اردوغان يتخلى مكرها عن عناده في مواجهة الضغوط الأميركية  

تلويح الولايات المتحدة باتخاذ المزيد من الإجراءات العقابية بحق تركيا بسبب قضية القس الأميركي الذي تحتجزه أنقرة يجبر الرئيس التركي على التخلي عن عناده لإدراكه أنه لم يعد من الممكن الصمود طويلا في وجه الضغوط الأميركية.

الأزمة تجبر اردوغان على التهدئة مع واشنطن
الرئيس التركي لم يعد يملك هامشا واسعا للمناورة مع اشتداد أزمته
المكابرة وتصعيد التوتر على أكثر من جبهة يربك تركيا

أنقرة - قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاثنين إن تركيا تأمل في إعادة بناء العلاقات مع الولايات المتحدة بعد توتر شديد بسبب اعتقال قس أميركي.

وتأتي تصريحات اردوغان فيما تسعى تركيا للتهدئة مع واشنطن تحت وطأة أسوأ أزمة اقتصادية ودبلوماسية.

ويبدو أن الرئيس التركي خضع في النهاية إلى واقع أنه لا يمكن الصمود طويلا في وجه الضغوط الأميركية خاصة بعد أن لوحت واشنطن بالمزيد من العقوبات من دون أن تقدم تفاصيل إضافية.

وأضاف اردوغان خلال افتتاح دورة البرلمان "بإذن الله نأمل في حل المشاكل مع أميركا في أقرب وقت ونعيد تطوير العلاقات في المجالين السياسي والاقتصادي بروح الشراكة الإستراتيجية".

وتركز الخلاف على اعتقال القس الأميركي اندرو برانسون لمدة تقارب العامين بتهم تتعلق بالإرهاب والتجسس. وتسبب الخلاف في مفاقمة أزمة الليرة التركية التي هوت إلى أدنى مستوى لها خاصة بعد أن فرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية على وارداتها من سلع تركية.

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مضاعفة الرسوم الجمركية على الألمنيوم والصلب التركي بسبب اعتقال برانسون، وردت أنقرة بالمثل.

وقال اردوغان "نحن مصممون في حدود الدبلوماسية والقانون على مكافحة هذا النهج المشوه الذي يفرض عقوبات على بلادنا من خلال استخدام ذريعة القس الذي يحاكم بسبب علاقاته المشبوهة مع جماعات إرهابية".

واتهم الرئيس التركي واشنطن بالسير على "الطريق الخاطئ في السعي لحل مشاكل سياسية وقانونية من خلال التهديد والابتزاز بدلا من الحوار".

وأضاف أن ذلك "في الحقيقة يتسبب في ضرر أكبر للولايات المتحدة على المديين المتوسط والطويل".

واعتقل القس برانسون بتهمة مساعدة مجموعات تصنف على أنها إرهابية في إطار حملة القمع التي تشنها الحكومة التركية عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة في 2016.

والأسبوع الماضي توجه اردوغان إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وصافح ترامب على هامش الاجتماعات.

وقد ساعد ذلك في تحسن سعر الليرة التركية التي ارتفعت بنسبة 2 بالمئة مقابل الدولار لتصل إلى 5.95 ليرة بعد أن هبطت إلى 7 ليرات للدولار في ذروة الأزمة.