استهداف منطقة محاذية للقنصلية الأميركية في أربيل بطائرات مسيرة

هجوم بثلاث طائرات مسيرة مفخخة يعتقد انها لفصائل ايران يستهدف قرية واقعة على أطراف أربيل في منطقة قريبة من القنصلية الأميركية ما تسبب بأضرار في منزل أحد سكان المنطقة.
الكاظمي يشارك في احتفالات الحشد رغم الخلافات

أربيل - استهدف هجوم بثلاث طائرات مسيرة مفخخة ليل الجمعة إلى السبت قرية واقعة على أطراف أربيل في إقليم كردستان في شمال العراق، في منطقة قريبة من القنصلية الأميركية، ما تسبب بأضرار في منزل أحد سكان المنطقة، بحسب بيان لجهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم.
ونددت القنصلية الأميركية في أربيل بتغريدة بهذا الهجوم، معتبرةً أنه يشكّل "خرقاً واضحاً لسيادة العراق"، فيما لم يصدر أي تأكيد حتى وقت متأخر جداً من سلطات الإقليم بشأن هذا الهجوم بمسيرات كتبت عليها شعارات مماثلة للتي تستخدمها عادةً الفصائل الموالية لإيران، بحسب صور نشرها جهاز مكافحة الإرهاب.

وليست هذه المرة الاولى التي يتم فيها استهداف المصالح الاميركية عبر الطائرات المسيرة ففي ابريل/نيسان الماضي حيث تعرض مطار ابريل الدولي حيث يتمركز عسكريون أميركيون، لهجوم بطائرة مسيرة تحمل مادة 'تي.إن.تي' شديدة الانفجار.
ومنذ وصول الرئيس الاميركي الحالي جو بايدن الى السلطة أواخر يناير/كانون الثاني، شهدت قواعد تضمّ عسكريين أميركيين أو مقرات دبلوماسية أميركية هجمات صاروخية.
وتملك كلّ من الولايات المتحدة وإيران حضورا عسكريا في العراق، إذ تقود الولايات المتحدة التحالف الدولي الذي يساعد العراق في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية منذ 2014، وتنشر نحو 2500 عسكري في البلاد. من جهتها تدعم طهران قوات الحشد الشعبي المنضوية في إطار مؤسسات الدولة العراقية والتي تضم فصائل شيعية موالية لطهران.
ومع كل هجوم مماثل، تهدّد واشنطن بالرد متوعدة إيران بجعلها تدفع الثمن.
ومثل اغتيال كل من قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس فجر الثالث من يناير/كانون الثاني 2020 في ضربة استهدفت عربتين قرب مطار بغداد مؤشرا خطيرا على حجم الصدام بين الولايات المتحدة وايران في العراق.
وحاول رئيس الحكومة الحالي مصطفى الكاظمي الناي بالعراق عن الصراع الاميركي الايراني لكن فصائل الحشد الشعبي دائما ما تعيد البلاد الى مربع هذا الصراع عبر هجماتها الصاروخية على المصالح الاميركية.
ونظمت قوات "الحشد الشعبي" السبت، أول عرض عسكري منذ تأسيسها قبل 7 أعوام، شارك فيه 20 ألف مقاتل، في محافظة ديالى، شرقي البلاد.
وشاركت طائرات دون طيار، ودبابات، وآليات مدفعية، وأسلحة ثقيلة أخرى في العرض، الذي كان من المقرر تنظيمه في العاصمة بغداد يوم 13 يونيو/ حزيران الجاري، قبل أن يتم تأجيله ونقله لمحافظة ديالى، دون الكشف عن أسباب ذلك.

وقالت هيئة "الحشد الشعبي" في بيان، إن "الاستعراض أقيم برعاية الكاظمي، بمناسبة ذكرى تأسيس الحشد الشعبي السنوية السابعة، وذكرى بدء عمليات التحرير الكبرى ضد تنظيم داعش".
وأضافت الهيئة، أن "هذا الاستعراض هو الأول لقوات الحشد الشعبي".
من جانبه، قال الكاظمي في تغريدة عبر "تويتر": "حضرنا استعراض جيشنا البطل في 6 كانون الثاني/يناير الماضي، وأيضاً الشرطة الباسلة، واليوم حضرنا استعراض أبنائنا في الحشد الشعبي".

وأضاف "نؤكد أن عملنا هو تحت راية العراق، وحماية أرضه وشعبه واجب علينا".
ويأتي الاستعراض بعد أزمة حادة اندلعت بين الكاظمي و"الحشد الشعبي" على خلفية اعتقال القيادي البارز بقوات الأخير قاسم مصلح، والتي انتهت بإطلاق سراحه في 9 يونيو/حزيران الجاري، بعد أسبوعين على توقيفه.
وأثار اعتقال "مصلح" غضب فصائل في "الحشد"، فحاصرت، آنذاك، مواقع في "المنطقة الخضراء"، وسط بغداد، بينها منزل مصطفى الكاظمي ومبنى الأمانة العامة لمجلس الوزراء.
وأقيم الاستعراض في معسكر "أبو منتظر المحمداوي" بمحافظة ديالى، والذي كان سابقا معسكرا لمنظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة قبل أن يجري ترحيل أفرادها إلى خارج البلاد عام 2013.
ووسط انتشار أمني كثيف في محيط المعسكر، استعرض "الحشد" قوته عبر مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة من المركبات العسكرية والدبابات والصواريخ والراجمات والمدافع وطائرات من دون طيار.
وتأسس "الحشد الشعبي" في 13 يونيو/حزيران 2014، بعد فتوى للمرجع الشيعي علي السيستاني لحمل السلاح ومحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي بعد تمكنه من اجتياح ثلث مساحة العراق في العام ذاته.
وحارب "الحشد"، المكون من فصائل شيعية في الغالب، إلى جانب القوات العراقية الأخرى ضد التنظيم لغاية استعادة العراق كامل أراضيه عام 2017.
إلا أن "الحشد" واجه اتهامات متكررة بالمسؤولية عن انتهاكات واسعة بحق السُنة من قبيل عمليات الإعدام الميدانية والتعذيب وسوء المعاملة. وينفي قادة "الحشد" ارتكاب أية انتهاكات ممنهجة.