ارتباط وثيق بين الأزواج يصل إلى حد التشارك بأمراض القلب

أنماط الحياة غير الصحية الرابط الرئيسي بين الأزواج، فهم يأكلون نفس الأطعمة ويقومون بالأنشطة عينها فيواجهون العديد من المخاطر المتشابهة.
النساء يتحكمن في النظم الغذائية لأسرهن بحيث يؤثرن على أزواجهن بدرجة كبيرة
خطر الإصابة بأمراض القلب مرتبط بالحالة الصحية وأسلوب حياة الزوجة أو الزوج
الضغط الناجم عن رعاية الشريك المريض يساهم في زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب

لندن - تفيد دراسة جديدة أن إصابة أحد الزوجين بمرض في القلب يمكن أن تضاعف خطر تعرض الآخر لجلطة أو نوبة قلبية  .
ووجد باحثون صينيون أن صحة قلب الأزواج مرتبطة بشكل واضح وأن تدهور حالة أحد الشريكين من المرجح أن يؤدي إلى نفس الشيء لدى الآخر.
واقترحت الدراسة أن العيش في نفس أنماط الحياة غير الصحية كان الرابط الرئيسي بين الاثنين، لكن الضغط الناتج عن رعاية شريك يعاني من مرض خطير قد يزيد أيضًا من مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، يعاني واحد من كل أربعة رجال زوجاتهم مصابات بأمراض القلب المرض نفسه، مقارنة بواحد من كل ثمانية زوجاتهم غير مصابات بأمراض في القلب.
وشوهدت نفس العلاقة لدى النساء، حيث أصاب مرض القلب واحدة من كل خمس نساء متزوجات من رجل مصاب بهذه الحالة، مقارنة بواحدة من كل 10 لم يكن زوجها مريضًا.
كما أن وجود شريك يعاني من السمنة أو التدخين يزيد أيضًا من مخاطر تعرض الشخص لمشاكل في القلب، بما في ذلك النوبات أو السكتة الدماغية.
وقال الباحثون إن إجابات الاستطلاع أظهرت أنه في كثير من الحالات، تتحكم النساء في النظم الغذائية لأسرهن بحيث يبدو أنهن يؤثرن على أزواجهن بدرجة أكبر من تأثير عوامل الخطر التي يتعرض لها الزوج على الزوجات.
وتشمل الأسباب الرئيسية لمشاكل القلب زيادة الوزن وعدم ممارسة الرياضة بشكل كافٍ والأكل غير الصحي والإصابة بداء السكري.
ويشير البحث إلى أن هذا الارتباط الوثيق بأسلوب الحياة يعني أن الأزواج الذين يعيشون بنفس الطريقة - يأكلون نفس الأطعمة ويقومون بنفس الأنشطة - يواجهون العديد من المخاطر نفسها.

وجود شريك يعاني من السمنة أو التدخين يزيد أيضًا من مخاطر تعرض الشخص لمشاكل في القلب، بما في ذلك النوبات أو السكتة الدماغية

وقال الدكتور تشي وانغ من مركز أبحاث صحة القلب في بكين، مؤلف الدراسة: "وجدنا أن خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى الفرد مرتبط بالحالة الصحية وأسلوب حياة الزوجة أو الزوج".
ويضيف: "بجانب مشاركة عوامل نمط الحياة والبيئة الاجتماعية والاقتصادية، تشير دراستنا إلى أن الضغط الناجم عن رعاية الزوج المصاب بأمراض القلب والأوعية الدموية قد يساهم في زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية".
وتوصلت الدراسة إلى هذه النتائج بعد استطلاع حوالي 5000 زوج وزوجة تزيد أعمارهم عن 45 عامًا ويعيشون في الصين بين عامي 2014 و2016.
وأجاب المشاركون على أسئلة حول صحتهم ونمط حياتهم ونظامهم الغذائي ووزنهم ووظائفهم، وما إذا كانوا يدخنون ويشربون.
ووجد الاستطلاع أن 28% من الرجال الذين تزوجوا من امرأة مصابة بأمراض القلب أصيبوا أيضًا بالمرض نفسه.
وكان الرجال أكثر عرضة للخطر إذا كانت لديهم زوجة تعاني من السمنة أو التدخين أو نجت من السكتة الدماغية.
ولوحظ نمط مماثل عند النساء، حيث أصيبت 21% منهن بأمراض القلب إذا أصيب أزواجهن.
ويوضح الدكتور وانغ: "يبدو أن الحالة الصحية وعوامل الخطر للنساء، اللائي يشكلن المحرك لنمط الحياة في غالبية الأسر ذات الخلفيات الثقافية المختلفة، تؤثر على أزواجهن بدرجة أكبر من عوامل الخطر التي يتعرض لها الزوج ويمكن أن تؤثر على الزوجات".
ووجدت الدراسات السابقة أن الزواج في المقام الأول يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، لأن الأزواج يميلون إلى أن يكونوا أكثر أمانًا من الناحية المالية من الأشخاص غير المتزوجين، وقد يعيشون حياة أكثر صحة ويشجعون بعضهم البعض على الحصول على المساعدة أو تناول الأدوية.
لكن هذا البحث يشير إلى أنه إذا ساءت الأمور بالفعل بالنسبة لشريك واحد، فمن المرجح أن يعاني شريكه من نفس المصير.