اتفاق سوداني إثيوبي لنشر قوات مشتركة على الحدود

قوات من البلدين ستعمل على ضبط ومكافحة التهريب والهجرة غير الشرعية والجريمة العابرة على الحدود، في حين سيجتمع خبراء بعد أسبوعين لاستكمال استعدادات الشراكة.
مزارعون سودانيون يتهمون إثيوبيين بالاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية
اثيوبيا ضبطت اسلحة سودانية داخل اراضيها

الخرطوم - وقّع السودان وإثيوبيا الثلاثاء اتفاقا ينص على نشر قوات مشتركة عند حدودهما "لضبطها ومكافحة التهريب والهجرة غير الشرعية والجريمة العابرة"، بحسب ما أعلنت الوكالة السودانية.

ويأتي تشكيل قوات مشتركة لحماية أمن الحدود بعد سلسلة محادثات بين مسؤولين كبار في البلدين استمرت لأشهر.

وأوردت وكالة الأنباء السودانية "سونا" أن وزارتي دفاع السودان وإثيوبيا وقّعتا "اليوم برئاسة الأركان المشتركة بالخرطوم على بروتوكول نشر القوات المشتركة على الحدود".

وقال رئيس الأركان المشتركة للقوات المسلّحة السودانية الفريق أول كمال عبد المعروف الماحي إن الدولتين، بهذه الخطوة، ستمضيان "بقوة لضبط كل الإشكالات ومنع الاحتكاكات وحفظ حقوق شعوب المناطق الحدودية بخاصة وأن علاقاتنا مع إثيوبيا علاقات تاريخية وجوار فضلا عن توفر الإرادة السياسية بين الرؤساء في البلدين من خلال دعوتهم لأن تكون هنالك شراكات وتعاون".

وأوضح أن الخبراء بين البلدين سيجتمعون بعد أسبوعين في مدينة القضارف، لاستكمال الاستعدادات، وقال "سنخطو خطوات بعيدة في شراكة استراتيجية وتعاون نموذجي لكل القارة الإفريقية وبين دول الجوار".

سنخطو خطوات بعيدة في شراكة استراتيجية وتعاون نموذجي لكل القارة الإفريقية وبين دول الجوار

وتشتكي القيادات الأمنية في الجانبين من تهريب الأسلحة والجرائم العابرة للحدود.

وتقيم الخرطوم وأديس أبابا علاقات دبلوماسية وثيقة لكن قضايا حدودية تثير توترات بين البلدين.

وغالبا ما يتّهم مزارعون سودانيون إثيوبيين بالاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية في ولاية القضارف الحدودية السودانية.

كذلك يتّهم مزارعون سودانيون متمرّدين إثيوبيين بالتورّط في جرائم عابرة للحدود داخل الأراضي السودانية.

في المقابل تفيد تقارير إعلامية إثيوبية بضبط قوات الأمن في إثيوبيا في عدة مناسبات أسلحة يعتقد أنها مهرّبة من السودان.

وصبت السودان جام غضبها غضبها على أديس أبابا واتهمتها بالتقاعس والتراخي في وقف اعتداءات تنفذها عصابات إثيوبية مسلحة يطلق عليها اسم “الشفتة” على الشريط الحدودي بين الدولتين، الذي يبلغ نحو 900 كيلومتر سنة 2015.

وجاءت أقوى الاتهامات على لسان عثمان نافع حمد، سفير السودان لدى إثيوبيا، حيث اتهم أديس أبابا بمحاولة التوسع داخل الأراضي السودانية لمواجهة ما أسماه بـالانفجار السكاني، بعد أن تجاوز عدد سكانها المئة مليون.

وقال في تصريحات صحفية إن الميليشيات التي تعتدي على أراضي بلاده في محافظات الفشقة وباسنودة وقريشة والقلابات الشرقية، تدعمها حكومة ولاية إقليم الأمهرا المجاور لولاية القضارف، ملوحا بأن الحكومة الاتحادية في إثيوبيا تغض الطرف عن التجاوزات.

وعلى إثر التصعيد ، طالبت بعض القوى السودانية بنشر قوات عسكرية على الحدود، التي لا يزال أمر ترسيمها معطلا، لوقف عمليات النهب والسلب التي تقوم بها عصابات إثيوبية، مستفيدة من السيولة الأمنية الموجودة على الحدود المشتركة.

وللسودان مشاكل حدودية قديمة وحديثة مع عدد من جيرانه، فهناك المشكلة المعروفة بمثلث حلايب مع مصر ومثلث اليمي مع كينيا وأم دافوفة مع أفريقيا الوسطى ثم الفشقة مع إثيوبيا، وتخضع عمليات التسخين والتهدئة لطبيعة الأجواء السياسية

وتربط السودان وأثيوبيا علاقات محورها سد النهضة حيث دخلت الخرطوم في خلافات مع اديس ابابا حول حصتها من مياه النيل.

ودخلت السودان كذلك في خلافات مع مصر بسبب سد النهضة الاثيوبي حيث قال زير الخارجية السوداني السابق إبراهيم غندور في "ابريل/نيسان 2018 ان جولة من المحادثات التي تهدف إلى تهدئة مخاوف مصر بشأن سد مثير للجدل تقوم أثيوبيا ببنائه على ضفاف النيل، فشلت.

وكانت السودان أساسا قلقة إزاء المشروع الإثيوبي لكن أيدته بعد ذلك، إذ قال الخبراء إن السد سيساعد في السيطرة على الفيضانات في الجانب السوداني من النيل.

وهزت مظاهرات شبه يومية، تسببت فيها الأزمة الاقتصادية التي تزداد سوءا، السودان منذ يوم 19 ديسمبر/كانون الأول.

ويطالب المتظاهرون برحيل البشير وحملوه المسؤولية عن مشاكل البلاد. وقال الرئيس السوداني إن "متسللين" و"عملاء" أجانب وراء الاحتجاجات.