اضطراب في إمدادات الطاقة والغذاء يربك إدارة بايدن

البيت الأبيض يدعو مسؤولين تنفيذيين من مجموعة قطاعات تشمل الطاقة والغذاء والبنوك بينما سجلت أسعار النفط ارتفاعا قياسيا جديدا وزيادات في أسعار الإيجارات والمواد الغذائية ومن المتوقع أن يتسارع التضخم على نحو أكبر.
قفزة جديدة في أسعار النفط على وقع حرب أوكرانيا
أوكرانيا تتهم روسيا بالتمهيد لغلق الممر الملاحي الحيوي لإمدادات الطاقة والغذاء
أوكرانيا تعلن أن جميع موانئ شحن الغذاء والطاقة مغلقة
روسيا تتحدث عن انفلات مئات الألغام الأوكرانية في البحر الأسود

واشنطن/موسكو - تعيش إدارة الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن حالة من الإرباك في التعاطي مع تبعات الحرب الروسية الأوكرانية وقرارها بحظر واردات الطاقة من روسيا بينما لم تضع خطة مسبقة لامتصاص الصدمة التي أحدثتها قراراتها في الأسواق المحلية والخارجية بينما كانت تراهن على ضخ منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) المزيد من النفط في الأسواق لسدّ الفجوة وكبح الارتفاع القياسي في أسعار النفط.

وتجري الحكومة الأميركية اليوم الاثنين نقاشات في البيت الأبيض مع مسؤولين تنفيذيين من مجموعة من القطاعات والشركات في مقدمتها الطاقة والغذاء والمصارف على وقع الحرب الروسية الأوكرانية وفي ظل مخاوف من اضطرابات شديدة في الإمدادات مع تسجيل الأسعار زيادات قياسية.

وتحيط واشنطن هذه النقاشات بالكتمان في الوقت الراهن بينما تسود مخاوف عالمية من انقطاع إمدادات الطاقة والغذاء من روسيا وأوكرانيا وفي ظل تداعيات خطيرة أيضا للعقوبات الغربية على روسيا والتي تشمل قطاعات حيوية، بينما قال رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول إن الغزو الروسي لأوكرانيا قد يكون له تأثيرات كبيرة على اقتصاد الولايات المتحدة والاقتصاد العالمي.

وإلى حدّ الآن لم تقطع موسكو إمدادات الطاقة لأوروبا بينما تبحث واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون عن بدائل لتعويض الفجوة في إمدادات الطاقة والغذاء من روسيا وكذلك من أوكرانيا التي أعلنت أن جميع موانئها للشحن مغلقة.

وفرضت الولايات المتحدة حظرا على وارداتها من النفط الروسي وكانت تراهن على زيادات من منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) لكن الأخيرة أعلنت صراحة أن هذه الحرب ليست حربها.

وطالبت واشنطن كل من الإمارات والسعودية بضخ المزيد من النفط وقد أعلنتا التزامهما باتفاق أوبك+ الذي ينص على زيادة تدريجية بنحو 400 ألف برميل يوميا. والدولتان الخليجيتان قادرتان على ضخ نحو 2.5 مليون برميل يوميا لكن حتى إذا وافقتا فإن هذه الكمية لا تغطي إلا نصف الفجوة في إمدادات النفط الروسية.

وقال مصدر مطلع على الخطة إن مسؤولي البيت الأبيض وأعضاء مجلس الوزراء سيناقشون قضايا سلسلة التوريد المتعلقة بالغزو الروسي لأوكرانيا وسبل تخفيف الصدمات الاقتصادية.

وأوضح مسؤول في البيت الأبيض أن الإحاطة السرية سيقودها مدير المجلس الاقتصادي الوطني برايان ديس ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان ووزيرة الخزانة جانيت يلين ووزيرة التجارة جينا رايموندو.

وقال مسؤول طلب عدم الكشف عن هويته إن الاجتماع سيضم ممثلين من شركة باترن إنرجي وشركة إنفنرجي وإكسون موبيل وكونوكو فيليبس وفيزا و بنك جيه.بي مورغان تشيس وبنك أوف أميركا فضلا عن شركات وبنوك أخرى.

بايدن يحظر النفط الروسي ثم يبحث عن حل لاحتواء تبعات قراره، بينما يندفع الاتحاد الأوروبي إلى قرار مماثل ما ينذر بهزة عنيفة في أسواق الطاقة

ويضغط الرئيس جو بايدن وزملاؤه في الحزب الديمقراطي على الرؤساء التنفيذيين لشركات النفط الكبرى لزيادة الإنتاج وسط ارتفاع الأسعار في محطات الوقود.

وقال بايدن إن الزيادة الأخيرة في الأسعار ناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على روسيا بسبب الغزو شملت حظرا فوريا على شراء النفط الروسي وواردات الطاقة الأخرى.

كما ارتفعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة وشمل ذلك أسعار الإيجارات والمواد الغذائية ومن المتوقع أن يتسارع التضخم على نحو أكبر حيث أدى الصراع في أوكرانيا إلى ارتفاع سعر النفط الخام والسلع الأولية الأخرى.

ويأتي هذه الاجتماع بينما قفزت أسعار النفط أكثر من ستة دولارات أثناء التعاملات اليوم الاثنين دافعة خام برنت لتجاوز مستوى 114 دولارا للبرميل بينما تدرس دول الاتحاد الأوروبي الانضمام إلى الولايات المتحدة في فرض حظر على النفط الروسي وبعد هجوم في مطلع الأسبوع على منشآت نفطية سعودية.

وصعدت العقود الآجلة لخام القياس العالمي 6.52 دولار، أو 6 بالمئة إلى 114.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 14:25 بتوقيت غرينتش بعد أن سجلت زيادة بلغت 1.2 بالمئة يوم الجمعة.

وارتفعت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط 5.80 دولار، أو 5.7 بالمئة، إلى 110.77 دولار للبرميل.

ويتوقع أن تشهد الأسواق هزة عنيفة إلى جانب اضطرابات في سلاسل الإمدادات الغذائية التي ارتفعت أسعارها بشكل قياسي.

وقالت وزارة البنية التحتية الأوكرانية اليوم الاثنين إن جميع موانئ البلاد المطلة على البحر الأسود وبحر آزوف ما زالت مغلقة مؤقتا أمام السفن التي تسعى للدخول أو الخروج.

وبعد فترة وجيزة من الغزو الروسي في 24 فبراير/شباط، علق الجيش الأوكراني عمليات الشحن التجارية من موانئ البلاد مما أثار مخاوف من تعطل الإمدادات من أوكرانيا التي تعد واحدة من أكبر مصدري الحبوب والبذور الزيتية.

كما تأتي هذه التطورات بينما قالت وكالة المخابرات الرئيسية في روسيا إن مئات الألغام جرفتها المياه إلى البحر الأسود بعد أن انفصلت عن كابلات تربطها بموانئ أوكرانية، لكن كييف رفضت هذه المزاعم قائلة إنها معلومات مضللة ومحاولة لإغلاق جزء من البحر.

وسواء كانت المعلومات الروسية صحيحة أم مضلله فإنها تعني عمليا تمهيدا لغلق أهم منفذ لإمدادات الطاقة والغذاء للعالم.

والبحر الأسود شريان ملاحي رئيسي لتجارة الحبوب والنفط ومنتجاته. وقالت سلطة ميناء نوفوروسيسك في مذكرة، إن الملاحة أصبحت مهددة في غرب البحر الأسود.

وذكرت وكالة الأمن الاتحادي الروسية إف.إس.بي، الوكالة الرئيسية التي حلت محل وكالة كيه.جي.بي السوفييتية السابقة في بيان صحفي بتاريخ 19 مارس/آذار "بسبب الطقس العاصف، انقطعت الكابلات التي تربط الألغام بالمراسي"، مضيفة  "بسبب الرياح وتيارات المياه انجرفت الألغام في القطاع الغربي من البحر الأسود".

وأضافت الوكالة أن نحو 420 لغما انفلتت وأن الألغام زرعتها القوات الأوكرانية. وقالت أوكرانيا إن تحذير الوكالة خاطئ وإنها ليس لديها أي معلومات عن ألغام انفلتت في البحر.

وقال فيكتور فيشنوف نائب رئيس الإدارة البحرية الحكومية الأوكرانية "هذه معلومات مضللة تماما من الجانب الروسي"، مضيفة "فُعل ذلك لتبرير إغلاق هذه المناطق من البحر الأسود بذريعة ما يوصف بخطر الألغام".

وقالت البحرية الأوكرانية إنها وحدها التي يحق لها توجيه التحذيرات الأمنية بشأن الجزء الذي يخصها من البحر الأسود ووصفت التحذير الروسي بأنه محاولة "قرصنة" معلوماتية.