اسرائيل تبقي الضغوط العسكرية وتنشد مفاوضات لإطلاق رهائنها

حماس تؤكد على موقفها بعدم فتح أي مفاوضات لتبادل الأسرى ما لم يتوقف العدوان على على غزة وأبلغت موقفها لجميع الوسطاء.
نتنياهو لديه انتقادات جدية لقطر
129 شخصا ما زالوا محتجزين في قطاع غزة
الأمم المتحدة: الجوع واليأس يدفعان الناس للاستيلاء على المساعدات
نتنياهو: القطاع سيكون منطقة منزوعة السلاح وتحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية
فرنسا تطالب إسرائيل بتوضيح بشأن مقتل أحد دبلوماسييها في غزة

غزة/القدس - أكدت إسرائيل أن مفاوضات جديدة جارية لاستعادة الرهائن الذين تحتجزهم حماس بعد أن قال مصدر إن رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) التقى مع رئيس وزراء قطر التي تتوسط بين الجانبين، في الوقت الذي تشن فيه غارات جوية على قطاع غزة الأحد حيث توعد رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو بمواصلة "الضغط العسكري".

ووصف نتنياهو في مؤتمر صحفي السبت الصراع في غزة بأنه حرب وجودية يجب خوضها حتى النصر على الرغم من الضغوط والتكاليف.وقال إن القطاع سيكون منطقة منزوعة السلاح وتحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية.

وأضاف أن الهجوم الإسرائيلي على غزة ساعد في التوصل إلى اتفاق جزئي لإطلاق سراح رهائن في نوفمبر/تشرين الثاني، وتعهد بمواصلة الضغط العسكري المكثف على حماس وتدميرها. وقال "التعليمات التي أعطيها لفريق التفاوض مبنية على هذا الضغط الذي بدونه ليس لدينا شيء".

وذكر مصدر مطلع أن رئيس الموساد دافيد برنياع التقى مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في أوروبا مساء الجمعة، مع تحول الاهتمام إلى هدنة جديدة محتملة في غزة واتفاق لتبادل محتجزين وسجناء.

وستكون قطر محطة في جولة أعلنها وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن السبت، تشمل إسرائيل والبحرين وقطر للتأكيد على "التزامات واشنطن بتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين".

والاجتماع الذي عقد في أوروبا هو الأول على الأرجح بين مسؤولين كبار من إسرائيل وقطر التي تتوسط بين الجانبين منذ انهيار وقف إطلاق النار الذي استمر لمدة سبعة أيام في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني.

وكانت حركة حماس قد شنت هجوما مفاجئا على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول مما أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة. وأدى الهجوم الإسرائيلي المضاد إلى مقتل ما يقرب من 19 ألف شخص وفقا للسلطات الصحية في غزة وتسبب في دفن الآلاف تحت الأنقاض.

وتقول منظمات الإغاثة إن الدمار الذي لحق بغزة ونزوح معظم سكانها البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، يعيش الكثير منهم في خيام وملاجئ مؤقتة دون طعام أو مياه نظيفة، يمثل أزمة إنسانية.
وتجنب نتنياهو خلال المؤتمر الصحفي الرد على سؤال حول الاجتماع لكنه أكد أنه أعطى تعليمات لفريق التفاوض. وقال "لدينا انتقادات جدية لقطر" في إشارة إلى علاقات الدولة الخليجية الغنية بالغاز مع حماس وإيران العدو اللدود لإسرائيل. وأضاف "لكننا نحاول الآن استكمال عملية استعادة رهائننا".

أهالي المحتجزين يطالبون بخطة فورية تتيح الإفراج عن الرهائن
أهالي المحتجزين يطالبون بخطة فورية تتيح الإفراج عن الرهائن

وصرحت حماس في بيان إنها "تؤكد على موقفها بعدم فتح أي مفاوضات لتبادل الأسرى ما لم يتوقف العدوان على شعبنا نهائيا. وقد أبلغت الحركة موقفها هذا لجميع الوسطاء".
وأدى قتل ثلاثة رهائن بنيران القوات الإسرائيلية بطريق الخطأ إلى زيادة الضغط على نتنياهو لإيجاد سبيل للإفراج عن المحتجزين لدى حماس.

وبينما كان نتنياهو يتحدث، نظم عدة مئات من الأشخاص احتجاجا في تل أبيب وحمل بعضهم لافتات كتب على إحداها "أخرجوهم من الجحيم". وصاح أحد المتحدثين "أعيدوهم إلى ديارهم الآن!" وطالبوا بإعداد خطة فورية تتيح الإفراج عن الرهائن بعد إعلان الجيش الإسرائيلي قتل ثلاثة منهم "عن طريق الخطأ" خلال عملية داخل القطاع.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الجمعة أن قواته قتلت ثلاث رهائن "عن طريق الخطأ" في حي الشجاعية بمدينة غزة بعدما اعتقدت أنهم يشكلون "تهديدا"، ما أثار احتجاجات في تل أبيب. وفي تحقيقه الأولي، أكد الجيش أن الثلاثة وهم رجال في العشرينات من العمر لوّحوا براية بيضاء وتحدثوا بالعبرية.

وكان هؤلاء ضمن نحو 250 شخصا تقدّر السلطات الإسرائيلية أنهم خطفوا في الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حماس، وأسفر عن مقتل نحو 1140 شخصا غالبيتهم من المدنيين قضى معظمهم في اليوم الأول، وفق أرقام هذه السلطات.

وخلال تحرك السبت، قالت نوام بيري ابنة الرهينة حاييم بيري "لا نتلقى سوى مزيد من جثث الرهائن". وأضافت "مطلبنا ليس معركة، إنه مطلب يرفعه أي شخص فقد والده. خذونا في الاعتبار واقترحوا الآن خطة" تفاوض.

ووفق أرقام السلطات الإسرائيلية، ما زال 129 شخصا محتجزين في القطاع، رغم ذلك أكد نتانياهو السبت مضيه في الضغط العسكري على حماس. وقال "رغم كل الحزن العميق (بشأن الرهائن الثلاثة)، أريد أن أوضح أمرا أن الضغط العسكري ضروري لإعادة الرهائن وضمان النصر على أعدائنا".

وواصل الطيران الإسرائيلي قصف مناطق عدة في مختلف أنحاء القطاع. ومع حلول ليل السبت أفاد سكان باشتداد حدة القتال في وسط مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة وسط قصف للطائرات والدبابات الإسرائيلية تخلله صوت قنابل يدوية أطلقها مقاتلو حماس على ما يبدو. وفي وقت مبكر الأحد، أوردت وزارة الصحة التابعة لحماس عن مقتل ما لا يقل عن 12 شخصا في الغارات.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن أحد العاملين فيها توفي متأثرا بجروح أصيب بها خلال هجوم إسرائيلي على رفح في جنوب قطاع غزة. ذكرت الوزارة في بيان أصدرته في وقت متأخر من مساء السبت أن الرجل كان يحتمي في منزل أحد زملائه من القنصلية الفرنسية مع اثنين من زملائه وعدد من أفراد أسرهم.

الاجتماع الذي عقد في أوروبا هو الأول على الأرجح بين مسؤولين كبار من إسرائيل وقطر التي تتوسط في صفقة الرهائن الإسرائيليين

وأضافت "تعرض المنزل لضربة جوية إسرائيلية مساء يوم الأربعاء مما أصابه بجروح خطرة وقُتل نحو عشرة آخرين" وأشارت إلى أنه توفي بعد ذلك متأثرا بإصابته. وقال البيان إن فرنسا تندد بالقصف الذي استهدف بناية سكنية. مضيفا "نطالب بتوضيح السلطات الإسرائيلية للملابسات الكاملة لهذا القصف في أسرع وقت ممكن".

وقالت سميرة (40 عاما) وهي أم لأربعة أبناء ونزحت إلى رفح المتاخمة لمصر "كل يوم الوضع بيصير أسوأ من اللي قبله، الأكل بيقل والميه بتصير أسوأ، بس الموت والدمار هم اللي بيزيدوا".

كما قتلت امرأة وابنتها السبت برصاص جندي اسرائيلي داخل رعية العائلة المقدسة في غزة، وهي الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في القطاع، على ما أفادت بطريركية اللاتين في القدس. وأوضحت في بيان "ظهيرة يوم 16 كانون الأول/ديسمبر 2023، اغتال قنّاص من الجيش الإسرائيلي سيّدتين مسيحيتين داخل رعية العائلة المقدسة في غزة حيث لجأت غالبية العائلات المسيحية منذ بداية الحرب" في القطاع.

وقالت الأمم المتحدة هذا الأسبوع إن الجوع واليأس يدفعان الناس للاستيلاء على المساعدات التي تدخل إلى غزة، محذرة من "انهيار النظام العام". وأفاد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني "لن أتفاجأ إذا بدأ الناس يموتون من الجوع، أو جراء مزيج من الجوع والمرض وضعف المناعة".

وعلى رغم الدعوات لحماية المدنيين، تؤكد أطراف عدة داعمة لإسرائيل معارضتها وقف إطلاق النار حاليا. وفي مقال مشترك في صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية السبت، أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك "الحاجة العاجلة" لتحقيق "وقف دائم لإطلاق النار" في غزة.

لكنهما قالا إنهما "لا يعتقدان أن الدعوة الآن إلى وقف عام وفوري لإطلاق النار... هو السبيل للمضي قدما"، لأن ذلك "يتجاهل سبب اضطرار إسرائيل للدفاع عن نفسها: حماس هاجمت إسرائيل بوحشية وما زالت تطلق الصواريخ لقتل المواطنين الإسرائيليين كل يوم. يجب على حماس أن تلقي سلاحها".

وكانت إسرائيل أعلنت الجمعة أنها ستسمح "موقتا" بإدخال المساعدات إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي بين أراضيها وقطاع غزة المحاصر، من دون تحديد موعد محدد. وقال الجيش الإسرائيلي الأحد إن جنديين إسرائيليين آخرين لقيا مصرعهما خلال قتال في قطاع غزة، ما يرفع الى 121 عدد قتلاه منذ بدء العمليات البرية أواخر تشرين الأول/أكتوبر.

وفي علامات على اتساع نطاق تداعيات الصراع، قالت جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران إنها هاجمت مدينة إيلات الإسرائيلية المطلة على البحر الأحمر بطائرات مسيرة، وهو هجوم من بين عدة وقائع أفادت تقارير باستخدام طائرات مسيرة فيها بالمنطقة السبت.