اعتقال ناشطة انتقدت التحرش الجنسي وشتمت الدولة المصرية

السلطات المصرية تحبس أمل فتحي اسبوعين على ذمة التحقيق في اتهامات ابرزها التحريض على قلب النظام بعد انتقاداتها للحكومة بالتقاعس عن مكافحة التحرش الجنسي ولكن بلغة 'بذيئة'.
عضو حركة 6 ابريل تنتقد وتسب
الإعلام الرسمي يهاجم أمل فتحي بشدة
أمل فتحي تكيل الشتائم الفاضحة للشرطة والبنوك في مصر

القاهرة - أعلنت مصادر أمنية مصرية القبض على ناشطة حقوقية الجمعة بعد قيامها بنشر شريط فيديو على موقع فيسبوك تنتقد فيه الحكومة لتقاعسها عن حماية المرأة من التحرش الجنسي ولتدهور ظروف المعيشة.

وفي الفيديو الذي نُشر هذا الأسبوع على فيسبوك، تنتقد أمل فتحي المؤسسات المصرية بشدة، ولا سيما بنك مصر. وتتهم فتحي بشكل خاص رجال أمن إحدى وكالات المؤسسة المصرفية العامة بالتحرش بها، وتصفهم في الفيديو بأنهم "قذرون" و"حثالة الناس".

وأمل فتحي ربة عائلة بالغة من العمر 33 عاما. وقد أودعت السجن 15 يوما على ذمة التحقيق بناء على أمر نيابة المعادي الجزئية، بحسب ما جاء في بيان للمفوضية المصرية للحقوق والحريات وهي منظمة محلية غير حكومية يديرها زوجها محمد لطفي.

وفي المقطع الذي استغرق 12 دقيقة، سبت امل الدولة المصرية أكثر من مرة وكررت شتيمة فاضحة شائعة عن الأم في مصر.

وبحسب المصدر نفسه، فإن فتحي متهمة بـ"التحريض على قلب نظام الحكم المصري" و"بث إشاعات كاذبة" و"إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي".

بعد نشر الفيديو، نددت الصحافة المصرية المقربة من السلطات بما قالته فتحي. واعلنت صحيفة الأهرام الحكومية الجمعة القبض "على مؤلفة الفيديو المهين ضد مصر والمواطنين".

وقالت منظمة العفو الدولية إن اعتقال أمل فتحي العضو في حركة 6 أبريل المحظورة حاليا والتي لعبت دورا في الاحتجاجات الواسعة في 2011 التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك يمثل "مستوى متدنيا جديدا في حملة مصر على حرية التعبير".

وقال مصدر امني إن أمل احتجزت بعد بلاغ يتهمها بإهانة الدولة المصرية من خلال منشور على وسائل التواصل الاجتماعي.

وانتقدت جماعات حقوقية مرارا وضع حقوق الإنسان في مصر. وتقول إن الأوضاع في البلاد واصلت التدهور في ظل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي تولى السلطة في 2013 بعد عزل الجيش الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين عقب احتجاجات على حكمه.

يوم أسود

وقالت منظمة العفو الدولية إن أمل تحدثت في المقطع المصور الذي بثته على فيسبوك في التاسع من مايو/أيار عن انتشار التحرش الجنسي في مصر وانتقدت تقاعس الحكومة عن حماية النساء.

وقالت نجية بونعيم مديرة الحملات بالمنظمة في شمال أفريقيا "إنه ليوم أسود عندما تكون السلطات المصرية أكثر اهتماما بإسكات امرأة تتحدث عن التحرش الجنسي من اهتمامها باتخاذ خطوات لمعالجة المشكلة".

ويقول أنصار السيسي إن الإجراءات الأمنية والاقتصادية القاسية ضرورية للحفاظ على استقرار البلاد في وقت تتعافى فيه من فوضى سياسية وتتصدى لتحديات اقتصادية هائلة وهجمات يشنها متشددون إسلاميون.

وقالت منظمة العفو إنه ألقي القبض على أمل مع زوجها محمد لطفي من منزلها الساعة الثانية والنصف صباح الجمعة ونقلت إلى مركز للشرطة في المعادي بجنوب القاهرة.

وتم الإفراج عن الزوج بعد ثلاث ساعات لكن استمر احتجاز أمل لعرضها على النيابة.

وقال محام من المفوضية المصرية للحقوق والحريات التي يعمل بها الزوج إن ممثلا للنيابة أمر في وقت لاحق باحتجازها 15 يوما على ذمة التحقيق.

وانتقدت وسائل إعلام رسمية أمل في وقت سابق قائلة إنها استخدمت لغة بذيئة في المقطع الذي عبرت فيه على ما يبدو عن غضبها من سوء الخدمات العامة في بنك محلي ومن الزحام المروري وتحرش جنسي على يد سائق سيارة أجرة ومن التدهور العام في أوضاع المعيشة.

وقال مصدر أمني إنها متهمة ومطلوب القبض عليها فيما يتعلق ببلاغات تتهمها بإهانة الدولة المصرية وبث منشور يتضمن سبا وقذفا بحق مصر.

وأعيد انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يتهم المدافعون عن حقوق الإنسان نظامه بانتهاك الحريات العامة، بأكثر من 97% من الأصوات في نيسان/ابريل الماضي.