اجتماع لويا جيركا يدعم إجراء محادثات بين كابول وطالبان

طالبان لن تسمح بمشاركة أي طرف في اجتماعها مع ممثلي الولايات المتحدة في الدوحة باستثناء بعض المسؤولين القطريين.

كابول - قال مسؤولون اليوم الخميس إن آلاف الأفغان المشاركين في اجتماع كبير نادر لبحث اتفاق سلام محتمل مع حركة طالبان يطالبون الطرفين بوقف إطلاق النار باعتباره الخطوة الأولى.

ويجتمع المجلس الأعلى للقبائل "لويا جيركا" تحت سقف خيمة بيضاء كبيرة منصوبة دوما في كابول سعيا للتأثير في محادثات السلام بين الولايات المتحدة وطالبان لإنهاء حرب مستعرة منذ الإطاحة بحكم الحركة في عام 2001.

وترفض طالبان، التي تسعى لإعادة فرض حكم إسلامي متشدد، التحدث مع حكومة الرئيس أشرف غني وتصفها بأنها دمية في يد واشنطن. ورفضت الحركة دعوة لحضور اجتماعات "لويا جيركا".

وقال عضو بإحدى لجان المجلس يدعى عبدالحنان وجاء من الجنوب "نحن هنا لنحث الطرفين على إعلان وقف إطلاق النار. ستتوقف الحرب فقط عندما يوقف الطرفان القتال قبل التوقيع على اتفاق دائم للسلام".

وتستضيف قطر محادثات بين واشنطن وطالبان في إطار جهود الرئيس دونالد ترامب لإنهاء أطول حرب تخوضها بلاده والتي بدأت حين أطاحت قوات مدعومة من واشنطن بحركة طالبان بعد أسابيع من هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة.

وعقد مسؤولون من الولايات المتحدة وطالبان عدة جولات من المحادثات منذ أكتوبر/تشرين الأول من أجل ضمان خروج آمن للقوات الأميركية مقابل تعهد طالبان بعدم استخدام المسلحين لأفغانستان لتهديد بقية العالم.

وأمس الأربعاء، استأنف مسؤولون أميركيون وأعضاء من طالبان المحادثات في الدوحة.

وأصدرت طالبان بيانا قالت فيه إن المبعوث الأميركي الخاص للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد التقى مع الملا عبدالغني برادار المسؤول السياسي بالحركة والذي يرأس وفدها.

وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد "جرى تبادل وجهات النظر بشأن الجوانب الرئيسية لتسوية سلمية للقضية الأفغانية".

وقال مجاهد "من الضروري للغاية وضع اللمسات النهائية على المسألتين الرئيسيتين على جدول الأعمال: الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية من أفغانستان ومنع أفغانستان من إلحاق الأذى بالآخرين".

وأضاف "هذا سيفتح الطريق أمام حل باقي جوانب القضية، ولن يكون بوسعنا الخوض في موضوعات أخرى قبل ذلك".

أشار مجاهد إلى أنه "لن يكون هناك أي طرف آخر في الاجتماع سوى ممثلين للولايات المتحدة وطالبان، لكن بعض المسؤولين القطريين سيبقون حاضرين باعتبارهم المستضيفين".

وقال عمر داود زاي مبعوث الرئيس الأفغاني الخاص للسلام إنه يرحب بالمحادثات الجارية بين طالبان والولايات المتحدة في قطر لكنه ينبغي سماع الأصوات الأفغانية على طاولة المفاوضات.

وأضاف قائلا للصحفيين "اجتماع لويا جيركا هو البداية الحكيمة والمنطقية لمحادثات السلام"، مضيفا أن المجلس سيدرس أيضا دور القوى الأجنبية في البلاد.

ويهدف اجتماع "لويا جيركا"، الذي يحضره 3200 من الزعماء الدينين والساسة وممثلين من مختلف أنحاء البلاد، إلى التوصل إلى إجماع بين جماعات عرقية وقبلية مختلفة. وعادة ما ينعقد المجلس في ظروف استثنائية.

وقد لا تُعلن التوصيات النهائية للمجلس قبل غد الجمعة، لكن معظم الأعضاء يدعمون إجراء محادثات بين كابول وطالبان.

نساء أفغانستان يخشين من عودة ممارسات طالبان المتشددة
نساء أفغانستان يخشين من عودة ممارسات طالبان المتشددة

وقالت عشرات النساء اللاتي مُنحن فرصة لمخاطبة المجلس إن على أفغانستان ألا تتخلى عن المكاسب التي حققتها المرأة منذ انتهاء حكم طالبان.

وتخشى النساء العودة ما قبل عام 2001 عندما كان التعليم محظورا عليهن وكن مجبرات على تغطية وجوههن.

وقال محمد قرشي أحد قادة لجان القمة "كل يوم يقتل أفغان دون أي سبب. ينبغي إعلان وقف إطلاق نار غير مشروط".

وأعرب العديد من الأفغان عن مخاوفهم من أنه في حال توصلت طالبان لاتفاق مع الولايات المتحدة، قد تحاول الجماعة الجهادية الاستيلاء على السلطة والتراجع عن الحريات التي حصلت عليها المرأة الأفغانية وحريات الإعلام والحمايات القانونية الأخرى.

ويقاطع زعماء بالمعارضة ومنتقدون للحكومة، بينهم الرئيس السابق حامد كرزاي، ورئيس السلطة التنفيذية للبلاد عبدالله عبدالله اجتماع المجلس متهمين غني باستغلاله لتعزيز وضعه كزعيم في عام تجرى فيه انتخابات الرئاسة.

ويعود آخر اجتماع لمجلس اللويا جيركا إلى 2013 ووافق خلاله المشاركون على اتفاق أمني يسمح للقوات الأميركية بالبقاء في أفغانستان بعد انسحابها الذي كان مقررا في 2014.

وللولايات المتحدة نحو 14 ألف جندي في أفغانستان في إطار مهمة يقودها حلف شمال الأطلسي تعرف باسم "الدعم الحازم" تتولى تدريب ومساعدة قوات الأمن التابعة للحكومة الأفغانية في معركتها ضد مقاتلي طالبان وجماعات متطرفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة.

بعض زعماء المعارضة قاطعوا اجتماع المجلس
بعض زعماء المعارضة قاطعوا اجتماع المجلس