'اجتهاد' تضيء على قضايا الإسلام في أوروبا بعددها الأول

مركز اجتهاد للدراسات والتكوين في بلجيكا يعلن عن صدور مجلة اجتهاد للدراسات الإسلامية والعربية.

يُعلن مركز اجتهاد للدراسات والتكوين في بلجيكا عن صدور العدد الأول من "مجلة اجتهاد للدراسات الإسلامية والعربية" في أوروبا، وهي مجلة نصف سنوية علمية ومحكمة تصدر باللغتين العربية والإنكليزية، ومسجلة في المكتبة الملكية البلجيكية (KBR) والمكتبة العلمية الوطنية، وتشتغل حسب المعايير الأكاديمية الدولية التي تخضع لمبادئ النزاهة العلمية والتحكيم السري والجودة البحثية.

وفيما يتعلق برؤية المجلة، فهي تتحدد بالأساس في تناول الإسلام في أوروبا والغرب انطلاقا من المقاربة الإسلامية الداخلية في مقابل المقاربة الاستشراقية الخارجية، وهذا ذو أهمية بالغة في السياق الأوروبي والغربي الذي أصبح يشكل المسلمون جزءا لا يتجزأ منه، وتزداد فيه الحاجة الماسة، سواء من المسلمين أو من غيرهم، إلى الاستيعاب الصحيح للإسلام، والذي يعتمد على المصادر الإسلامية الأصيلة مستفيدا من المنجزات الأكاديمية والمنهجية المعاصرة. وفي الوقت نفسه، يفكك بجرأة علمية المقاربات الخارجية الإسقاطية والتنقيحية والمؤدلجة.

وقد تضمن العدد الأول من مجلة اجتهاد افتتاحية واثني عشر مقالة، بما فيها ثلاث مقالات باللغة الإنكليزية، ومقالة واحدة باللغة الفرنسية، بينما كتبت المقالات الثمانية الأخرى باللغة العربية. كما شمل العدد ثلاث مراجعات باللغتين العربية والإنكليزية، وترجمة واحدة. وهكذا اغتنى العدد بإسهامات أكاديمية قيمة لباحثين من مختلف الأجيال والتخصصات والسياقات واللغات، حيث حظيت مختلف الإشكالات الإسلامية في الغرب، كحرية الدين والزواج المختلط ومؤسسة الإمام والحجاب بحيز مهم من البحث والتحليل، مع الاشتغال بقضايا فقهية وفكرية عامة، تتقاطع بشكل أو بآخر مع دراسات الإسلام في الغرب، كفقه الواقع ومقاصد الشريعة ومدونة الأسرة المغربية والجهاد والإلحاد والتصوف وغيرها.

الافتتاحية من تقديم رئيس تحرير المجلة الدكتور التجاني بولعوالي، وقد استعرض فيها الظروف الذاتية والموضوعية التي اقتضت إطلاق هذه المبادرة الفكرية والبحثية، في سياق تاريخي وحضاري استثنائي بالنسبة إلى المسلمين، يقتضي تعاطيا موضوعيا مع قضايا الإسلام في أوروبا والغرب، مع الانفتاح العقلاني على الفكر الغربي عامة، والتوجهات المابعد حداثية الجديدة خاصة، بالإضافة إلى ذلك، قدم رئيس التحرير لمحة شاملة حول الأعمال المنشورة في هذا العدد، بهدف تقريب القارئ من أبرز المضامين التي عالجها الباحثون في مقالاتهم ومراجعاتهم.

المقالة الأولى للأستاذ والباحث من جامعة كومبلوتينسي بمدريد في إسبانيا، الدكتور محمد ظهيري، وعنوانها: "الإسلام وحرية الدين والمعتقد في إسبانيا". المقالة الثانية الموسومة بـ"الزواج بنساء أهل الكتاب في بلاد الغرب: رؤية فقهية واقعية"، للدكتور محمد غلبان الأستاذ والباحث في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء بالمغرب.

رؤية المجلة تتحدد بالأساس في تناول الإسلام في أوروبا والغرب انطلاقا من المقاربة الإسلامية الداخلية في مقابل المقاربة الاستشراقية الخارجية

المقالة الثالثة باللغة الفرنسية للباحث في مختبر الدراسات والأبحاث في علم الاجتماع والإثنولوجيا بجامعة مونبلييه في فرنسا، الدكتور يوسف نويوار، وهي بعنوان: "أن تكون إماما في الجمهورية العلمانية". المقالة الرابعة المعنونة بـ"فقه الواقع المعاصر: قراءة في منظور وحدة المعرفة وقضايا العصر" للدكتور مصطفى عطية جمعة وهو أستاذ وباحث في الجامعة الإسلامية في مينسوتا بالولايات المتحدة، والجامعة الأميركية المفتوحة في الكويت. المقالة الخامسة باللغة الإنكليزية، للباحثين من جامعة سيدي محمد بن عبدالله بفاس في المغرب، الأستاذ الباحث الدكتور ميمون داودي والباحث صلاح الشيك، وعنوانها: "الحفاظ على الهوية وسط الشدائد: الممارسات الدينية والتقليدية للجنود المسلمين في الحربين العالميتين الأولى والثانية في أوروبا".

المقالة السادسة الموسومة بـ"إسلام أحد الزوجين دون الآخر: دراسة فقهية مقاصدية" للدكتور يوسف دِكوك وهو أستاذ وباحث في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض في مراكش بالمغرب. المقالة السابعة بعنوان "مقاصد الشريعة وعلاقتها بالأدلة الشرعية" من تأليف الدكتور نور الدين قراط الأستاذ والباحث في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول في وجدة بالمغرب.

المقالة الثامنة باللغة الإنكليزية من قلم الأستاذة والباحثة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة عبدالمالك السعدي في تطوان بالمغرب، الدكتورة كريمة نور عيساوي، وقد تمحورت حول "النقاش الدائر حول مدونة الأسرة المغربية". المقالة التاسعة بعنوان: "ضوابط النظر المقاصدي في فتاوى المعاملات المالية المستجدة"، وهي للدكتور رضوان غنيمي الأستاذ والباحث في جامعة ابن زهر بأكادير في المغرب. المقالة العاشرة باللغة الإنكليزية، وقد عُنونت بـ: "إعادة التفكير في الجهاد والاستشهاد في الإسلام: رؤى من غزوة مؤتة خارج النموذج الغربي" وهي للباحث الهولندي دينيس فان دايك من جامعة لوفان الكاثوليكية في بلجيكا. المقالة الحادية عشرة للباحث الدكتور خالد التوزاني رئيس المركز المغربي للاستثمار الثقافي -مساق، وقد تناول فيها "ظاهرة الإلحاد في المجتمعات الإسلامية: تشخيص العوامل واقتراح العلاج". المقالة الثانية عشرة الموسومة بـ"الزوايا الدينية بقبائل شمال المغرب: دراسة سوسيولوجية (قبيلة أنجرة أنموذجا)" من تأليف الباحثين الدكتور محمد قروق كركيش والدكتور إبراهيم حمداوي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن طفيل في القنيطرة بالمغرب.

بالإضافة إلى هذه المقالات العلمية المهمة والمتنوعة، سواء من حيث المحتوى أو المنهج، شمل العدد الأول من مجلة اجتهاد ثلاث مراجعات: المراجعة الأولى لكتاب "التجربة اليابانية: دراسة في أسس النموذج النهضوي" للباحث المغربي في العلوم السياسية الدكتور سلمان بونعمان، قام بها الباحث السوسيولوجي في مركز نماء للبحوث والدراسات، الدكتور سمير الساعيدي. والمراجعة الثانية لكتاب المؤرخة الأميركية جوان والاش سكوت، بعنوان: "سياسة الحجاب" الذي نُشر في عام 2007، وتولى مراجعته الباحث دينيس فان دايك. أما المراجعة الثالثة، فلكتاب الدكتور محمد ظهيري من جامعة كومبلوتينسي في مدريد، والذي يحمل عنوان: "الإسلام والمسلمون في إسبانيا: الواقع والتحديات"، وقد صدر العام الماضي 2023، وقام بمراجعته الأستاذ أحمد أمير محمد فارس وهو باحث في سلك الدكتوراه في كلية الآداب بجامعة لوفان في بلجيكا. كما تضمن العدد أيضا مقالة بعنوان "رفع القلق عن مفهوم التصوف" وهي ترجمة للمقالة الأصلية "التطور المفاهيمي للصوفية" للباحث التركي مردان غينس من جامعة أوسنابروك في ألمانيا، وقد ترجمها الدكتور رضوان ضاوي الأستاذ بجامعة الرباط الدولية في المغرب.

ومن خلال إصداره للعدد الأول من مجلة اجتهاد للدراسات الإسلامية والعربية، يكون مركز اجتهاد للدراسات والتكوين في بلجيكا قد أضاف لبنة جديدة في منجزه البحثي الفريد من نوعه، لكونه المركز الوحيد في أوروبا الذي يعتمد مقاربة علمية موضوعية داخلية للإسلام في مقابل المقاربات الاستشراقية الخارجية التي لا تخلو من إسقاط وأدلجة وتحيز. ومن شأن هذا أن يسهم في إغناء النقاش الأكاديمي والفكري، ومن ثم تقديم زوايا نظر جديدة حول الإسلام مغيبة من معظم الفكر الغربي المعاصر.