اجتماع حاسم لتحالف أوبك+ على وقع متحورة أوميكرون

مجموعة أوبك+ لن تزيد إنتاجها على أرجح التقديرات خلال اجتماع مقرر الخميس وذلك في محاولة للمحافظة على الأسعار عند المستوى الحالي في حدود 70 دولارا للبرميل.
أوبك+ أمام تحديات يطرحها البيت الأبيض والمتحورة الجديدة
سحب بعض الدول بينها أميركا من المخزونات النفطية لم يكبح ارتفاع الأسعار

لندن - تجتمع الدول الأعضاء في "أوبك+" الخميس للتوصل إلى صيغة معقدة تتعلق بمستوى إنتاجها لمطلع العام 2022 على وقع تحد من جانب الرئيس الأميركي جو بايدن على مستوى العرض والمتحورة الجديدة لفيروس كورونا على صعيد الطلب.

وقال بيتر ماكنالي المحلل لدى 'ثيرد بريدج'، "إنه بالتأكيد من أهم اجتماعات" منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفائها في الكارتل النفطي المعروف بـ"أوبك+" (بلاس) "منذ بدء انتعاش الطلب" على النفط بعد تداعيات الجائحة الكارثية.

وأوضح أنه في الأيام السبعة الأخيرة سُجل حدثان كبيران هما "الإفراج المنسق عن احتياطات إستراتيجية في عدة دول مستهلكة والظهور المفاجئ للمتحورة أوميكرون".

وبعدما مارست ضغوطا كثيرة على الكارتل لزيادة الإنتاج، أعلنت الولايات المتحدة التي انضمت إليها الصين والهند واليابان، اللجوء إلى الاحتياطي الاستراتيجي لتهدئة الارتفاع الكبير في أسعار النفط الخام ما يعيق الانتعاش الاقتصادي.

وتشمل هذه المبادرة الرئيسية على ما وصفها الرئيس الأميركي 65 إلى 80 مليون برميل في الإجمال، وفق تقديرات محللين من بينها 50 مليونا في الولايات المتحدة وحدها.

لكن هذه الخطوة لم تحقق الغاية منها إذ ارتفعت الأسعار بعدها في حين تكفلت المتحورة الجديدة في المقابل بخفض الأسعار.

وأدى رصد هذه المتحورة الجديدة التي أسمتها منظمة الصحة العالمية "أوميكرون" إلى تفاعل كبير الجمعة في الأسواق مع تراجع أسعار النفط الخام بنسبة 10 بالمئة للمرة الأولى منذ جلسات أبريل/نيسان 2020 الكارثية.

ورأى كارستن فريتش من 'كوميرزبنك' أن هذا التطور "يدفع إلى الظن أن أوبك+ لن تزيد إنتاجها" في محاولة للمحافظة على الأسعار عند المستوى الحالي في حدود 70 دولارا للبرميل "في الوقت الراهن أقله".

ويتوافق قرار كهذا مع النهج المتحفظ المعتمد منذ إعادة أوبك+ رفع الإنتاج تدريجا منذ مايو/ايار 2021.

وقال وزير الطاقة السعودي عبدالعزيز بن سلمان نهاية أكتوبر/تشرين الأول "الأزمة لم تنته بعد. يجب أن نتنبه إلى عدم اعتبار ذلك من المسلمات".

والحذر هو سيد الموقف لدى أعضاء الكارتل الذين يزيدون إنتاجهم شهريا بـ400 ألف برميل في اليوم فقط في حين أن هامش المناورة المتاح لهم أكبر بعشر مرات بالاستناد إلى مستوياتهم المرجعية.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن نائب رئيس الوزراء الروسي الكسندر نوفاك المكلف بالشؤون النفطية قوله إنه ينبغي الامتناع عن "أي قرار متسرع".

وتسبب ظهور المتحورة الجديدة أوميكرون في تأجيل اجتماع فني يسبق عادة اجتماع القمة إلى الخميس "للحصول على مزيد من المعلومات حول الوضع الراهن" بحسب نوفاك.

وينغي على الكارتل أن يتكيف مع عودة محتملة لإيران التي نوقشت عدة مرات، لكنها استبعدت حتى الآن.

واستُبعدت إيران من منظمة أوبك منذ انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في العام 2018 من الاتفاق النووي الإيراني المبرم العام 2015 بهدف منع طهران من امتلاك السلاح الذري.

وبعد توقف دام خمسة أشهر، استؤنفت الاثنين في فيينا مباحثات مع وفد إيراني "عازم" على التوصل إلى نتائج.

وفي حين لا يميل غالبية المحللين إلى التفاؤل حول فرص التوصل إلى حل إيجابي، رأى بيارن شيلدروب من "أس إي بي" أن "عودة الإنتاج النفطي الإيراني وصادراته هي الخيار الأفضل للرئيس جو بايدن لخفض منسوب التوتر الحالي في السوق النفطية".

وفي العام 2017، كانت إيران تنتج حوالي أربعة ملايين برميل في اليوم وقد تراجعت هذه الكمية إلى النصف في العام الماضي بفعل العقوبات الأميركية.