اجتماع دولي لا يخرج اتفاق الحديدة من التعطيل الحوثي

دبلوماسيون من بريطانيا ودول أوروبية يحرصون على تهدئة المخاوف من انهيار اتفاق السويد، بينما يتجه الاتفاق بالفعل للانهيار بسبب نقض المتمردين لتعهداتهم ورفض الانسحاب من المدينة الساحلية وموانئها.
اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي حول سبل إنقاذ الهدنة في اليمن
الحوثيون يغرقون اتفاق الحديدة في المماطلة والتعطيل
تفاؤل مفرط بلا خطوات عملية تنهي الانتهاكات الحوثية

نيويورك - عقد مجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء جلسة مغلقة بحضور مبعوث المنظمة الدولية إلى اليمن في محاولة لإنقاذ اتفاق الهدنة المتعثرة والضرورية للجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب، لكن الجهود الدبلوماسية فشلت حتى الآن في إخراج الاتفاق التاريخي الذي تم التوصل إليه في نهاية العام الماضي في السويد من دائرة التعطيل والمماطلة الحوثية.

ولم يحمل اجتماع مجلس الأمن الأخير جديدا يذكر لا من حيث اتخاذ إجراء يلزم الحوثيين بتنفيذ اتفاق السويد ولا من حيث معاقبة المتمردين بشكل علني وصريح لوقف انتهاكاتهم.

واتفقت الحكومة اليمنية وحليفتاها السعودية والإمارات خلال محادثات مع المتمردين الحوثيين قبل أكثر من شهر على بدء إعادة انتشار القوات المتمركزة في مدينة الحديدة المضطربة، لكن لم يتم تنفيذ أي من الخطوات المتفق عليها على الأرض بسبب نقض الحوثيين لتعهداتهم.

وقال مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث لمجلس الأمن إنه لا يزال "يعمل مع الطرفين من أجل تطبيق إعادة الانتشار في الحديدة"، وفق ما قال المتحدث باسم المنظمة ستيفان دوجاريك للصحافيين.

وتم الاتفاق على إعادة الانتشار في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في السويد واعتبر خطوة كبيرة نحو إنهاء الحرب المدمرة التي دفعت اليمن إلى حافة المجاعة.

وتم التوصل إلى الاتفاق على الانسحاب على مرحلتين من المدينة ومينائي الصليف ورأس عيسى في 17 فبراير/شباط، في أول خطوة ملموسة نحو وقف التصعيد.

وقال دبلوماسيون بالأمم المتحدة إن الحوثيين يرفضون الانسحاب من المينائين (الصليف ورأس عيسى) على النحو المتفق عليه كجزء من المرحلة الأولى، بسبب مخاوف من أن تتحرك القوات المرتبطة بالتحالف الذي تقوده السعودية للسيطرة على هذه المنشآت.

وقالت سفيرة بريطانيا في الأمم المتحدة كارين بيرث للصحافيين بعد الاجتماع "واضح أن أحد الطرفين لديه مشكلات أكثر من الآخر في الوقت الحالي، لكن الأمور تتبدل".

الحوثيون استغلوا اتفاق الهدنة لاعادة ترتيب صفوفهم في الحديدة بعد هزائم متتالية
الحوثيون استغلوا اتفاق الهدنة لاعادة ترتيب صفوفهم في الحديدة بعد هزائم متتالية

وانضم الجنرال مايكل لوليسغارد الذي يرأس بعثة جديدة للأمم المتحدة لمراقبة إعادة الانتشار من الحديدة إلى غريفيث لإطلاع المجلس على آخر المجريات. وقال دبلوماسيون إنه سيواصل العمل على تسجيل خطوات ملموسة.

وسيلتقي المجلس مجددا الثلاثاء القادم للنظر في التطورات والتفكير في الخطوات المقبلة في غياب أي تقدم.

وحرص دبلوماسيون من بريطانيا ودول أوروبية أخرى على طمأنة المخاوف من انهيار اتفاق الحديدة.

وقالت بيرس "لا يمكنني القول إنه يواجه مشكلات أكثر من تلك التي توقعناها. أعتقد أننا كنا نعرف أنه اتفاق هش".

وقبل اجتماع المجلس، التقى غريفيث مع سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا وهم الأعضاء الدائمون في المجلس.

وقال سفراء الدول الخمس في اليمن الثلاثاء إنهم "قلقون للغاية" من أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في ستوكهولم لم يتم تنفيذه، معربين عن دعمهم لجهود الأمم المتحدة من أجل "ضمان أن يتم في أقرب وقت ممكن تنفيذ الترتيبات" لانسحاب القوات من المينائين ومن مدينة الحديدة.

وقال السفراء في بيان مشترك إن الانسحاب يجب أن يبدأ "دون المزيد من التأخير ودون السعي لاستغلال عمليات إعادة الانتشار من الجانب الآخر".

وإن كانت الحديدة تشهد هدوءا نسبيا منذ التوصل إلى الاتفاق، إلا أن الحرب تتواصل في مناطق أخرى من البلاد.

وبدأت الحرب بين القوات الموالية للحكومة والمتمرّدين في 2014 إثر سيطرة الحوثيين على مناطق واسعة في البلد الفقير بينها العاصمة صنعاء. وتصاعد النزاع مع تدخّل تحالف عسكري بقيادة السعودية دعما للحكومة في مارس/آذار 2015.

وقتل في الحرب نحو 10 آلاف شخص، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، بينما تقول منظمات حقوقية مستقلّة إنّ عدد القتلى الحقيقي قد يبلغ خمسة أضعاف ذلك.