استقالة المبعوث الأممي إلى ليبيا بعد فشله في حل الأزمة

استقالة غسان سلامة تأتي بعد نحو ثلاثة أشهر من بدء تركيا تدخلها العسكري لدعم ميليشيات الوفاق، مما عثر مساعي السلام في ليبيا.

تونس - أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة الاثنين، استقالته "لأسباب صحية" بعد قرابة ثلاث سنوات في هذا المنصب، فيما لم تنجح جهوده في إرساء السلام في البلد الذي يشهد اضطرابا أمنيا منذ العام 2011.

وتأتي استقالة سلامة بعد نحو ثلاثة أشهر من التدخل العسكري التركي لدعم ميليشيات حكومة الوفاق، مما فاقم الأزمة الليبية وعثر المساعي الأممية لوقف النار في ليبيا.

وكتب سلامة على تويتر أنه حاول على مدار عامين ونصف العام إعادة توحيد الليبيين ومنع التدخل الخارجي.

وقال في تغريدة "سعيت لعامين ونيف للم شمل الليبيين وكبح تدخل الخارج وصون وحدة البلاد. وعلي اليوم وقد عقدت قمة برلينوصدر القرار 2510 وانطلقت المسارات الثلاثة رغم تردد البعض، أن أقر بأن صحتي لم تعد تسمح بهذه الوتيرة من الإجهاد، لذا طلبت من الأمين العام إعفائي من مهمتي آملا لليبيا السلم والاستقرار".

وكان سلامة قد حذر من تداعيات انهيار الهدنة في ليبيا، معربا عن قلقه من تحول الصراع في ليبيا إلى حرب إقليمية خصوصا في ظل تدخل أطراف خارجية".

وأشار إلى أنه لا يمكن لمباحثات إرساء السلام في ليبيا أن تستمر تحت القصف ولا بد من احترام الهدنة مع تواصل المفاوضات.

وتم تعيين غسان سلامة مبعوثا خاصا للأمم المتحدة إلى ليبيا في الـ16 من يونيو/حزيران 2017 خلفا للألماني مارتن كوبلر.

يشار إلى أن سلامة سعى لإطلاق ثلاثة مسارات عسكرية واقتصادية وسياسية لطرفي الصراع في ليبيا بموجب مقررات مؤتمر برلين الذي عقد في التاسع عشر من شهر يناير/كانون الثاني الماضي، فيما عقد اجتماع للمسار العسكري في جنيف الشهر الماضي لم يتمخض عن نتائج ملموسة.

وتسرى في ليبيا منذ الـ12 من يناير/كانون الثاني هدنة هشة بين قوات حكومة الوفاق المدعومة وقوات الجيش الوطني الليبي الذي أطلق منذ أبريل/نيسان الماضي عملية عسكرية لتطهير العاصمة طرابلس من الميليشيات المتطرفة.

ولا تزال ليبيا تشهد معارك متقطعة كما أن الأسلحة مستمرة في التدفق عليها، فيما يتهم الجيش الليبي ميليشيات الوفاق والمرتزقة الذين أرسلهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لدعم السراج بخرق الهدنة في أكثر من مرة.

ويتهم الجيش الوطني الليبي حكومة الوفاق بقيادة رئيسها فايز السراج يخرق الهدنة، فيما أجج التدخل التركي العسكري في ليبيا لدعم السراج الحرب.

وأثار التدخل العسكري التركي في ليبيا تنديدا دوليا واسعا وخشية من يشق ذلك مساعي رسم الاستقرار وإنهاء الحرب في ليبيا، فيما تصر أنقرة عن طريق اتفاقية أمنية أبرمتها مع السراج في ديسمبر/كانون الأول الماضي لتوسيع نفوذها شرق المتوسط وعينها على الثروات النفطية الليبية.

وتتهم دول ومنظمات تركيا بانتهاك قرار مجلس الأمن الدولي الذي يحظر الأسلحة إلى ليبيا. وأثبتت تقارير إعلامية وجود أسلحة تركية متنوعة في طرابلس، منها الطائرات المسيرة ومضادات الطائرات التي تظهر بأيدي المقاتلين الموالين لحكومة الوفاق.

وأرسلت تركيا آلاف المرتزقة السوريين لدعم الميليشيات المتطرفة في طرابلس، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.