اقتراب إيران من مستوى إنتاج قنبلة نووية يُعجل بزيارة غروسي لطهران

مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيسعى للوصول إلى الموقع الإيراني الذي اكتشفت فيه جزئيات من اليورانيوم المخصّب بنسبة 83.7 في المئة.
غروسي يطمح إلى إعادة مباحثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني
تزايد المخاوف الدولية بشأن اقتراب طهران من إنتاج قنبلتها الذرية

طهران - وصل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفايل غروسي اليوم الجمعة إلى طهران لإجراء مناقشات بشأن برنامج إيران النووي وذلك بعد اكتشاف جزئيات من اليورانيوم المخصّب بمستوى قريب من صنع قنبلة ذرية، فيما وصلت مباحثات إحياء الاتفاق النووي إلى طريق مسدود في غمرة توتر لا يهدأ بين الغرب والجمهورية الإسلامية التي تواصل إنكار اقترابها من امتلاك السلاح النووي.

وكان في استقبال غروسي في المطار المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي ومن المقرّر أنّ يلتقي خلال الزيارة التي تستغرق يومين مدير المنظمة محمد إسلامي ومسؤولين إيرانيين آخرين، بمن فيهم الرئيس إبراهيم رئيسي.

وبحسب تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية فقد تمّ اكتشاف جزئيات من اليورانيوم المخصّب بنسبة 83.7 في المئة، أي أقل بقليل من 90 في المئة اللازمة لصناعة سلاح نووي في مصنع فوردو الواقع تحت الأرض على بعد مئة كيلومتر جنوب العاصمة طهران.

وبرّرت إيران التي تنفي رغبتها في حيازة السلاح النووي الأمر بالإشارة إلى "تقلّبات لا إرادية" أثناء عملية التخصيب، مؤكدة في الوقت ذاته "عدم قيامها بأي محاولة للتخصيب بما يتجاوز 60 في المئة".

وسيسعى غروسي خلال زيارته إلى الحصول على وصول أقوى إلى الموقع ورفع عدد عمليات التحقّق، وفقاً لمصدر دبلوماسي في فيينا، في حين أوضحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنّ مديرها سيتحدّث بعد ذلك إلى الصحافة لدى عودته إلى فيينا في نهاية يوم السبت.

وتأتي هذه الزيارة القصيرة بعد عام على الزيارة الأخيرة للدبلوماسي الأرجنتيني إلى طهران في مارس/آذار 2022، في الوقت الذي بدا فيه من المحتمل التوصّل إلى اتفاق لاستئناف المفاوضات بين الدول الكبرى وطهران بشأن الملف النووي الإيراني.

ولكن في سياق جيوسياسي متقلّب بفعل الحرب في أوكرانيا ضاعت هذه الفرصة لتتزايد المخاوف في الولايات المتحدة وأوروبا وبعض دول الشرق الأوسط مثل إسرائيل بشأن تقدّم إيران باتجاه إنتاج قنبلة نووية.

ويتمثل طموح الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في إعادة إطلاق الحوار بعد أشهر على توقفه، في الوقت الذي تتراجع إيران تدريجيًا عن موجبات الاتفاق المبرم في العام 2015 للحدّ من أنشطتها النووية في مقابل رفع العقوبات الدولية.

ووصل الاتفاق إلى طريق مسدود منذ انسحاب الولايات المتحدة منه في العام 2018 بقرار من الرئيس السابق دونالد ترامب، بينما تأمل طهران في أن يؤدي رفع العقوبات الدولية القاسية ولو جزئياً إلى انتعاش اقتصادها المنهك خصوصا بسبب نقص الاستثمارات الأجنبية.

وتضاعف إيران في سباقها التكنولوجي عدد أجهزة الطرد المركزي بمواقعها المنتشرة في البلاد، كما تواصل تخصيب اليورانيوم بمستويات عالية.

وكان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد ندد في اجتماعه الأخير في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 بعدم تعاون إيران في ما يتعلق بآثار يورانيوم مخصب عُثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة.

وأعرب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز أخيرا عن قلقه حيال التقدّم المفاجئ للبرنامج النووي الإيراني، معتبراً أنّ الإيرانيين لا يحتاجون سوى إلى بضعة أسابيع لبلوغ نسبة تسعين في المئة من التخصيب، "إذا قرّروا تجاوز هذا السقف".

لكنه أضاف أن الولايات المتحدة لا تعتقد أنّ المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي قرّر "استئناف برنامج التسلّح الذي نقدّر أنه علّق أو أوقف نهاية العام 2003" غير أنّه أبدى قلقاً مماثلاً إزاء التطوّر "الخطير" في التعاون العسكري بين طهران وموسكو.

وكانت فرنسا قد وصفت الخميس "التطورات غير المسبوقة" بأنّها "مقلقة للغاية"، فيما أكدت واشنطن مؤخرا أنه من الممكن أن تزوّد موسكو طهران بمعدات عسكرية متطوّرة، ممّا يمكّن الأخيرة من التعامل بشكل أفضل مع التهديدات.