اقتصاديات التطرف والإرهاب

عمّان ـ تشكل العلاقة بين السياسة والاقتصاد جانبا مهما ومؤثرا في تفسير نمط العلاقات الاقتصادية الدولية، وحالة يمكن من خلالها الوصول إلى فهم وإدراك لكافة التغيرات السياسية والاقتصادية التي أصابت النظام الدولي في مختلف مراحل تطوره، وصولاً إلى مرحلة ظهور الأزمات الاقتصادية العالمية والحروب والصراعات الدولية، بل أصبحت الأوبئة والأمراض العالمية نتاجا لتلك الصراعات الاقتصادية والسياسية الأمر الذي يدفع نحو بناء سيناريوهات مختلفة حول مستقبل وشكل النظام السياسي والاقتصادي العالمي الجديد.
والبحث في دراسة النظام الاقتصادي الدولي من الجوانب المهمة في تقديم تفسير علمي حول طبيعة وحجم القضايا والأحداث الدولية المتسارعة، والتي جاءت مع حركة التطور العلمي والتكنولوجي والثورة في الاتصالات والمعلومات إلى مرحلة انتشار الأوبئة والأمراض العالمية، الامر الذي دفع الكثير من الباحثين للبحث في تقديم رؤية علمية منهجية لطبيعة العلاقة بين السياسة والاقتصاد، وكيف ساهمت أدوات السيطرة الاقتصادية العالمية في التحكم في مسار الأحداث والقضايا العالمية، وكيف استطاعت الولايات المتحدة الأميركية من ضمان هيمنتها وسيطرتها على النظام الاقتصادي العالمي، في مقابل ذلك فإن التحولات الاقتصاية العالمية لمرحلة ما بعد الحرب الباردة قد دفع لبروز الصين كمنافس قوي داخل النظام الاقتصادي العالمي الأمر الذي أدخلها في حرب تجارية مع الولايات المتحدة الأميركية، أدى للظهور الكثير من السيناريوهات المختلفة حول مستقبل النظام السياسي والاقتصادي العالمي. 
ومن هنا فإن كتاب "الوجيز في النظام الاقتصادي الدولي: دراسة في العلاقات الدولية"؛ جاء ليقدم تفسيراً علمياً لطبيعة تطور النظام الاقتصادي العالمي في مراحله المختلفة إلى مرحلة انتشار فيروس كورونا وأهم التداعيات السياسية والاقتصادية على النظام السياسي والاقتصادي العالمي، عارضاً لاهم الارهاصات الدولية وبشكل خاص الحرب التجارية الأميركية الصينية وكيف يمكن أن نفسر أيضاً التحولات المختلفة والتنبؤ بمستقبل الأحداث القادمة بعد جائحة كورونا.
يقع الكتاب في مجموعة فصول، ويضم في مضمونه مختلف الموضوعات المتخصصة في الاقتصاد السياسي الدولي، وهو من الكتب الجديدة التي تتناول التطورات الاقتصادية الأخيرة كافة، والتي أصابت النظام الاقتصادي والسياسي الدولي:
الفصل التمهيدي: تطور الفكر الاقتصادي الدولي. الفصل الأول: مفهوم الاقتصاد السياسي الدولي. والفصل الثاني: تطور النظام الاقتصادي الدولي: والذي يقدم عرضاً لمجمل التطورات الاقتصادية والسياسية الدولية منذ بداية القرن العشرين إلى آخر تطورات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأميركية  والصين عام ٢٠١٩. والفصل الثالث: المؤسسات الاقتصادية العالمية: صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، ومنظمة التجارة العالمية، والشركات متعددة الجنسيات. والذي يتحدث عن آخر التطورات المتعلقة بهذه المؤسسات وتأثيرها على النظام السياسي والاقتصادي الدولي، وبشكل خاص تأثيرها على دول العالم الثالث.
والفصل الرابع: الحوار بين الشمال والجنوب: الدواعي والنتائج. أما الفصل الخامس: المجموعات الاقتصادية وتأثيرها في الاقتصاد العالمي: تشمل مجموعة السبع الصناعية ومجموعة الثمانية ومجموعة العشرين. الفصل السادس: التكتلات الاقتصادية وتأثيرها في الاقتصاد العالمي: يتضمن منظمة شنغهاي للتعاون الاقتصادي، وتكتل البريكس، ومبادة الطريق والحزام. والفصل السابع: الأزمة الاقتصادية الدولية لعام 2018 وتداعياتها الحوار بين الشمال والجنوب: يتناول مفهوم الحوار ونشأته ودواعيه، وآخر التطورات في شكل ومضمون الحوار. والفصل الثامن: العولمة وتأثيراتها على النظام السياسي والاقتصادي الدولي، والفصل التاسع: اقتصاديات الحرب: الشرق الأوسط نموذجاً. 
والفصل العاشر: اقتصاديات التطرف والإرهاب. الفصل الحادي عشر: اقتصاديات النفط والغاز وتأثيرهما على الاقتصاد العالمي. والفصل الثاني عشر: الحمائية التجارية الأميركية ومستقبل النظام الاقتصادي العالمي: يتناول الفصل مفهوم الحمائية التجارية ودواعي الدول للجوء إليها، ومفهوم الحمائية التجارية الأمريكية وطبيعتها، وأهداف الولايات المتحدة الأمريكية من اللجوء إليها، ثم الحديث عن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين ومراحل الحرب، ومستقبل السياسة الأميركية تجاه النظام السياسي والاقتصادي الدولي، كما يشمل الفصل الثالث عشر والأخير من الكتاب تأثير فايروس كورونا على النظام السياسي والاقتصدي الدولي. وتتضمن الدراسة أيضاً على ملحق خاص في المفاهيم والمصطلحات في الاقتصاد السياسي الدولي.
يذكر أن الدكتور رضوان محمود المجالي، أستاذ الاقتصاد السياسي الدولي في قسم العلوم السياسية في جامعة مؤتة بالأردن. الرئيس السابق لقسم العلوم السياسية في جامعة مؤتة (2015-2020). نائب عميد كلية العلوم الاجتماعية (2018-2019). نشر أكثر من 20 بحثا علميا محكما في مجلات عالمية مصنفة ومتخصصة في حقول الاقتصاد الدولي والقانون الدولي والنظم السياسية، والسياسة الأردنية. عضو محكم في العديد من المجلات المحلية والعربية والعالمية. عضو هيئة علمية في العديد من المجلات العلمية العالمية.
أنجز 7 كتب علمية منشورة في حقل القانون الدولي والاقتصاد الدولي، والعلاقات الدولية، والتربية الوطنية. أشراف على أكثر من 35 رسالة علمية لطلبة الماجستير والدكتوراه في العلوم السياسية/ جامعة مؤتة. شارك في مناقشة أكثر من 90 رسالة علمية لطلبة الماجستير والدكتوراه.