اردوغان يكابر بالقفز على حقيقة الأزمة الاقتصادية

الرئيس التركي ينفي أن تكون بلاده تعاني من أزمة اقتصادية معتبرا أن ذلك مجرد اشاعات وتضليل، مضيفا أن العلاقات بين واشنطن وأنقرة ستتعزز بالاستثمار والتجارة.

اردوغان: الليرة التركية هي الحاكمة وليس الدولار واليورو
الرئيس التركي يبعث برسالة تطمين للمستثمرين وللسوق المحلية
تركيا ستتخذ من الليرة أساسا للتعاملات بما يشمل أجور العقارات

أنقرة - قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اليوم الأربعاء في كلمة أمام رجال أعمال من الولايات المتحدة، إن العلاقات بين واشنطن وأنقرة ستتعزز بالاستثمار والتجارة.

وورد في نص كلمة اردوغان قوله إن تركيا لن تساوم على مبادئ السوق الحرة وستواصل اتخاذ كل الخطوات اللازمة للحيلولة دون تضرر الشركات من الإجراءات التجارية المتخذة ضد الرسوم الأميركية.

وتأتي تصريحات الرئيس التركي في ذروة التوتر بين واشنطن وأنقرة على خلفية احتجاز تركيا قسا أميركيا بتهم تتعلق بالإرهاب، طالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإطلاق سراحه ورفضت السلطات التركية الإفراج عنه.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على وزيرين تركيين كما فرضت رسوما جمركية على سلع تركية ما فاقم أزمة الليرة التي هوت قيمتها إلى أدنى مستوى لها.

وفي مكابرة تستهدف التخفيف من حدة الضغوط التي يتعرض لها، قال اردوغان إن بلاده لا تعاني من "أزمة اقتصادية" وأن ما يُشاع ما هو إلا تضليل للرأي العام وهو تصريح يتناقض مع واقع الحال خاصة مع ما الانهيار الذي سجلته الليرة التركية منذ بداية العام  التي هوت بنحو 40 بالمئة.

لكن الرئيس التركي أوضح أن بلاده ستتخذ من العملة المحلية (الليرة) أساسا للتعاملات، ويشمل ذلك أجور العقارات.

ودعا مواطنيه إلى عدم الانجرار وراء الشائعات التي تروّجها بعض الأطراف حول وجود "أزمة اقتصادية" بالبلاد، مشددا على أن تركيا تسير إلى المستقبل بخطى ثابتة.

وتابع "في هذا البلد الليرة التركية هي الحاكمة وليس الدولار واليورو. هنا تركيا وليست أميركا ونستخدم في تسوقنا العملة المحلية".

ويحاول اردوغان بعث رسالة تطمين للسوق المحلية والمستثمرين الذين أبدوا قلقا بالغا من الاضطراب الاقتصادي الذي تشهده تركيا على خلفية مخاوف من تدخلات الرئيس التركي في السياسة النقدية.

وأدلى اردوغان بتصريحات متواترة تسببت في استمرار تدهور قيمة الليرة.

وعن مكافحة التنظيمات الإرهابية، قال الرئيس التركي إن بلاده تواصل منذ 34 عاما مطاردة الإرهابيين وما من منطقة في تركيا إلا وقدمت شهداء في سبيل ذلك.

وأشار إلى احتضان بلاده 3.5 ملايين لاجئ سوري في أراضيها، مؤكدا أنها تسعى إلى ضمان أمن وسلام ملايين الناس الذين يعيشون داخل سوريا.

وتطرق أيضا إلى الاتفاق الذي أبرمته أنقرة مع موسكو بشأن محافظة إدلب السورية، عقب القمة التي عقدها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الاثنين الماضي بمدينة سوتشي.

وقال في هذا الصدد "لقد سعينا لوقف نزيف الدم في إدلب واتخاذ الخطوات اللازمة وعليه جرى تحديد 12 مادة والتوقيع عليها (في إشارة للاتفاق)".

وأضاف "الحمدلله، هذه الخطوة كانت نحو تحقيق السلام خارج حدودنا ونأمل أن تتبعها خطوات".

والاثنين الماضي، أعلن الرئيسان التركي والروسي في منتجع سوتشي بروسيا عن اتفاق لإقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق النظام والمعارضة في إدلب (شمال غرب).