اتفاق المرحلة الانتقالية يلغي العصيان المدني في السودان

قادة الاحتجاجات يلغون الدعوة الى العصيان والاضراب بعد الاتفاق مع الجيش على تولي رئاسة الهيئة الانتقالية بالتناوب لمدة ثلاث سنوات.

الخرطوم - ألغى قادة الاحتجاجات في السودان السبت الدعوة الى عصيان مدني كان مقررا في 14 تموز/يوليو، وذلك غداة التوصل الى اتفاق مع المجلس العسكري الحاكم يتناول الخطوط الكبرى للعملية الانتقالية.
وفجر الجمعة، أعلن العسكريون الحاكمون وقادة الحراك الاحتجاجي الذي دفع إلى الإطاحة بالرئيس عمر البشير بعد 30 عاماً من الحكم، بتوصلهم لاتفاق حول المرحلة الانتقالية المقبلة في البلاد بعد أشهر من الخلافات بينهما.
ويتناول الاتفاق خصوصاً الهيئة التي يُفترض أن تقود المرحلة الانتقاليّة المقبلة. واتفق المجلس العسكري الحاكم وتحالف "إعلان قوى الحرّية والتغيير" الذي يقود حركة الاحتجاج على التناوب لمدّة ثلاث سنوات على رئاسة الهيئة الانتقالية.

هدف العصيان والاضراب تسلم السلطة المدنية، ويفترض ان هذا الهدف تحقق

ونشر "تحالف الحرية والتغيير" برنامجا جديدا للتحركات اليومية على مواقع التواصل الاجتماعي من دون أن يشير فيه الى العصيان المدني والاضراب اللذين كان دعا اليهما في كل انحاء السودان يوم 14 تموز/يوليو.
أما "الموكب" الذي كان دعا اليه في 13 تموز/يوليو لمناسبة مرور أربعين يوما على فض اعتصام المتظاهرين امام المقر العام للجيش في الخرطوم، فتحول الى "احياء لذكرى الشهداء" في العاصمة السودانية ومدن أخرى.
وأسفر فض الاعتصام في الثالث من حزيران/يونيو عن عشرات القتلى وأثار استياء دوليا وساهم في تصعيد التوتر بين الحركة الاحتجاجية والمجلس العسكري.
وبفضل وساطة تولتها اثيوبيا والاتحاد الافريقي، استأنف الطرفان مفاوضاتهما ووافقا الجمعة على ان يتناوبا على رئاسة "مجلس سيادي" يحكم البلاد لفترة انتقالية تستمر ثلاثة أعوام.
وأكد القيادي في "تحالف الحرية والتغيير" احمد ربيع لوكالة الصحافة الفرنسية السبت إلغاء الدعوة الى عصيان مدني بهدف "إفساح الطريق لتنفيذ الاتفاق".
وقال قيادي آخر هو خالد عمر إن "العصيان والاضراب كان الهدف منهما تسلم السلطة المدنية، ويفترض ان هذا الهدف تحقق بالوصول للاتفاق".
وكانت الحركة الاحتجاجية نظمت بين التاسع والحادي عشر من حزيران/يونيو عصيانا مدنيا تسبب بشلل شبه تام في الخرطوم.
وتقول لجنة الاطباء القريبة من قادة الاحتجاجات إن القمع خلف 136 قتيلا منذ الثالث من حزيران/يونيو، في حين تشير السلطات العسكرية الى سقوط 71 قتيلا فقط.
واعلن وسيط الاتّحاد الإفريقي محمّد الحسن لبات الجمعة أن المجلس العسكري الحاكم وتحالف "إعلان قوى الحرّية والتغيير" اتّفقا على "إقامة مجلس للسيادة بالتّناوب بين العسكريّين والمدنيّين ولمدّة ثلاث سنوات قد تزيد قليلاً".
وقال نائب رئيس المجلس العسكري السوداني الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) السبت "تم الاتفاق الذي كنا نرجوه من زمان".
وأضاف في خطاب بثه التلفزيون الرسمي أن هذا الاتفاق يتطلب "تكاتفا من الجميع".
وتابع "الآن بدأت مرحلة جديدة من تاريخ السودان تتطلب التوافق بين كل مكونات الشعب السوداني من أجل الاستقرار والنهضة".