استقالة موفد ترامب للشرق الأوسط

لا أسباب واضحة أو معلنة لاستقالة جايسون غرينبلات المبعوث الأميركي الخاص للرئيس دونالد ترامب المكلف بإعداد خطة سلام لتسوية النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين.

جايسون غرينبلات يعتبر مهندس خطة السلام الأميركية في الشرق الأوسط
عشراوي: استقالة غرينبلات مسمار إضافي في نعش خطة السلام الأميركية

واشنطن - أعلن جايسون غرينبلات الموفد الأميركي الخاص للرئيس دونالد ترامب المكلف بإعداد خطة سلام لتسوية النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، اليوم الخميس استقالته، قائلا في بيان إن عمله في البيت الأبيض كان "امتيازا".

وقال مسؤولون اليوم الخميس إن غرينبلات يعتزم الاستقالة بمجرد الإعلان عن خطة السلام الأميركية للفلسطينيين والإسرائيليين التي طال انتظارها.

وأضاف المسؤولون أن غرينبلات الذي كان يعتزم البقاء لعامين فقط في البيت الأبيض عندما بدأ العمل في أوائل 2017، يتطلع للعودة لزوجته وأبنائه الستة الذين بقوا في منزلهم في نيوجيرزي.

وفي نهاية اغسطس/اب، أعلن أن خطة السلام لتسوية النزاع في الشرق الأوسط لن تعرض قبل الانتخابات التشريعية في إسرائيل المقررة في 17 سبتمبر/أيلول.

وأمضى غرينبلات ومستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر الذين يعتبران مهندسا صفقة القرن، عامين لوضع خطة السلام، المؤلفة من شقين سياسي واقتصادي لوضع إطار لاستئناف المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين.

ولم تتضح على الفور أسباب الاستقالة، إلا أن الخطة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط التي باتت تعرف إعلاميا بـ"صفقة القرن" لم يتضح من جوانبها السياسية شيء إلا من بعض التسريبات التي نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية.

وتسقط الخطة الأميركية قضايا أساسية في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني ومن أهمها حق عودة اللاجئين وحل الدولتين والقدس عاصمة لدولة فلسطينية مستقلة.

ويعتبر الفلسطينيون صفقة القرن التي رفضوها رفضا قاطعا، محاولة أميركية إسرائيلية لتصفية قضيتهم، فيما تتمسك الدول العربية بأن تتضمن الخطة مرجعيات السلام السابقة ومنها المبادرة العربية وحل الدولتين.

وروجت واشنطن لخطة السلام المثيرة للجدل بأن عقدت مؤتمرا اقتصاديا في البحرين يتضمن تفاصيل تحسين وضع الفلسطينيين دون الخوض في الجوانب السياسية للمبادرة.

واعتبرت المسؤولة الكبيرة في منظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي الخميس أن استقالة جايسون غرينبلات هي بمثابة "اعتراف بالفشل".

وقالت عشراوي بعيد إعلان استقالة غرينبلات المستشار الخاص للرئيس دونالد ترامب المكلف بإعداد خطة سلام لتسوية النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين "أعتقد أنه اعتراف نهائي بالفشل".

الفلسطينيون يعتبرون استقالة غرينبلات اعتراف بفشل خطة السلام الأميركية والفريق القائم عليها

وتابعت "أعتقد أن كل الفلسطينيين سيقولون حسنا فعل إذ لم يفوت غرينبلات فرصة لتحقير الفلسطينيين. لقد كان ملتزما بشكل كامل بتبرير كل الانتهاكات الإسرائيلية بدلا من العمل لصالح السلام".

وتابعت "حاولوا إخضاع الفلسطينيين وابتزازنا للموافقة على خطتهم"، معتبرة أن هذه الخطة "كانت محكومة بالفشل منذ البداية"، مضيفة "أن استقالة غرينبلات ليست أكثر من مسمار إضافي في نعش" خطة السلام الأميركية.

اعتبر باسم نعيم المسؤول في حركة حماس أن هذه الاستقالة هي "نبأ سعيد وإشارة إلى فشل الفريق الأميركي المكلف بعملية السلام وحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني".

وتابع "نأمل أن يحث هذا الأمر الإدارة الأميركية الحالية على إعادة النظر في موقفها وتغيير نظرتها إلى النزاع، حرصا على الاستقرار والأمن في هذه المنطقة".

والى جانب جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره، تولى غرينبلات اقتراح خطط لوضع حد للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين في موازاة وعد ترامب بأن ينجح حيث أخفقت إدارات أميركية سابقة.

وكان غرينبلات قد أثار في يوليو/تموز موجة ردود قوية من قبل أعضاء مجلس الأمن الدولي حين تحدث عن خطة السلام الأميركية قائلا إنه "لا يمكن حل الصراع على أساس التوافق الدولي أو القانون الدولي غير الحاسم أو مرجعيات قرارات الأمم المتحدة".

 غرينبلات يعتبر من أشد الموالين لإسرائيل
غرينبلات يعتبر من أشد الموالين لإسرائيل

وقال كريستوف هويسجن سفير ألمانيا لدى الأمم المتحدة حينها "بالنسبة لنا، القانون الدولي ليس قائمة طعام نختار منها ما نريده، مضيفا ""توجد أمثلة أخرى كثيرة يؤكد فيها ممثلو الولايات المتحدة هنا على القانون الدولي ويصرون على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي، على سبيل المثال في ما يتعلق بكوريا الشمالية".

وصدرت ردود مماثلة عن سفراء آخرين في الأمم المتحدة منهم سفراء روسيا وبريطانيا وفرنسا وإندونيسيا.

وقال فاسيلي نيبينزيا سفير روسيا "قرارات مجلس الأمن هي قانون دولي، يجب الامتثال لها".

وقال نيكولا دي ريفييه سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة إن بلاده ستدعم أي جهد للسلام "ما دام متماشيا مع المنهج الذي وضعناه معا وما دام هذا ملتزما بالقانون الدولي، خصوصا كل قرارات مجلس الأمن".

وقال غرينبلات حينها أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة "الرئيس ترامب لم يقرر بعد متى سيكشف عن الجزء السياسي من الخطة ونأمل أن يتخذ هذا القرار قريبا"، لكنه لم يكشف عن أي تفاصيل بشأن الخطة المؤلفة من "حوالي 60 ورقة".

ولم يذكر كوشنر أو غرينبلات ما إذا كانت خطتهما تدعو إلى حل الدولتين الذي كان هدفا لجهود السلام في الماضي.

وقال غرينبلات "السلام الشامل والدائم لن يتحقق بأمر القانون الدولي أو بتلك القرارات ذات الصياغات المنمقة وغير الواضحة".

وأضاف "رؤية السلام التي نعتزم تقديمها لن تكون غامضة على خلاف كثير من القرارات التي تم إقرارها في هذا المجلس". وقال إن الخطة ستشمل ما يكفي من التفاصيل لكي يرى الناس "التنازلات التي ستكون ضرورية من أجل تحقيق حل واقعي ودائم وشامل لهذا الصراع".

ودعا الفلسطينيين "إلى التخلي عن الرفض القاطع لخطة لم يطلعوا عليها" وإبداء الاستعداد للدخول في محادثات مع إسرائيل. كما حث مجلس الأمن على تشجيع الطرفين على العودة إلى طاولة المفاوضات.