اعتقال رئيس بلدية يثير غضب المعارضة التركية
أنقرة - خرج المئات من الأتراك في مظاهرات غاضبة احتجاجا على اعتقال أحمد أوزير رئيس بلدية إسنيورت الذي ينتمي إلى الحزب الشعب الجمهوري المعارض، بينما انضم رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو إلى المحتجين الذين نددوا باتخاذ السلطات التركية تهمة الانتماء إلى حزب العمال الكردستاني ذريعة لتصفية حساباتها السياسية، فيما تثير هذه الخطوة شكوكا حول نجاح أول محاولة لإنهاء الصراع بين أنقرة والأكراد.
وأمرت محكمة تركية اليوم الخميس باعتقال أوزير بسبب اتهامه بالارتباط بحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة "تنظيما إرهابيا"، بينما حل نائب لمحافظ إسطنبول محل رئيس بلدية الحي المكتظ بالمهاجرين.
وأوقفت السلطات التركية خلال الأعوام الأخيرة العديد من السياسيين والنشطاء بتهمة الانتماء إلى حزب العمال الكردستاني، فيما وصفت منظمات حقوقية الاتهامات بأنها "ملفقة"، محذرة من التذرّع بـ"مكافحة الإرهاب" لإسكات الأصوات المعارضة لسياسات الرئيس رجب طيب أردوغان
وينفي أوزير اتهامات بأن له صلات بالإرهاب، وقال حزبه إنه سيدافع عنه في مواجهة "الادعاءات التي لا أساس لها". وتدير حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان مكتب الحاكم بينما يدير حزب الشعب الجمهوري البلديات.
وصدر أمر المحكمة بعد أيام من إعلان حزب العمال الكردستاني مسؤوليته عن هجوم وقع الأسبوع الماضي على شركة توساش الدفاعية التركية راح ضحيته خمسة قتلى في أنقرة.
وقال أوزغور أوزيل زعيم حزب الشعب الجمهوري في منشور على منصة "إكس" إن الاعتقال تم على أساس "ادعاءات مجردة" ويستهدف الإضرار بإرادة الناس، مضيفا "دون شك سنهزم هذا العقل الشرير الذي لا يعترف بالأمة ولا يحترم اختيارات الناس وسنقوض تلك الخطة المقززة".
وتابع "نرى تدخلا سياسيا في القضاء. ونعلم أن هناك مؤامرة سياسية"، مضيفا أن توقيت اعتقال أوزر مربك بالنظر إلى اقتراح السلام الذي قدمه حليف أردوغان.
ونددت عائشة جول دوجان، المتحدثة باسم حزب المساواة وديمقراطية الشعوب المؤيد للأكراد، باعتقال أوزير وقالت إن انتخابه جاء بدعم من الحزب، مضيفة أن "توقيفه يقوض المعارضة الديمقراطية".
ومن المقرر أن تجتمع اللجنة التنفيذية المركزية لحزب الشعب الجمهوري اليوم الخميس في مقر الحزب في إسن يورت ودعا أوزيل السكان للاحتشاد حول مقر بلدية الحي للاحتجاج على القرار.
وحمل حزب العمال الكردستاني السلاح في جنوب شرق تركيا منذ أربعة عقود وأسفر الصراع عن مقتل أكثر من 40 ألفا. والحزب مصنف جماعة إرهابية عند تركيا وحلفائها الغربيين.
ويأتي اعتقال أوزير وسط حديث عن مسعى للسلام طرحه حليف وثيق للرئيس رجب طيب أردوغان، في أول محاولة منذ 10 سنوات لإنهاء الصراع المستمر منذ 40 عاما بين تركيا والمسلحين الأكراد، لكن فرص نجاح هذا المسعى لا تزال غامضة إذ لم تقدم أنقرة أي أدلة على ما قد تستلزمه مثل هذه الخطوة.
وقال عدد من السياسيين والمحللين إن اقتراح السلام أثار حالة من الأمل والغموض حيال النهج الذي قد يتبعه أردوغان في المضي قدما.