اشتباكات عنيفة بين الجيش الاسرائيلي وحماس في الضفة الغربية

الجيش الإسرائيلي ينفذ أكثر من 40 غارة جوية في أنحاء القطاع مستهدفا "بنى تحتية".

رام الله (الضفة الغربية) - قالت إسرائيل إن قواتها وجهت ضربة جوية لمسلحين فلسطينيين في بلدة طمون بالضفة الغربية المحتلة الأربعاء بينما قالت حركة حماس إن مقاتليها يخوضون اشتباكات عنيفة مع القوات الإسرائيلية في مدينة طوباس بعد مقتل أحدهم في غارة إسرائيلية.

وتصاعدت حدة أعمال العنف في الضفة الغربية قبل اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول، لكن الأوضاع تفاقمت منذ بدء الحرب مع تزايد وتيرة وكثافة المداهمات الإسرائيلية وعنف المستوطنين وكذلك وقوع هجمات ينفذها فلسطينيون في الشوارع. وأعلنت حماس مسؤوليتها عن مزيد من الهجمات هناك في الأيام القليلة الماضية.

وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن شابا قتل في مداهمة بمدينة طوباس، فيما قتل أربعة آخرون في ضربة بطائرة مسيرة إسرائيلية على بلدة طمون على بعد كيلومترات قليلة إلى الجنوب.

ولم تحدد الوكالة هويات القتلى، لكن كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، قالت في وقت لاحق إن أحد مقاتليها فايز فواز دراغمة، قتل في غارة طوباس. وأضافت "يخوض مجاهدونا اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال المتوغلة في طوباس بالضفة الغربية المحتلة".

وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيان "في إطار نشاط مكافحة الإرهاب… قصفت طائرة عددا من الإرهابيين المسلحين في طمون".

وقالت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية إن أحد القتلى في طمون هو محمد بني عودة (17 عاما).

وشاهد صحفيون من رويترز في موقع المداهمة في طوباس منزلا متضررا بشدة وزجاجا مهشما والأرض وهي ملطخة بالدماء. وقال الطفل ورد فايز دراغمة إن أفراد أسرته كانوا نائمين في منزلهم عندما داهمته قوات إسرائيلية خاصة بحثا عن والده.

وتابع "كلنا كنا نايمين كبسوا علينا قوات خاصة.. صار يطخوا على الدار وكان أبوي نايم… صاروا ينادوا عليه فايز اطلع.. فايز اطلع.. صحينا أبوي قام طال القطعة (السلاح) واشتبك معهم".

وأضاف وهو يروي ما حدث لهم "صار يقولوا (الجيش ) اطلع.. اطلع. أبوي قال أنا بطلعش. ما بسلم حالي يا بستشهد لا بشرد (بهرب)…إحنا وأمي وإخواتي قلنا لأبوي سلم حالك. أبوي بيقول إن ما بسلم حالي.. لا بستشهد لا بطلع".

وتشير بيانات وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن القوات الإسرائيلية قتلت 620 فلسطينيا على الأقل في الضفة الغربية والقدس الشرقية منذ بدء الحرب في قطاع غزة.

وبعض هؤلاء القتلى مسلحون لكن آخرين كانوا شبانا وفتية يرشقون القوات بالحجارة أو مدنيين مسالمين.

وقتل 30 إسرائيليا على الأقل من الجنود والمدنيين في هجمات فلسطينية في القدس والضفة الغربية في ذات الفترة.

وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية أيضا أن الرئيس محمود عباس سيسافر إلى أنقرة غدا الخميس وسيلقي خطابا أمام البرلمان التركي.

وتتزايد احتمالات تحول الحرب في قطاع غزة إلى صراع أوسع وأشمل في المنطقة يجر إيران ووكلاءها في المنطقة ومن بينهم جماعة حزب الله اللبنانية وجماعة الحوثي اليمنية.

ولا يزال من المقرر عقد جولة جديدة من المحادثات بوساطة دولية لإنهاء الحرب في قطاع غزة وإطلاق سراح رهائن إسرائيليين غدا الخميس رغم إعلان حماس عدم مشاركتها.

وأعلنت الولايات المتحدة وإسرائيل إرسال وفود إلى قطر الخميس للمشاركة في المفاوضات التي يفترض أن يحضرها أيضا ممثلون عن الحكومتين المصرية والقطرية الوسيطتين إلى جانب واشنطن، بينما لم تعلن حماس التي يتخذ قادة منها مقرا لهم في قطر، ما إذا كانت ستشارك في جلسة الخميس.

وأكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن وفدا إسرائيليا سيحضر محادثات الخميس في الدوحة حيث سيحاول الوسطاء التوصل إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن المحتجزين فيه.

في هذا الوقت، تواصلت العمليات العسكرية على الأرض في قطاع غزة. وأعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء تنفيذ أكثر من 40 غارة جوية في أنحاء القطاع مستهدفا "بنى تحتية إرهابية".

وقال إن قواته تواصل عملياتها في تل السلطان برفح في جنوب القطاع، وكذلك في خان يونس جنوبا أيضا، وفي وسط القطاع.

وفي دير البلح في وسط القطاع المحاصر، قال ابراهيم مخيمر لوكالة فرانس برس "نحن نتمنى نهاية الحرب ونتمنى أن يقف العدوان… عشرة شهور من سياسة تجويع وعزل الشعب عن العالم… نحن بحاجة إلى وقف العدوان لسماح دخول الإمدادات الطبية إلى قطاع غزة لأننا جميعا نعاني".

وقال رامي الخضري "نتأمل من الله أن تكون هناك حلول حتى يعود النازحون إلى بيوتهم. نحن الآن متسولون… الشعب مات وتقطّعت أرجلهم وأيديهم ودُمّرت البيوت…"،  وتابع "نقول لرئيس المكتب السياسي في حماس يحيى) السنوار نريد حلّا ولنتانياهو أن ينهي هذه القضية".

في تل أبيب، قالت الممرضة كارميت الموغ (48 عاما)، "اشعر بأن هذا يجب أن ينتهي. علينا أن نعيد الرهائن. علينا أن نتوصل إلى اتفاق لنعيد تأهيل أنفسنا. اشعر أن الشعب يريد السلام ويريد أن تنتهي الحرب".