اغتيال سليماني يسعد المحتجين العراقيين ويفزعهم

محتجون يعتبرون الجنرال قاسم سليماني المسؤول عن مقتل المئات من المتظاهرين العراقيين من خلال وكلاء إيران من الفصائل العراقية الشيعية الموالية لها.
المحتجون يطالبون بإبعاد العراق عن الصراع الأميركي الإيراني
الحلبوسي يدعو الحكومة لاتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية سيادة العراق
محتجون عراقيون: اغتيال سليماني نتيجة طبيعية لسياسة أحزاب إيران في العراق

بغداد - ساد القلق الجمعة وسط جموع المحتجين العراقيين في ساحة التحرير ببغداد على إثر اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، وسط مطالبات بإبعاد العراق عن الصراع الأميركي الإيراني.

وعلى مدى الأسابيع الماضية، ندد المحتجون العراقيون بنفوذ إيران المتصاعد في العراق ورعايتها للأحزاب العراقية المتهمة بالفساد والتي تحكم البلاد منذ إسقاط النظام السابق عام 2003.

وكان سليماني على رأس الأشخاص الذي هتف المتظاهرون العراقيون ضدهم واعتبر الكثير من المحتجين بأنه هو من كان يحكم العراق عبر أحزاب نافذة يتحكم بقرارها.

وقال خلدون قصير وهو ناشط في احتجاجات بغداد إن "ما حصل اليوم كان نتيجة طبيعية لسياسة الأحزاب الحاكمة التي جعلت من العراق ساحة خلفية لإيران".

وأضاف أن "الاحتجاجات تنادي منذ ثلاثة أشهر بإخراج العراق من تحت أجنحة إيران وجعله دولة مستقلة ذات سيادة، لا يتحكم به الآخرون بل العراقيون يديرونه بأنفسهم".

وتابع أن "على إيران وأميركا التقاتل في ما بينهما خارج العراق. ونحن سنواصل الاحتجاج لحين استعادة قرار بلدنا".

ويشهد العراق احتجاجات شعبية غير مسبوقة منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2019 ضد الحكومة والنخبة السياسية الحاكمة، تخللتها أعمال عنف خلفت 499 قتيلا وأكثر من 17 ألف جريح، وفق مصادر حقوقية رسمية وأخرى طبية وأمنية.

والغالبية العظمى من الضحايا هم من المحتجين وسقطوا وفق المتظاهرين وتقارير حقوقية دولية، في مواجهات مع قوات الأمن ومسلحين من فصائل الحشد الشعبي لهم صلات مع إيران المرتبطة بعلاقات وثيقة مع الأحزاب الشيعية الحاكمة في بغداد، لكن الحشد الشعبي ينفي أي دور له في قتل المحتجين.

وقال محي الدين وهو متظاهر آخر طلب نشر اسمه الأول فقط خشية استهدافه من قبل الفصائل الموالية لإيران، إن "مقتل سليماني أثار الارتياح بين صفوف المحتجين، لكن يخشون التعبير عن فرحتهم خوفا من الفصائل الموالية لإيران".

وأضاف "سليماني هو المسؤول عن مقتل المئات من المحتجين العراقيين من خلال وكلائها من الفصائل العراقية الموالية لها".

وتابع "الكل يعلم بأن سليماني كان يدير الوضع في العراق وخاصة في مرحلة الاحتجاجات، حيث كان يجتمع مع قادة الأمن وقادة الفصائل ويعطيهم التعليمات كما نشر القناصة وفرق الاغتيال في أرجاء البلاد لترهيب الناشطين".

ويرى محي الدين أن جعل العراق ساحة للنزاع بين الولايات المتحدة وإيران ستترك نتائج مدمرة على مستوى البلاد.

وقال زميله طارق المحيميد، إن العراق لن يتحمل المزيد من النزاعات لذلك على الجميع التزام الهدوء وعدم التصعيد، مضيفا إن على واشنطن وطهران حل مشاكلهما بعيدا عن ساحة العراق.

وانتشرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر العشرات من المحتجين يرقصون فرحا بمقتل سليماني.

ويعتقد المتظاهر المحيميد أن المتظاهرين يخشون ردود فعل انتقامية من قبل الفصائل الموالية لإيران، حيث ينظرون للاحتجاجات على أنها "مؤامرة أميركية - إسرائيلية".

ويمثل مقتل سليماني والمهندس تصعيدا كبيرا بعد أعمال عنف رافقت تظاهرات أمام السفارة الأميركية في بغداد يومي الثلاثاء والأربعاء، احتجاجا على قصف الولايات لكتائب حزب الله العراقي المقرب من إيران الأحد، ما أدى إلى مقتل 28 مقاتلا وإصابة 48 آخرين بجروح في محافظة الانبار غربي العراق.

وقالت واشنطن إن قتل سليماني يأتي في "إطار الدفاع عن النفس" وإن الأخير كان يخطط لشن هجمات على مصالح أميركية في المنطقة.

ودعا رئيس مجلس النواب (البرلمان) العراقي محمد الحلبوسي الجمعة إلى إبعاد بلاده عن الصراعات الإقليمية والدولية.

واعتبر في بيان الهجوم الأميركي الذي أفضى لمقتل سليماني وأبومهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي "خرقا" للسيادة العراقية.

وقال الحلبوسي في بيانه إن "ما جرى من استهداف لقائد عسكري ينتمي إلى المؤسسة العسكرية العراقية (أبو مهدي المهندس) يعد خرقا سافرا للسيادة، وانتهاكا للمواثيق الدولية، في حين أن أي عملية أمنية وعسكرية على الأراضي العراقية يجب أن تحظى بموافقة الحكومة".

ودعا الحلبوسي الحكومة العراقية إلى "اتخاذ الإجراءات والتدابير السياسية والقانونية والأمنية اللازمة لإيقاف مثل هذه الاعتداءات".