اختبار المثيرين للاشمئزاز


أعرف أنني أثير حنق بعض الرجال المثيرين للاشمئزاز على هذا المقال، لكن عزائي أن هذا الحنق أقل تأثيرا من رائحة أجسادهم على نفسية زوجاتهم، وفي كل الأحوال أنا لا أخفي تعاطفي مع الرجال الذين لا يطيقون رائحة زوجاتهم!
البيت مكان للاحتفال والمسرة أيضا، وليس للكبت والغضب والاستياء والعزلة وإهمال النفس

سأقترح اختبارا للرجال المثيرين للاشمئزاز بالنسبة لزوجاتهم أو لأفراد أسرهم: كم زجاجة عطر استنفدت بعد أشهر من الحجر المنزلي؟ الإجابة ستكشف لنا بيسر طريقة تفكير هؤلاء الرجال وعلاقتهم بالآخرين، وكم يبالون بحساسية أفراد أسرهم بالقياس إلى الغرباء أو الزملاء في العمل مثلا.

سنجد نوعا من الرجال يفكرون بالآخرين أكثر مما يفكرون بحساسية أفراد أسرهم، لذلك يهتمون بأنفسهم وبهندامهم ورائحة أجسادهم بمجرد الخروج من المنزل، لكنهم يبقون على رثاثتهم داخل البيت.

ويمكن أن نجد حساسية مختلفة بالنسبة للبيت عند آخرين عندما يحافظون على هيئاتهم داخل المنزل. واختبار زجاجة العطر في الحجر المنزلي مقياس شديد الوضوح لعلاقة الرجال بزوجاتهم، بالطبع ينطبق ذلك الاختبار أيضا على بعض النساء.

سنكتشف عينات مثيرة حقا، عندما نعرف أن بعض الرجال لم يستخدموا عطورا داخل المنزل على مدى أشهر، بذريعة أنهم بين أسرهم ويمارسون طبيعتهم التلقائية سيكونون موضع تقبل بغض النظر إذا كانوا حليقي الذقون وكان هندامهم مرتبا أو رثا.

الحرية التي يمنحها لنا المنزل لا تتشابه مع حريتنا في الشارع ومكان العمل! وهذا تفسير سيء للغاية فندته الأشهر التي عشنا فيها تحت وطأة كورونا في بيوتنا.

البيت مكان للاحتفال والمسرة أيضا، وليس للكبت والغضب والاستياء والعزلة وإهمال النفس، والذي لا يهتم بهندامه ورائحة جسده في المنزل لن يغفر له أنه كان شخصا آخر خارجه. والعزاء الوحيد لزوجات أولئك الرجال هو أن يسمعن عن بيوت أخرى تكون فيها الأوضاع أسوأ بكثير. فلماذا يلوّث بعض الناس بيوتهم وينتظرون براحة ضمير غيرهم لتنظيفها على نحو مشابه للطريقة التي يتوقع فيها طفل صغير أن يلتقط والداه الأشياء من ورائه في المنزل.

كتبت لي زميلة متخصصة في التطوير والإرشاد وتقديم الاستشارات للأفراد، عن الطاقة الإيجابية التي تتركها رائحة جسد الرجل عند زوجته، وكشفت لي بأن غالبية النساء اللواتي يطلبن الاستشارات من عيادتها بشأن العلاقة الزوجية يشكون من رائحة أجساد أزواجهن، وتلك مسألة حساسة ومحرجة وتثير الخلاف.

أحد قراء صحيفة فاينشيال تايمز، عكس الأمر أيضا على أماكن العمل وعلق قائلا إنه قضى وقتا في عدد من أماكن العمل المشتركة والمكاتب المخدومة وإن “إخفاء الهوية يولد احتقارا مطلقا ينتج عنه مقعد قذر”.

أعرف أنني أثير حنق بعض الرجال المثيرين للاشمئزاز على هذا المقال، لكن عزائي أن هذا الحنق أقل تأثيرا من رائحة أجسادهم على نفسية زوجاتهم، وفي كل الأحوال أنا لا أخفي تعاطفي مع الرجال الذين لا يطيقون رائحة زوجاتهم!