اتفاق عراقي أردني على توسيع العلاقات التجارية وفي مجال الطاقة

رئيس الوزراء العراقي يدعو إلى إنجاز المدينة الاقتصادية على الحدود العراقية الأردنية، فيما أشار نظيره الأردني إلى مباحثات حول مشروع خط نفط "البصرة - العقبة" وتحدث عن استكشافات واعدة على الحدود مع العراق.

بغداد – أكّد رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني التوصل إلى اتفاقات لتعزيز حركة التجارة مع الأردن، فيما أشار نظيره الأردني بشر الخصاونة إلى تحرك جديد لتنفيذ مشروع خط النفط العراقي إلى العقبة، عقب مباحثات ركزت على الجانب الاقتصادي والاستثماري إلى جانب ملفات سياسية وأمنية.

وتحدث السوداني والخصاونة في مؤتمر صحافي مشترك مساء الإثنين، مشيرين إلى أنّ النقاشات شملت "ملفات مهمة تتعلق بالأمن الاقتصادي والصحي والغذائي والأمن العام".

وقال السوداني في هذا الصدد، إنّ "الحكومة العراقية تؤكد على السياسية المتوازنة التي انتهجتها طيلة الفترة الماضية عبر علاقة تشاركية مع دول المنطقة وخاصة الأردن، ونحن نؤكد على رفع مستوى التواصل والتنسيق العربي حول مختلف المشاكل".

وأضاف أنّ "الحديث عن التعاون الأمني كان حاضرًا في اللقاءات، عبر بالتأكيد على مزيد من التنسيق لإجهاض أي محاولة للإخلال بالأمن، فضلاً عن المستويات الأخرى ومواجهة تحدي المخدرات بفعالية".

واقتصاديا، أكّد السوداني "دعم التعاون بين القطاع الخاص العراقي والأردني، ودعم عمل مجلس الأعمال العراقي الأردني، للاستثمار في مشاريع الإسكان والصناعة والزراعة".

وأشار إلى أنّ النقاشات شهدت "التأكيد على مشاريع مهمة، خاصة المدينة الاقتصادية"، مبينًا أنّ "العراق يدعم إكمال الخطوات بهذا الشأن"، كما أشار إلى تفاهمات جديدة حول إنشاء مدينة صناعية على الحدود "تستثمر الموارد الطبيعية العراقية وتغطي حاجة السوق من البتروكيماويات والأسمدة".

وتحدث السوداني أيضًا عن خطوات من الجانبين لـ"تسهيل قطاع التجارة والأعمال الحرة، عبر تسهيل تأشيرات الدخول بما يسمح بحركة رجال الأعمال بحرية مع رفع عدد الرحلات الجوية".

وتطرق السوداني إلى القضية الفلسطينية، مشيرا إلى "موقف العراق الثابت من الحق الفلسطيني في الأرض والتاريخ، ورفض كل الممارسات بحق الشعب الفلسطيني".

وشدد رئيس الحكومة العراقية، على "رفض الإساءة للمقدسات الإسلامية"، وقال إنّ "هذه الحوادث المتكررة لا تمثل أي قيمة في مجال حرية التعبير والرأي، بل ستؤسس لبيئة من التطرف عانى منها العراق والمنطقة"، داعيًا كل الدول العربية والإسلامية إلى "موقف مشترك وحازم من هذه الإساءات".

وأدان العراق تكرار إحراق المصحف وعلمه أمام سفاراته في الدنمارك والسويد.

وأمر رئيس الوزراء العراقي الخميس الماضي بسحب القائم بالأعمال العراقي في ستوكهولم ومغادرة السفيرة السويدية العراق.

وبدوره قال رئيس الوزراء الأردني، إنّ المباحثات في بغداد "مثلت فرصة للتداول في المواقف السياسي التي نصل فيها تقريبا إلى حد التطابق"، مشيرًا إلى "الاتفاق على استمرار التنسيق الأمني والعسكري لمحاربة الإرهاب والتطرف، واتخاذ خطوات عملية في ملف المخدرات".

وفي المجال الاقتصاد والطاقة، كشف الخصاونة أنّ مرحلة الأولى من مشروع الربط الكهربائي مع العراق ستكتمل في الشهر القادم، معربا عن أمله بإنجاز المرحلة الثانية بشكل متسارع خلال فترة عام ونصف.

كما أشار إلى "بحث فعلي لتنفيذ المشاريع الاستراتيجية الكبرى، ومنها خط النفط البصرة حديثة، والذي من المفترض أن يتفرع منه خط باتجاه الأردن والعقبة"، مبينًا أنّ "المشروع سيمثل قيم مضافة في إطار مناطق صناعية".

وكان البلدان قد وقعا اتفاقًا قبل عامين لتزويد الأردن بنحو 3.7 ملايين برميل نفط تمثل 7 بالمئة من احتياجاته النفطية.
ويأتي استيراد النفط العراقي ضمن تفاهمات لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الأردن والعراق تشمل مد أنبوب نفط من العراق إلى ميناء العقبة الأردني بحيث يشكل مرفأ لتصدير النفط العراقي وتزويد الجانب الأردني باحتياجاته النفطية.

وكانت واردات الأردن من النفط العراقي قد بدأت بموجب مذكرة تفاهم موقّعة مع الحكومتين لتجهيز النفط الخام منذ سبتمبر عام 2021 حتى نهاية مارس 2023؛ إذ بلغت كميات النفط القادمة إلى عمان نحو 4.5 مليون برميل.

وخلال شهر أبريل الماضي أعلنت بغداد موافقتها على تجديد العمل بمذكرة التفاهم التي تعود بموجبها واردات الأردن من النفط العراقي وذلك لمدة عام واحد.

وكان وزير الطاقة الأردني صالح الخرابشة قد زار بغداد في منتصف ديسمبر 2022 طالب خلالها بغداد بتمديد مذكرة التفاهم للمرة الثانية ولمدة 3 أشهر إضافية بعد انتهائها في 1 يناير 2023 حتى 31 مارس 2023.

وقال الخصاونة أيضا إنّ "هناك استكشافات واعدة على الحدود العراقية قد تسمح بصناعات مهمة تعود بالنفع للبلدين"، لافتًا إلى طلب حظي بموافقة العراق لـ"تستفيد الأردن من الخبرة العراقية في التنقيب عن النفط والاستفادة من بعض المعدات العراقية".

وحول القضية الفلسطينية، أكّد الخصاونة على "الموقف الأردني الداعي إلى أفق سياسي مرتكز لحل الدولتين، لتقوم الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السياسة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

كما أكّد أنّ "الأردن مستمرة بمسؤولية حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف انطلاقًا من الوصاية الهاشمية التاريخية"، وقال إنّ الأردن "لن تسمح بأي تغيير للوضع القانوني والتاريخي في القدس إلى أن ينتهي الاحتلال الإسرائيلي في إطار حل الدولتين".

ووصل الخصاونة إلى العاصمة العراقية بغداد الاثنين في إطار زيارة عمل تستمر يومين، وقد ترأس ونظيره العراقي اجتماعا موسعا للجنة العراقية الأردنية المشتركة، ضم وزراء وممثلين من القطاع الخاص في البلدين.

وفي الآونة الأخيرة، بات يُطلق على تحالف الأردن والعراق، إضافة إلى مصر اسم "الشام الجديد"، بعد أن بدأ الحديث عنه عقب عدة قمم بين الدول الثلاث.