استئناف الغارات على إدلب يفند التنسيق بين موسكو وأنقرة

غارات روسية على محافظة إدلب هي الأولى من نوعها منذ سبتمبر الماضي تكشف تضارب المصالح الروسية والتركية رغم تصريحات تفيد بأن التنسيق بين الجانبين يسير في اتجاه واحد.
تركيا تبحث عن إنشاء "مركز تنسيق" مع روسيا في إدلب
وزير الدفاع التركي يؤكد وصول مقاتلات إف35- في نوفمبر القادم
هجوم لقوات النظام على معاقل المعارضة بدعم روسي

إسطنبول - أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، اليوم الخميس، أن تركيا وروسيا تدرسان إمكانية إنشاء "مركز تنسيق" لمحافظة إدلب آخر معقل للمعارضة في سوريا الذي لا يزال خارج سيطرة نظام دمشق.

وقال آكار خلال لقاء مع ضباط سابقين في الجيش الأربعاء بحسب بيان نشرته الوزارة الخميس "نعمل لتشكيل مركز تنسيق مشترك".

وتأتي هذه التصريحات في حين نفذت طائرات روسية الأربعاء ضربات على إدلب لأول مرة منذ إبرام اتفاق سوتشي في أيلول/سبتمبر بين موسكو وأنقرة سمح بتفادي هجوم على هذه المنطقة التي يعيش فيها عدد من النازحين.

وعقب إبرام الاتفاقية، أوقفت روسيا وقوات النظام السوري غاراتهما الجوية على إدلب لفترة وجيزة لتعود هذا الأسبوع لتثير الشكوك حول مدى جدية التنسيق بين روسيا وتركيا.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ما لا يقل عن 13 مدنيا بينهم ستة أطفال قتلوا في عشرات الغارات للطيران الروسي الأربعاء.

ويسيطر على إدلب جهاديو هيئة تحرير الشام التي تعتبرها موسكو وأنقرة "إرهابية".

ولم يصدر حتى الآن أي رد فعل من تركيا على الغارات الجوية الروسية. وهي تعارض رسميا شن هجوم على إدلب الذي قد يدفع بمئات آلاف المدنيين للبحث عن ملجا على أراضيها.

وقال معارضون ورجال إنقاذ وسكان الأربعاء إن القوات الحكومية السورية قصفت بدعم من طائرات روسية بلدات تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب سوريا في أشد ضربات توجهها منذ أسابيع لآخر معقل للمعارضة في البلاد.

وتدعم روسيا نظام بشار الأسد وتركيا مجموعات المعارضة التي تسعى لإطاحته لكن البلدين يتعاونان في الملف السوري ويبدو أنهما يرغبان في ترسيخ هذا التعاون.

الأسبوع الماضي أعلنت أنقرة بدء تسيير دوريات روسية وتركية على جانبي تخوم إدلب.

في المقابل كان رد قوات النظام، السبت، بقصف أحياء ومحيط مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، بالمدفعية والصواريخ. كما طاول القصف مناطق عديدة في بلدة معرة حرمة وبلدة زيتان بريف حلب الجنوبي.

وقال مراقبون إن المواقع التي يصدر القصف منها على المناطق المشمولة بالاتفاق الروسي التركي، "تتمركز فيها مليشيات محلية تديرها روسيا أو إيران"، ما يثير علامات استفهام عديدة حول سبب سماح موسكو بالقصف رغم التفاهمات مع تركيا.

الوجود التركي على تخوم إدلب لم يمكن إنقرة من السيطرة على الوضع
الوجود التركي على تخوم إدلب لم يمكن إنقرة من السيطرة على الوضع

ويعكس الوضع في شمال سوريا مدى تعقيد النزاع في هذا البلد خصوصا مع تدخل عسكريين من دول أجنبية لها مصالح متباينة.

وأدت علاقات تركيا مع روسيا إلى توتر بين أنقرة والولايات المتحدة مع تحذير واشنطن من احتمال فرض عقوبات أميركية إذا مضت أنقرة، حليفتها في حلف شمال الأطلسي، قدما في صفقة شراء منظومة إس-400 الدفاعية الروسية والتي لا تتوافق مع منظومات حلف شمال الأطلسي.

لكن آكار قال إن الأوضاع التي تحيط بتركيا حساسة للغاية من الناحيتين العسكرية والسياسية، مشيرا إلى أن أنقرة تنتظر وصول مقاتلات "إف35-" إلى ولاية ملاطية في تشرين ثان/نوفمبر القادم، وذلك رغم معارضة نواب وعسكريين بارزين في الولايات المتحدة.

ونقلت وكالة "الأناضول" التركية عنه القول إنه رغم التصريحات الصادرة من قبل الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، فإن ملف استلام تركيا لمقاتلات "إف 35" يسير بشكل طبيعي.

واستطرد "الطيارون الأتراك والطواقم الفنية يواصلون تدريباتهم في الولايات المتحدة الأميركية".

وأكد أن تركيا هي من البلدان التي التزمت بمسؤولياتها فيما يتعلق بمقاتلات "إف35-"، سواء من حيث التمويل أو المسائل الأخرى، دون أي انقطاع أو تأخير.

وعلق آكار على منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس400-"، بالقول إن "روسيا قدمت العرض الأنسب للمعايير التي تطلبها تركيا، مثل نقل التكنولوجيا والانتاج والتصدير والتحديث، ليتم الاتفاق معها بشكل رسمي".

وأكد أن تركيا أرسلت، قبل الاتفاق مع الجانب الروسي، رسالة إلى حلفائها في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بما في ذلك الولايات المتحدة، من أجل الحصول على منظومة للدفاع الجوي، وجاء الرد الأميركي بعد 17 شهرًا.

وشدد على ضرورة عدم تجاهل احتياجات تركيا العاجلة، مبينا أن تركيا لم تبتعد عن الناتو، وأنها ملتزمة بجميع مسؤولياتها دون انقطاع.

وكانت مصادر أميركية هددت مؤخرا بعقوبات في حالت مضت تركيا في شراء المنظومة الروسية، كما هددت بأن هذا من شأنه تقويض بعض جوانب التعاون العسكري بين البلدين.

جهاديو هيئة تحرير الشام يسيطرون على إدلب
جهاديو هيئة تحرير الشام يسيطرون على إدلب