احتقان لا يهدأ في تندوف يرسم ملامح تمرد على البوليساريو

ميليشيات البوليساريو تسوق لروايات عن أحداث داخل مخيمات تندوف على أنها أحداث عرضية بينما تجمع كل المؤشرات على انفلات أمني خطير.

مخيمات تندوف (الجزائر) - تشهد مخيمات تندوف التي تديرها جبهة البوليساريو الانفصالية المدعومة من الجزائر حالة احتقان شديد منذ أشهر حتى قبل المؤتمر السادس عشر للجبهة الذي أعيد خلاله التجديد للأمين العام الحالي للجبهة إبراهيم غالي بغطاء وضغط جزائري، تحول في الفترة الأخيرة من احتجاجات محدودة إلى تمرد.

وتُكابد الجبهة الانفصالية في مواجهة وضع يزداد سوء، بينما فشلت في تطويق الأخبار الواردة من مخيمات المحتجزين الصحراويين مع نشر نشطاء تدوينات ومقاطع فيديو لما يحدث.

وذكرت صحيفة 'الحدث' المغربية الأربعاء في تقرير موجز نقلا عن منتدى دعم الحكم الذاتي بمخيمات تندوف المعروف اختصارا بـ'فورساتين'، أن المخيمات التي تديرها البوليساريو بالحديد والنار، تشهد انفلاتا أمنيا، مشيرة إلى أن الجبهة تحاول تسويق الأمر على أنه مجرد حادث خاصة بعد إقدام صحراويين على إضرام النار في إحدى محطات الوقود.

وقال المنتدى إن ميليشيا البوليساريو تروج لرواية أن الحريق الذي أتى على محطة للوقود داخل المخيمات لا يتعدى كونه حادثا عرضيا، لكن كل المؤشرات تجمع على أنه دليل على بداية انفلات أمني خطير.

ولا تقل هذه التطورات أهمية عن تلك التي شهدتها المخيمات في الفترة التي أعقبت إعادة انتخاب إبراهيم غالي على رأس البوليساريو وسط اعتراضات كبيرة من قيادات شككت في نزاهة التصويت، مشيرة إلى حملة ترهيب قادتها الجزائر من خلال نشر عناصر أمنية بزي مدني في محيط خيمة المؤتمر وممارسة ضغوط على الناخبين إلى جانب تلاعب رافق تلك العملية.

وبحسب المنتدى الحقوقي الذي يتابع عن كثب تطورات الوضع في مخيمات تندوف، فإن رواية البوليساريو عن حادث يراد منها استبعاد حقيقة الانفلات الأمني الذي لا يخرج عن سياق تمرد في الصحراويين.

وتحكم ميليشيا البوليساريو بدعم جزائري قبضتها على المخيمات وقادت في الأشهر القليلة الماضية حملة اعتقالات واسعة ومداهمات لمنازل نشطاء فضحوا انتهاكات واسعة للجبهة وقيادتها.

وكانت عائلات تعرض أفرادها للقمع قد كسرت حاجز الخوف قبل فترة واقتحمت مراكز للدرك وأضرمت النيران في عربات تابعة لميليشيا البوليساريو.

وتحاول قيادة الجبهة الانفصالية تكميم أصوات معارضيها داخل تندوف وتكابد في منع تسرب أخبار عما يجري بكل الوسائل المتاحة، بينما أربكتها الأحداث التي نشرها نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي بالصوت والصورة.

وتشير التطورات الأخيرة إلى اتساع نطاق ما يمكن وصفه بالتمرد، إلى حالة إرباك لدى قيادة الجبهة الانفصالية، بينما تزداد عزلتها مع تواتر الاعترافات الدولية والإقليمية بمغربية الصحراء.

وكانت قد نددت بمشاورات المبعوث الأممي الخاص للصحراء ستيفان دي ميستورا رغم أنها لا تخفي اعتراضاتها على مخرجات قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2654.

وتنظر البوليساريو لتطورات ملف الصحراء بقلق، بينما أعلنت واشنطن السبت الماضي دعمها لجهود دي ميستوار.

وكانت نائبة وزير الخارجي الأميريكي ويندي شيرمان قد عقدت الأسبوع الماضي لقاء مع والمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، مشددة على دعم بلادها الكامل لجهود دي ميستورا وترحيبها بتكثيفه مسلسل مشاوراته من أجل لدفع العملية السياسية الجارية.