اشتباكات بين ميلشيات السراج في غريان

حفتر يتمسك بشرعية تحرير العاصمة من المتطرفين، متوعدا بنسف مرتزقة أردوغان ونزع سلاح العصابات لإرساء سلام حقيقي.
الجيش الليبي يتقدم نحو تحرير طربلس على وقع اضطرابات داخل حكومة الوفاق
إغلاق مركز أممي للمهاجرين في ليبيا

طرابلس - وقعت السبت في مدينة غريان جنوب العاصمة الليبية طرابلس اشتباكات جراء خلافات بين مليشيات الوفاق، وفق ما أفادت مصادر من 'العربية و'الحدث'.

وأفادت المصادر أن الاشتباكات حدثت بين كتيبة ثوار طرابلس وميليشيا قوة الردع المنتميان لحكومة الوفاق الليبية.

وتأتي هذه الاشتباكات في وقت حققت إحدى كتائب الجيش الوطني الليبي تقدما في محور عين زارة جنوب شرقي طرابلس.

وفي ظل هذه الاضطرابات التي تعيشها حكومة الوفاق والتناحر بين ميليشياتها، أكد قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر الجمعة، أنه لا تراجع عن تحرير العاصمة طرابلس من الميليشيات المتطرفة ومرتزقة تركيا ولا وقفا لإطلاق النار إلا ببلوغ هذا الهدف.

وجاءت تصريحات حفتر كأول رد رسمي على قرار مجلس الأمن الدولي الذي دعا الأربعاء إلى وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا، قرار لم ترفضه القيادة العامة للجيش الليبي، لكنها شددت في نفس الوقت على تمسكها بضرورة تطهير العاصمة من الميليشيات والمرتزقة الذين أرسلهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقال حفتر في كلمة توجه بها إلى الشعب الليبي ونقلتها قنوات تلفزيونية، إن "الحديث عن وقف دائم لإطلاق النار وسلام لا يمكن أن يأتي إلا بعد القضاء على المليشيات المسلحة وطرد المرتزقة ونزع سلاح العصابات"، مضيفا "هذا هو السلام الذي نمد له أيدينا ونعلن معه وقفا دائمًا لإطلاق النار".

وتابع لليبيين الذين خرجوا الجمعة في احتجاجات في مدينة بنغازي شرق ليبيا رفضا للتدخل التركي في البلاد، إن "الجيش أصبح على تخوم قلب العاصمة طرابلس وقاب قوسين أو أدنى من تحريرها ولن يتراجع حتى ترجع طرابلس لحضن الوطن، حتى ولو استنجد الخونة بجميع مرتزقة العالم"، مؤكدا "أن ليبيا ستكون مقبرة لمرتزقة أردوغان لحماية الخونة والعملاء"، في إشارة إلى حكومة الوفاق.

وفي هذا الإطار دعا عضو البرلمان محمد العباني إلى حل الميليشيات في طرابلس ونزع سلاحها، قائلا إنه "لا حل في ليبيا إلا بحل الميليشيات".

تعالي الأصوات شرق ليبيا رفضا للتدخل العسكري التركي
تعالي الأصوات شرق ليبيا رفضا للتدخل العسكري التركي

ويدعم الميليشيات الموالية للوفاق مقاتلون أتراك ومرتزقة سوريون أرسلتهم السلطات التركية مقابل إغراءات مالية. وأكد مسؤول بارز بالجيش الوطني الليبي لموقع أخبار ليبيا الرسمي مشترطا عدم ذكر اسمه، أن المرتزقة الموالين لتركيا يتصدرون صفوف المقاتلين مع الميلشيات الموالية لحكومة الوفاق في المعارك الأخيرة،

ونقل ذات المصدر تصريحات لآمر سلاح لمدفيعة في قوات مصراتة التابعة لحكومة الوفاق عقيد فرج اخليل في إطار خلافات مع قيادات في حكومة فايز السراج، تفيد بأن مليشيات مدينته عاثت فسادًا في طرابلس وسيطرت على مقار حكومية تابعة للدولة ورفضت الخروج منها، ما تسبب في قتل عدد كبير من المدنيين العزل الأبرياء.

وأثار التدخل العسكري التركي في ليبيا وإرسالها مقاتلين مرتزقة إلى الأراضي الليبية قلقا دوليا من أن ذلك سيعثر حتما مساعي إرساء السلام في المنطقة ويزيد في وتيرة العنف في بلد يشهد صراعات دامية منذ سنوات.

وكان المجتمع الدولي قد حذر مرارا من تكرار السيناريو السوري بالأراضي الليبية خصوصا بعد تنصل تركيا عن تعهداتها في مؤتمر برلين وانتهاكها لقرارات مجلس الأمن حول حظر الأسلحة إلى ليبيا.

وتعيش ليبيا منذ 2011 على وقع اضطرابات أمنية وصراعات بين الميلشيات المسلحة في ظل سيطرة جماعات إرهابية على مناطق من العاصمة.

ومثلت ليبيا في ظل هشاشة الوضع الأمني معبرا لآلاف المهاجرين غير الشرعيين، ما أثار مخاوف أوروبا التي تعاني مشاكل كبيرة جراء تدفق أعداد كبيرة من النازحين واللاجئين من عدة دول عربية تشهد صراعات دامية على غرار سوريا.

والجمعة أعلنت المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين أنها تفكر في أن تغلق "الأسبوع المقبل" مركزا لعبور المهاجرين في طرابلس تحول إلى "هدف" في "أسوأ بلد في العالم" لطالبي اللجوء.

وكانت المفوضية قررت في نهاية يناير/كانون الثاني تعليق عملياتها في "مركز التجميع والمغادرة" هذا عندما لاحظت أنه تم بناء أرض للتدريب العسكري خارج المبنى في طرابلس عاصمة هذا البلد الغارق في الفوضى منذ سنوات.