اخوان تونس يتخوفون من هزيمة في التشريعية

الغنوشي يحذر من تصادم محتمل بين راسي السلطة التشريعية والتنفيذية في حال فاز المرشح قيس سعيد بالرئاسة وتمكن حزب قلب تونس من الفوز بأغلبية مقاعد البرلمان في تصريح يهدف لتخويف القواعد ودفعهم للتصويت للحركة.
النهضة تحاول اعادة ثقة القواعد بعد الهزيمة في الدور الاول من الانتخابات الرئاسية
الانقسامات داخل النهضة بدات تنعكس سلبا في صناديق الاقتراع

تونس - تتصاعد مخاوف حركة النهضة التونسية من هزيمة محتملة في الانتخابات التشريعية التي ستجرى يوم 6 اكتوبر/تشرين الاول بعد الهزيمة التي تلقاها عبدالفتاح مورو مرشح الإخوان في الدور الاول للانتخابات الرئاسية.
وفي هذا الاطار قال رئيس الحركة راشد الغنوشي في مؤتمر صحفي الجمعة ان هنالك مخاوف من سيناريو التصادم بين راسي السلطة التشريعية والتنفيذية في حال فاز المرشح قيس سعيد بالرئاسة وتمكن حزب قلب تونس لمنافسه نبيل القروي من الفوز باغلبية مقاعد البرلمان.

وقال الغنوشي "انه لتجنب هذا السيناريو الصدامي على رأس السلطة التنفيذية يجب التصويت للمرشح سعيد في الرئاسة ولحركة النهضة في التشريعية" مبررا ذلك بقدرة الحركة على التعامل مع سعيد كرئيس باعتبار انهما يتشاركان نفس المبادئ الثورية.

وتتجه حركة النهضة لدعم المرشح سعيد في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية في محاولة يراها البعض لكسب تعاطف انصاره وكذلك اعادة ثقة القواعد في الحركة المتهمة بالتنكر للخطاب الثوري.
وسياسة التخويف التي يتبعها رئيس حركة النهضة موجهة بالأساس الى انصاره حيث يسود اعتقاد داخل صفوف الحركة بان التيار الشبابي اختار معاقبة مرشح الحركة في الدور الاول للانتخابات الرئاسية عبدالفتاح مورو بمنح اصواتهم لمرشحين منافسين له على غرار قيس سعيد والمرشح سيف الدين مخلوف المقرب من التيار الاسلامي المتشدد.
وكان مرشح النهضة مورو حقق المرتبة الثالثة في الدور الاول لانتخابات الرئاسية بنسبة 12.88 بالمئة في الدور الأول الذي اجري يوم 15 سبتمبر/ايلول.
ويحاول قادة النهضة مغازلة القواعد الذين شعروا بخيبة أمل كبيرة من التحالفات التي عقدتها الحركة الإسلامية منذ انتخابات 2014 ودخولها في توافقات سواء مع نداء تونس بقيادة الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي او رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد.

مرشح النهضة في الانتخابات الرئاسية عبدالفتاح مورو
مرشح النهضة مني بهزيمة في الدور الاول للانتخابات الرئاسية

وزادت التهم التي وجهت للحركة بالتخلي عن الشعارات الثورية بحكم ضغط الواقع واكراهات الحكم وسكوتها عن استشراء الفساد والتفرد بالقرار داخل النهضة من قبل رئيسها الغنوشي في ابتعاد القواعد.
ومثلت استقالة زبير الشهودي المدير السابق لمكتب الغنوشي الاسبوع الماضي صافرة إنذار حقيقية من وجود انقسامات داخل الحركة التي تحدثت طيلة سنوات عن انضباط القواعد لتعليمات القيادة.
وكان الشهودي تحدث عن التململ داخل النهضة بسبب استفراد الغنوشي والدائرة المحيطة به خاصة صهره رفيق عبدالسلام بالقرارات داخل الحزب.
وفي محاولة لاستعادة القاعدة الشبابية برر رفيق عبدالسلام في تدوينة عبر صفحته الرسمية على الفايسبوك الأربعاء السياسة التوافقية التي اعتمدتها النهضة بمخاوف من دخول البلاد في صراعات تؤدي الى حرب أهلية.
وقال عبدالسلام في اطار سياسة التبرير والتخويف" بعض شبابنا الغاضب يلومنا على خيار التوافق الذي انتهجناه باعتباره يمثل ، بحسب زعمهم، تفريطا في الثورة والثوريين، ومطية لعودة النظام القديم والتستر على الفساد والفاسدين والحقيقة التي يجب ان يفهمها شبابنا الصادق والمتحمس ان الثورات هي مسار من المد والجزر ومن التقدم والتراجع، ولكل مرحلة شروطها ومقتضياتها ورجالها أيضا".

لكن هذا التبرير لا يبدو انه قادر على إقناع شباب حركة النهضة الغاضب من المواقف المتأرجحة للحزب.
وأعلنت الحركة في مؤتمرها العام في 2016 تغيير توجهها من الإسلامي إلى المدني، في مراوغة يقول مراقبون إنها تهدف إلى مواصلة نشر الإسلام السياسي في المنطقة.