اتفاق أمني بين العراق واسبانيا لمكافحة الإرهاب
بغداد - وقّع العراق وإسبانيا الأربعاء، اتفاقية للتعاون بين البلدين في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، في خطوة جديدة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في جميع المجالات.
وأوضح المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي أن "الاتفاقية تتضمن التعاون لمكافحة الإرهاب والجرائم الجنائية وجرائم تصنيع المخدرات والاتجار بالبشر والابتزاز وغيرها، مضيفا أنه "سيتم تبادل الخبرات والمعلومات بين البلدين، لاسيما في مجال استخدام التكنولوجيا والأساليب والوسائل المستخدمة في التحقيقات الجنائية، وتقديم المساعدة الفنية والعلمية، وإرسال فرق فنية متخصصة بين الجانبين".
وأكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، خلال استقباله وزير الداخلية الاسباني فرناندو غراندي مارلاسكا عمق العلاقات الثنائية بين البلدين التي توطدت على مختلف الأصعدة والمستويات، بعد الزيارة إلى مدريد في شهر نوفمبر/تشرين الثاني.
وتواجه السلطات العراقية جملة من التحديات الأمنية على حدودها في مواجهة عصابات المخدرات والجماعات المسلحة. كما يُعدّ العراق الذي له حدود مع سوريا وإيران والسعودية والكويت، بلد عبور لتهريب المخدرات، وتحوّل في السنوات الأخيرة إلى ممر مهم لتجارة المخدرات، لا سيما الكبتاغون والكريستال ميث.
وغالبا ما تعلن بغداد ضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة أبرزها الكبتاغون الذي تشكّل السعودية الوجهة الأساسية له، في وقت لا تزال السيطرة على المنطقة "هشة" والوسائل المتاحة لمكافحة الاتجار محدودة بسبب الوضع الاقتصادي والعقوبات على سوريا.
ويساهم التعاون الأمني بين بغداد ومدريد في تعزيز قدرة العراق على مواجهة التهديدات الأمنية، وخاصة الإرهاب، إذ يعكس التزام إسبانيا بدعم استقرار البلد الخليجي وأمنه كجزء من التحالف الدولي والجهود الأوروبية.
وكان السوداني قد أكد خلال زيارته الى مدريد في نوفمبر/تشرين الثاني أن "مواقف إسبانيا تحفز على تأسيس شراكة شاملة وواعدة، وهو ما يتجسد في حضور المؤسسات الإسبانية الفاعل في مسار التنمية في العراق"، مشيراً إلى أن "تعزيز العلاقات الثنائية هو جزء من استراتيجية الحكومة في التعامل مع جميع دول التحالف الدولي بعد انتهاء مهماتها في بغداد، وقد كانت إسبانيا إحدى الدول المشاركة فيه"، وفق بين للمكتب الإعلامي للحكومة العراقية.
وأوضح في تصريحات إعلامية أن بلاده "يمر بمرحلة متميزة في علاقاته مع مدريد، مع وجود رغبة متبادلة في تعزيز هذه العلاقات وتطويرها في جميع المجالات، مشيرا إلى أن هذا البلد "جزء من التحالف الدولي الذي ساعد في القضاء على داعش الإرهابي، وبناءً على طلبنا، ستنتهي مهمة التحالف الدولي خلال عامين بعد انتفاء مبررات وجوده"، وفق المصدر ذاته.
ولفت إلى أن "قدرات الأجهزة الأمنية العراقية وصلت إلى مرحلة متقدمة، كما أن هناك استقرارًا سياسيًا انعكس إيجابًا على الوضع العام في البلاد"، مؤكّدا أن "هناك شركات إسبانية تعمل في العراق، خصوصًا في قطاع السكك والنقل، ونحن نحرص على جذب المزيد منها نظرًا لكفاءتها وخبرتها في تنفيذ المشاريع".