استمرار هجمات طالبان في انتظار اتفاق مع واشنطن

الحركة الأفغانية المتمردة تواصل شن هجماتها ضد القوات الحكومية في عدد من الاقاليم لحين تلقيهم توجيهات جديدة بناء على اتفاق مع الولايات المتحدة لخفض العنف في البلاد.

كابول - شن مسلحون من حركة طالبان هجوما على قوات الحكومة الأفغانية خلال الليل وقال قادة الحركة  الاثنين إن عملياتهم ستستمر لحين تلقيهم توجيهات جديدة بناء على اتفاق مع الولايات المتحدة لخفض العنف في البلاد.
وقال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية الجمعة إن المفاوضات مع ممثلي طالبان في قطر أسفرت عن اتفاق من حيث المبدأ على تقليل العنف لمدة أسبوع لكن الأسبوع لم يبدأ بعد. وأضاف المسؤول أن الاتفاق يشمل كل القوات الأفغانية وسيخضع لرقابة مكثفة.
وقال قيادي في طالبان في إقليم هلمند في جنوب البلاد والذي شهد بعض أشرس المعارك "لم تبلغنا القيادة بأي رسالة بشأن وقف لإطلاق النار".
كما قالت قيادات للحركة في إقليمي بكتيكا وننكرهار، اللذين يعدان من معاقل طالبان، إنها ستواصل أيضا شن الهجمات كما هو مخطط.
وهاجم مسلحون من طالبان مساء الأحد قوات أفغانية عند نقطة للتفتيش في إقليم قندوز شمال البلاد. وذكر بيان للمتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد أن الهجوم أسفر عن مقتل 19 من أفراد قوات الأمن الأفغانية.
وأكدت وزارة الدفاع الأفغانية وقوع الهجوم في بيان لكنها قالت إن عدد القتلى خمسة فقط. وأضافت أن ضربات جوية تم تنفيذها على مواقع للمتشددين ردا على الهجوم.
وأصدر متحدث باسم طالبان بيانا الاثنين أعلن فيه إسقاط طائرة هليكوبتر عسكرية في إقليم نيمروز لكن مسؤولا هناك قال إن الهليكوبتر قامت بهبوط اضطراري ولم تتعرض للهجوم.

وفد طالبان المفاوض
طالبان تتوقع عقد اتفاق مع الولايات المتحدة الشهر الجاري رغم تزايد وتيرة العنف

وعلى الرغم من استمرار العنف على الأرض أكد قيادي بارز في طالبان من الدوحة أن من المقرر توقيع الاتفاق مع الولايات المتحدة بنهاية فبراير/شباط في "مراسم توقيع" في العاصمة القطرية.
ونقل موقع (نون آسيا)، الموالي لطالبان على الإنترنت والذي له صلات قوية بقيادات الحركة، عن نائب رئيس مكتب طالبان في الدوحة مولوي عبد السلام حنفي قوله إن دعوة سترسل لزعماء من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول إسلامية ودول جوار لحضور مراسم التوقيع.
وقال "بمجرد توقيع اتفاق سلام، ستفرج الولايات المتحدة عن خمسة آلاف من أسرانا وسنفرج عن ألف من أسراهم".
وإذا تم تنفيذ الاتفاق بنجاح، فإن ذلك قد يمهد الطريق لمزيد من الخفض في عدد القوات الأمريكية في أفغانستان، وهو هدف يسعى إليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ فترة طويلة إذ تعهد بإنهاء "حروب لا تنتهي" فيما يسعى لإعادة انتخابه لولاية ثانية في نوفمبر /تشرين الثاني.
لكن الطريق لا يزال طويلا أمام التوصل إلى تسوية سلمية وإنهاء الوجود العسكري الأميركي المستمر منذ ما يقرب من 20 عاما في أفغانستان والذي بدأ بعد فترة وجيزة من هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول 2001 التي نفذها تنظيم القاعدة.
وأوضح مسؤولون أميركيون أن عدد القوات الأميركية البالغ قوامها 13 ألفا سيتم خفضه إلى حوالي 8600 هذا العام سواء تم الاتفاق على الانسحاب أم لا.