اشتباكات بين البشمركة والعمال الكردستاني تعمق أزمة كردستان العراق

مقتل عنصر من البشمركة وجرح 3 من مسلحي حزب العمال الكردستاني في الاشتباكات بالتزامن مع تصاعد الاحتجاجات التي يشهدها الإقليم للمطالبة بالإفراج عن رواتب الموظفين والتنديد بالفساد.
تواجد حزب العمال الكردستاني في الاقليم يحرج السلطات الكردية

بغداد - يشهد إقليم كردستان العراق توترا بسبب الاحتجاجات الشعبية المطالبة بمكافحة الفساد والإفراج عن رواتب الموظفين لتزيدها الاشتباكات المستمرة بين قوات الاقليم وحزب العمال الكردستاني تأزما.
والاثنين قتل عسكري من "البيشمركة"، في هجوم لمسلحي العمال الكردستاني  شمالي البلاد، وفق مصدر عسكري.
وقال ضابط من قوات "البيشمركة"، مفضلا عدم الكشف عن اسمه، إن مسلحي حزب العمال هاجموا حاجز أمني لقوات "البيشمركة" بمحافظة دهوك، شمالي العراق.
وأوضح أن اشتباكات اندلعت بين القوات والمسلحين، ما أسفر عن مقتل ضباط من "البيشمركة" يدعى عبد الرحمن أمين، وإصابة 3 عناصر من مسلحي "العمال الكردستاني.
وفي نوفمبر/ تشرين ثان الماضي، شن مسلحوا حزب العمال الكردستاني3 هجمات على قوات البيشمركة في محافظة دهوك (شمال)، ما أسفر عن مقتل عسكري وإصابة 5 آخرين.
وقالت حكومة إقليم كردستان شمالي العراق، في بيان آنذاك، إن هجوم المسلحين على قوات الإقليم، "تجاوز الخط الأحمر".
ويتخذ حزب العمال الكردستاني من جبال قنديل شمالي العراق، معقلا لها، وتنشط في العديد من المدن والمناطق والأودية في المنطقة، وتشن منها هجمات على القوات التركية.
ودعّت الرئاسة حينها، حزب العمال الكردستاني إلى "احترام الكيان الدستوري لإقليم كردستان والحكومة والمؤسسات الشرعية فيه وإبعاد الحروب والمشكلات عن كردستان".
وترفض المنظمة دعوات متكررة من سلطات إقليم كردستان لمغادرة أراضيها.
ويشير الهجوم الى توتر حاد في العلاقة بين إقليم كردستان ومسلحي حزب العمال الكردستاني منذ فترة  حيث يتهم الحزب سلطات كردستان العراق بالتنسيق مع الجيش التركي لاستهداف مسلحيه في جبال قنديل واعطاء إحداثيات مواقعه العسكرية للقوات التركية.
وكانت تركيا شنت قبل اشهر هجوما عسكريا في شمال العراق لاستهداف مقاتلي حزب العمال الكردستاني وسط انتقادات عراقية وعربية ودولية لانتهاك سيادة البلاد.
كما تاتي هذه الاشتباكات في ظل الاحتجاجات التي تشهدها محافظة السليمانية منذ ايام بين محتجين رافضين لقطع الرواتب وبين قوات الامن في الاقليم حيث خلفت الاشتباكات عددا من القتلى والجرحى في صفوف المتظاهرين.

الاقليم على صفيح ساخن بسبب الاحتجاجات
الاقليم على صفيح ساخن بسبب الاحتجاجات

ويلجأ المحتجون إلى إضرام النار بالمقار الحزبية والمؤسسات الحكومية في مسعى للضغط على السلطات في الإقليم لتحسين واقعهم المعيشي.
ودخلت الحكومة العراقية على خط الاحتجاجات التي يشهدها اقليم كردستان العراق منذ فترة.
وفي هذا الصدد افاد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي الخميس انه لا يجب ان تتداخل الخلافات السياسية مع الوضع المعيشي للمواطن.
وطالب الاعرجي الحكومة المركزية وحكومة اقليم كردستان بالقيام بجهود كي لا تؤثر الخلافات السياسية بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان على قوت المواطن وعلى وضعه الاقتصادي والاجتماعي.
وخلال لقائه بوفد إقليم كردستان برئاسة قوباد طالباني نائب رئيس حكومة الإقليم اكد الاعرجي على "أهمية العمل على أن لا تؤثر الخلافات السياسية واختلاف وجهات النظر على قوت المواطن، فلا ذنب للمواطن بما يحدث من تداعيات نتيجة  الخلافات السياسية".
وتناول اللقاء بين الطرفين الاسبوع الماضي ابرز الملفات العالقة وضرورة تصحيح العلاقة بين الحكومة المركزية وحكومة اقليم كردستان العراق.