اشتباكات قبلية دامية في كسلا شرق السودان

المحافظة شهدت إطلاق نار عنيف بين معارضين ومؤيدين لتعيين الوالي الجديد صالح عمار، ما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف المواطنين.
فيضانات السودان تودي بحياة العشرات وتدمر آلاف المنازل

الخرطوم - اندلعت اشتباكات عنيفة الخميس بولاية كسلا السودانية (شرق)، بين مؤيدين ومعارضين لتعيين الوالي الجديد صالح عمار.

وأفاد شهود عيان أن "الولاية شهدت إطلاق نار وحرق للمتاجر في سوقها، ما أسفر عن وقوع إصابات بين المواطنين"، دون توفر إحصائية دقيقة.

وأضاف الشهود أن آلاف المحتجين من قبيلة "الهدندوة" أغلقوا الطريق المؤدي إلى موانئ "سواكن" و"بورتسودان" بالولاية.

وتداول نشطاء بمنصات التواصل الاجتماعي، صورا وفيديوهات لإغلاق الطريق بالمتاريس وإطارات السيارات المشتعلة.

والثلاثاء فرضت السلطات السودانية حظر التجوال بالولاية، لاحتواء الاشتباكات القبلية، عقب مقتل شخص وإصابة 17 آخرين، وفق بيان للشرطة.

وتشهد كسلا أزمة سياسية ذات طابع قبلي، إثر رفض قبيلة "الهدندوة" تولي صالح عمار المنتمي لقبيلة "البني عامر" المنافسة لها منصب الوالي، رغم أدائه اليمين الدستورية.

وفي 19 سبتمبر/أيلول 2019، دعا مئات المتظاهرين المحتجين في كسلا، الحكومة الانتقالية إلى تحقيق مطالبهم في السلطة والثروة.

ورفع المتظاهرون آنذاك لافتات ضد ما أسموه "التهميش والإقصاء"، كما رددوا هتافات تدعو إلى الحكم الذاتي لولايات شرق السودان.

ويعيش السودان منذ القدم صراعا قبليا خاصة بين القبائل العربية والإفريقية، سرعان ما يتحول إلى صراع دموي بين الأطراف المتناحرة بسبب انتشار السلاح في أيدي المواطنين.

آلاف السودانيون عالقون في مياه الفيضانات
آلاف السودانيون عالقون في مياه الفيضانات

السودان يغرق في أزمات متناثرة

على صعيد آخر وصل منسوب مياه الفيضانات في السودان لمستويات ارتفاع قياسية تسببت في مقتل العشرات وتدمير آلاف المنازل كما زحفت على بعض الأحياء في العاصمة الخرطوم.

وجاء الفيضان رغم بدء إثيوبيا في ملء خزان سد النهضة على النيل الأزرق في يوليو تموز. ومن المتوقع أن يساعد سد النهضة السودان في السيطرة على الفيضانات في المستقبل.

وعادة ما يشهد السودان الفيضان في الصيف لكن هذا العام تسببت مستويات المياه غير المسبوقة في إغراق مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية بينما يخشى السكان في أنحاء الخرطوم على منازلهم بسبب المياه الآخذة في الارتفاع.

ووصلت مياه الفيضانات لطرق رئيسية في الخرطوم للمرة الأولى في الوقت الحديث الذي تعيه الذاكرة.

وقال أحمد بسطاوي من سكان أم درمان، بعد أن بقي طوال الليل ساهرا يحاول حماية منزله من المياه لكنها هدمت بعض جدرانه الطينية، "مياه النيل غمرت منزلنا منتصف ليلة أمس" الأربعاء.

وتابع "هذا أكبر فيضان نشهده نحاول منع المياه من دخول المنازل ولكن المياه في ارتفاع.. السلطات قدمت لنا التراب والجوالات ولكن لا نستطيع منع المياه وقد هدمت المنازل".

وقال وزير الري والوارد المائية ياسر عباس الخميس إن متوسط منسوب المياه في النيل الأزرق وصل إلى 17.43 وهو الأعلى منذ بدء البلاد تسجيل تلك البيانات في 1912.

وقال عبدالرحمن صغيرون رئيس لجنة الفيضانات بوزارة الري "نتوقع أن يشهد النيل الأزرق ارتفاعا في الأيام القادمة".

ووفقا لوزارة الداخلية، فقد تسببت الفيضانات حتى الثلاثاء الماضي في مقتل 86 شخصا وتدمير أكثر من 18 ألف منزل وإلحاق أضرار بنحو 32 ألف منزل.

ومن المتوقع أن يتم ملء خزان سد النهضة تدريجيا على مدى الأعوام القليلة المقبلة بالتزامن مع بدء تشغيل السد، لكن إثيوبيا لم تتوصل لاتفاق بعد على شروط الملء والتشغيل مع دولتي المصب السودان ومصر.

وقال وزير الري "متوقع بعد ملء سد النهضة أن لا تحدث فيضانات لأن السد سيؤدى لقلة الفيضانات لأنه يقوم بالتخزين في فترة الفيضان".