخابي.
وتنطلق اليوم الأحد أشغال الهيئة الإدارية الوطنية للاتحاد العام التونسي للشغل في مدينة الحمامات الساحلية (شمال شرق تونس) لتتواصل على مدى يومين.
وقال الطاهري إن هذه المبادرة "ليست مرتبطة لا بتاريخ الاستفتاء ولا بتاريخ الحوار حول الجمهورية الجديدة"، مشيرا إلى أنها "مبادرة سابقة منذ 6 أشهر وسيتم مناقشتها لإثرائها".
وأوضح أنه سيتم عرض مقترح الوثيقة على الصحفيين والعموم بعد انتهاء الأشغال لتكون بمثابة مقترح بديل إذا ما تمت مقاطعة الاستفتاء أو المشاركة فيه بـ "لا".

الوثيقة تضم مقترحات ورؤية كاملة للحلول الاقتصادية والاجتماعية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد

وأشار إلى أن "الوثيقة تضم مقترحات ورؤية كاملة للحلول الاقتصادية والاجتماعية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد".
وأعلن الاتحاد في ندوة صحفية عقدها في أيار/ مايو الماضي بالعاصمة التونسية رفضه المشاركة في الحوار الوطني "بالصيغة التي أعلنها رئيس الجمهورية قيس سعيّد"، واصفا إياه بـ"الصوري".
وأفاد الطاهري الأحد، أن الهيئة الإدارية المجتمعة اليوم وغدا ستنظر أيضا في المفاوضات الاجتماعية وتبعات الإضراب العام السابق وتحديد الخطوات القادمة.
وشن الاتحاد في الـ16 من حزيران/ يونيو الجاري إضرابا عاما في القطاع العام قال إن نسبة نجاحه تجاوزت الـ96 بالمئة.
وأعلن الاتحاد أنْ لا علاقة للإضراب بعدم مشاركته في الحوار الوطني مشيرا إلى أن الإضراب لا يحمل خلفيات سياسية بل هو اجتماعي بحت.
وعقب إعلان الاتحاد مقاطعة الحوار الوطني، عبر رئيس الهيئة المكلفة بوضع دستور الجمهورية الجديدة الصادق بلعيد عن أسفه لعدم مشاركة الاتحاد.
وعلق بالقول "البعض كان يتصور أن غياب اتحاد الشغل سيُبطل ويُفشل العمل وهذا ما لم يحدث"، معلنا عن رفض الهيئة المشاركة في الحوار "بشروط مسبقة".
ويخشى مراقبون أن تفقد مبادرة الاتحاد التي يناقشها الأحد والإثنين، أية قيمة أو جدوى عملية. وعلق بعضهم "ربما لو تمت مناقشة مبادرة الاتحاد في إطار الحوار الوطني كانت ستحظى باهتمام وتجاوب أكبر".
ورغم محاولات الاستمالة المتكررة، رفض اتحاد الشغل الاستجابة لدعوات المعارضة للانضمام لحملة مقاطعة الاستفتاء على الدستور.
ورد جوهر بن مبارك عضو جبهة الخلاص الوطني التي تقود حملة لمقاطعة الاستفتاء على رفض الاتحاد بالقول "نتفهم بعض قيادات الاتحاد التي تهاجم الجبهة بما أنه من الصعب على من اصطف مع المنقلب أن يعود إلى الحق".
ودعا القيادي بالجبهة أحمد نجيب الشابي قيادات الاتحاد إلى "الكف عن مهاجمة القوى السياسية الصادقة وعلى رأسها الجبهة الوطنية للخلاص"، معتبرا أن ذلك "يضعف القوى الوطنية".