استوديوهات تصوير ضخمة لإشباع هوس رواد مواقع التواصل بالإعجابات

'متاحف سيلفي مؤقتة' تقدم بمقابل مادي ديكورات مميزة لصور غير تقليدية للراغبين في زيادة التفاعل مع منشوراتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
إنستغرام تختبر إلغاء زر 'أعجبني' ردا على الانتقادات المتعلقة بأثره على الصحة العقلية للمستخدمين
'الناس يرغبون في أن تكون صورتهم جيدة' حتى ان اضطروا لدفع مقابل
هوة بدأت تظهر بين المستخدمين العاديين لوسائل التواصل وأولئك الذين يعتاشون من هذه المنصات

كولونيا (ألمانيا) – مع بالونات بألوان زاهية ومصابيح على الطراز الأميركي القديم، يقدم متحف "سوبركاندي ميوزيم" في مدينة كولونيا الألمانية منذ مطلع الشهر الحالي ولمدة ثلاثة أشهر ديكورات مميزة لصور غير تقليدية للراغبين في زيادة علامات الإعجاب على منشوراتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

تمر كيكي ماليورا البالغة 38 عاما ضاحكة وهي جالسة في عربة تسوق أمام شقيقتها بسرعة، في هذا المتحف الألماني الموقت.

وتقول "بطبيعة الحال فإن الإطار الذي ألتقط فيه الصور كاذب. لكن ما يهم هو أن يرى الناس أني أمضي وقتا ممتعا".

وقد شهدت "متاحف السيلفي الموقتة" حول العالم ازديادا لافتا في السنوات الأخيرة، وهي تتيح لزوارها التقاط صور لهم بواسطة الهاتف الذكي أمام ديكورات ملونة وغير تقليدية لزيادة مستوى التفاعل على صفحاتهم في الشبكات الاجتماعية.

وهذه المرة الثانية التي يقام فيها متحف "سوبركاندي ميوزيم" في كولونيا، بعد نسخة أولى استمرت ستة أشهر واستقطبت 42 ألف شخص أكثريتهم نساء، في مقابل سعر دخول يبلغ 29 يورو.

توق للأصالة

لكن هل سيستمر نجاح هذا المنحى؟ الأمر ليس أكيدا البتة خصوصا في ظل اتساع موجة جديدة على شبكات التواصل تنادي بالاعتماد على الأصالة والمناظر الحقيقية.

ويتحدث عدد متزايد من نجوم الإنترنت عن الصعوبات التي يواجهونها لنشر صور "مثالية" يوميا على صفحاتهم.

ومن بين هؤلاء المغنية الأميركية ديمي لوفاتو التي حصدت عشرة ملايين علامة إعجاب على صورة نشرتها عبر إنستغرام وهي بلباس البحر ويظهر فيه السلولايت على جسمها.

حتى أن إنستغرام تختبر إلغاء زر "أعجبني"، ردا على الانتقادات المتعلقة بأثره على الصحة العقلية للمستخدمين الذين يربطون في كثير من الأحيان رضاهم بعدد الإعجابات التي تحصدها منشوراتهم.

ويؤكد فرانك كارخ الرجل صاحب فكرة هذا المتحف العابر في كولونيا، أن بيع بطاقات الدخول يسجل "ارتفاعا" في هذه النسخة الثانية المقامة في مبنى صناعي في حي إيرينفيلد الراقي.

ويقول "هذا الشغف سيتراجع يوما ما بلا شك"، لكن ثمة مكانا للجميع.

ويشدد على أن "المنحى العام في العمق سيبقى كما هو منذ اختراع الرسم وهو أن الناس يرغبون في أن تكون صورتهم جيدة".

هذا الرأي يشاطره أيضا خبير شبكات التواصل الاجتماعي كليمنس سكيبيكي الأستاذ في جامعة "كولون بيزنس سكول". وهو يرى هوة بدأت تظهر بين المستخدمين العاديين لوسائل التواصل الاجتماعي وأولئك الذين يعتاشون من هذه المنصات.

صور احترافية

ومع ابتعادهم عن صور السيلفي التي لا تتطلب جهدا كبيرا ويمكن لأي كان التقاطها، لا يتوانى نجوم وسائل التواصل الاجتماعي عن الاستعانة بمصورين محترفين للتمايز عن سواهم.

ويسري هذا الوضع على نجمي تلفزيون الواقع في ألمانيا جينجر كوستيلو فولرشايم وبرت فولرشايم اللذين لديهما 85 ألف متابع.

وهما يستمتعان خلال زيارتهما متحف "سوبركاندي ميوزيم" برزم من الأوراق النقدية من فئة مئة دولار لكن باللون الزهري، أمام عدسة الكاميرا التي تخلد هذه اللحظات.

وتؤكد جينجر كوستيلو فولرشايم (33 عاما) "إذا ما نشرنا عبر الإنترنت صورا سيئة لفترة معينة، سيتراجع تلقائيا عدد الإعجابات والمتابعات. لهذا نسعى لالتقاط صور تنطوي على إبداع وجمال".

أما زوجها برت البالغ 68 عاما فيقول "المجيء إلى هنا أمر مسلّ ويعطي قيمة إضافية لمنشوراتنا. هذا جيد على الصعيد المهني".

إلا أن البعض لا يرون الفائدة من استوديو التصوير العملاق هذا.

ففي حي تجاري مكتظ في كولونيا قرب كاتدرائية المدينة الضخمة، تبدي أنا ماريا وهي تلميذة ثانوية ترددا إزاء فكرة إنفاق المال لالتقاط صور في ديكور اصطناعي.

وتقول الشابة البالغة 17 عاما "هذا خطأ للغاية. أفضّل الصور التلقائية، عندما يضحك أحدهم، او عندما نكون منشغلين بأمر آخر".