اتفاق مصري سوري على تعزيز التواصل بهدف تطبيع العلاقات

سامح شكري يؤكد خلال لقائه بفيصل المقداد في القاهرة دعم مصر لجهود التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية في أقرب وقت.
المقداد يتطلع لمزيد من التضامن العربي لاخراج سوريا من ازمتها

القاهرة - قرر كل من وزير الخارجية المصري، سامح شكري ونظيره السوري فيصل المقداد، "تكثيف التواصل على مختلف على الأصعدة"، عقب مباحثاتهما بشأن "دفع وتعزيز علاقات البلدين" خلال زيارة يؤديها المقداد إلى القاهرة منذ أكثر من عقد ووسط جهود لاعادة دمشق الى الحاضنة العربية وفك عزلتها.
وافاد بيان للخارجية المصرية بأن شكري التقى المقداد بمقر الخارجية المصرية وسط القاهرة في "زيارة هي الأولى من نوعها منذ أكثر من 10 سنوات"، حيث سبق أن التقى شكري المقداد، في سبتمبر/أيلول 2021، في نيويورك.
وشهد الجانبان "عقد لقاء ثنائي مغلق بين وزيري خارجية البلدين، أعقبه جلسة محادثات موسعة تناولت مختلف جوانب العلاقات الثنائية وسبل دفعها وتعزيزها وعددا من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
وجدد شكري "دعم مصر لجهود التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية في أقرب وقت ".
وأكد دعم الجهود الأممية في هذا الصدد و"أهمية استيفاء الاجراءات المرتبطة بتحقيق التوافق الوطني بين الأشقاء السوريين، وبناء الثقة، ومواصلة اجتماعات اللجنة الدستورية السورية".

من جانبه أعرب المقداد، عن "التطلع لأن تشهد المرحلة القادمة المزيد من التضامن العربي مع سوريا كي تتمكن من تجاوز أزمتها"، وفق الخارجية المصرية.
ووفق البيان المصري "اتفق الوزيران على تكثيف قنوات التواصل بين البلدين على مختلف الأصعدة خلال المرحلة القادمة بهدف تناول القضايا والموضوعات التي تمس مصالح البلدين والشعبين".
وفي وقت سابق، وصل المقداد القاهرة "تلبية لدعوة من وزير الخارجية المصري سامح شكري لإجراء مباحثات تتعلق بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، ومناقشة آخر التطورات في المنطقة والعالم"، بحسب وكالة أنباء النظام السوري.
وتعد هذه الزيارة هي الأول على المستوى الوزاري لوزير خارجية النظام السوري لمصر منذ تجميد الجامعة العربية في نوفمبر/تشرين الثاني 2011، عضوية سوريا على خلفية "قمع" النظام احتجاجات شعبية مطالبة بالتغيير.
وتأتي الزيارة بعد نحو شهر من زيارة قام بها وزير خارجية مصر في 27 فبراير/شباط الماضي، لسوريا وتركيا تضامنا معهما على خلفية الزلزال المدمر الذي ضربهما في 6 من الشهر ذاته، وذلك لأول مرة منذ 2011.
واعقبت تلك الزيارة اتصالاً أجراه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بنظيره السوري بشار الأسد إثر الزلزال، كان الأول بين الرجلين منذ تولي السيسي السلطة في مصر عام 2014.
كما تأتي زيارة المقداد للقاهرة وسط أحاديث عربية رسمية لعودة سوريا عربيا وقبيل نحو شهر من انعقاد القمة العربية في الرياض.
خلاف دول عربية عدّة، أبقت مصر سفارتها مفتوحة في دمشق طيلة سنوات النزاع، لكنها خفّضت مستوى التمثيل الدبلوماسي وعدد أفراد بعثتها.
وزار مدير إدارة المخابرات العامة في سوريا اللواء علي المملوك القاهرة عام 2016، في أول زيارة معلن عنها أجراها إلى الخارج منذ اندلاع الحرب في بلاده.
اثر اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، قطعت دول عربية عدة خصوصاً الخليجية علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا وأغلقت سفاراتها في دمشق، كما علقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا.
ويرى محللون أن الأسد قد يجد في التضامن الواسع معه إثر الزلزال، "فرصة" لتسريع تطبيع علاقاته مع محيطه الإقليمي، خصوصا في اعقاب إعلان ايران، الداعمة لدمشق، الشهر الماضي الاتفاق على استئناف العلاقات مع السعودية بعد قطيعة استمرت سبع سنوات.