اشتباكات مسلحة تتسبب في توقف مصفاة نفط رئيسية في الزاوية

تكرار المواجهات المسلحة بين جماعات متناحرة في غرب ليبيا تسلط الضوء على هشاشة الوضع الأمني وعجز حكومة الدبيبة عن كبح انفلات السلاح.

طرابلس - توقفت مصفاة نفط رئيسية في غرب ليبيا عن العمل، في أعقاب اندلاع اشتباكات بين مجموعات محلية مسلّحة صباح الأحد، ما تسبّب في حرائق في عدّة خزانات، حسب ما قالت المؤسسة الوطنية للنفط في بيان أعلنت فيه عن حالة القوة الطارئة.

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على شبكات التواصل الاجتماعي، اندلاع النيران في عدّة خزانات في مصفاة الزاوية التي تبعد 45 كيلومترا غرب العاصمة طرابلس والوحيدة في غرب البلاد التي تزوّد السوق المحلية بالوقود.

وقالت المؤسسة الوطنية للنفط، إنّ عناصر الأمن والسلامة تمكنوا من السيطرة على الحرائق والتسريبات في خطوط الغاز والحد من خطورة انتشارها رغم استمرار الاشتباكات... الأمر الذي يعرض حياة العاملين وسكان المنطقة برمتها إلى مخاطر لا يمكن توقع أضرارها" مشيرة في الوقت ذاته إلى وقف عمل المصفاة.

كما أعلنت أن مجلس إدارتها في حالة انعقاد دائم مع كل الإدارات والمراكز التابعة له المعنية لمتابعة تطورات الأحداث في المنطقة، مؤكدة العمل على اتخاذ القرارات والإجراءات اللازمة حيالها في محاولة للحد قدر ما أمكن من المخاطر التي قد تهدد الأرواح والممتلكات.

وطالبت المؤسسة التي تدير قطاع النفط في البلاد العضو بمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، الأطراف المعنية بـ"تحمل مسؤولياتها والتحرك بأسرع ما يمكن لإيقاف هذه الاشتباكات وتجنيب المواقع النفطية دائرة الصراع الدائر مهما كانت أسبابه ودوافعه".

 كما دعا مجلس إدارة المؤسسة، الحكومة المنتهية ولايتها التي يقودها عبدالحميد الدبيبة وتسيطر على مناطق غرب البلاد، إلى التدخل لـ"فض الاشتباكات والقضاء على الفتنة، بأي شكل من الأشكال، نظرا لما تشكله من خطر كبير ولما تحتويه هذه الخزانات من مواد سهلة الاشتعال".

وتسلط الاشتباكات الدائرة حاليا في منطقة الزاوية، الضوء على وضع أمني هش وعلى عجز حكومة الدبيبة في كبح انفلات السلاح وهي معضلة آخذة في التفاقم مع استمرار الانقسامات السياسية وغياب حل توافقي ينهي الأزمة بين شرق وغرب البلاد.

وليست هذه المرة الأولى التي تشهد فيها مدينة الزاوية اشتباكات مسلحة، في ظل صراع نفوذ بين الجماعات المهيمنة والمدججة بالسلاح، ففي ابريل/نيسان الماضي قتل 4 أشخاص في مواجهات عنيفة وقبلها قتل اثنان في اشتباكات مسلحة في فبراير/شباط الماضي.

ووعد الدبيبة بحل الإشكالات التي تشهدها من حين إلى آخر مناطق ليبية في غرب البلاد مقترحا دمج الميليشيات المسلحة في القوات النظامية في استنساخ لتجربة الحشد الشعبي العراقي الذي ضمته الحكومة لقوات الأمن والجيش، لكن يبقى استنزاف هذه التجربة محفوفا بالمخاطر على اعتبار أن ولاء تلك الميليشيات هو لقادتها ومصالحها أكثر من ولائها للوطن.