الأتراك في الخارج يدلون بأصواتهم في انتخابات حاسمة

أردوغان ظهر بعد غياب ليومين بسبب وعكة صحية عبر رابط فيديو مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، فيما بدا الرئيس التركي شاحبا وعيناه منتفختان.
وزير الصحة التركي ينفي الشائعات حول صحة أردوغان، مؤكدا أنه سيستأنف نشاطه قريبا

أنقرة - بدأ الأتراك في الخارج اليوم الخميس الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تجمع كافة المؤشرات على أنها ستكون مصيرية بالنسبة إلى الرئيس رجب طيب أردوغان، مع مواصلة مرشح المعارضة التركية كمال كليجدار أوغلو تسجيل تقدّم على حسابه، وفق ما كشفته آخر الاستطلاعات.

وانطلقت عملية الاقتراع لأتراك ألمانيا في صناديق أقامتها البعثات التركية في 16 مدينة وفي فرنسا توجه المغتربون الأتراك منذ ساعات الصباح إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في 6 مدن.
وبحسب بيانات رسمية يبلغ عدد أتراك ألمانيا الذين يحق لهم التصويت مليونا و501 ألفًا و152. وتحتضن ألمانيا أكبر عدد من الناخبين الأتراك  تليها فرنسا بـ397 ألفًا و86 وهولندا بـ286 ألفًا و753.
وتتواصل عملية تصويت الأتراك في الخارج إلى غاية يوم 9 مايو/أيار المقبل في مقار الممثليات الدبلوماسية تركية، في حين سيستمر في المعابر الحدودية حتى مساء 14 مايو/أيار وهو يوم الانتخابات في تركيا.

وتشير المعلومات الرسمية للجنة العليا للانتخابات في تركيا إلى أن هناك 3 ملايين و416 ألفا و98 مواطنا تركيا بالخارج مسجلون رسميا ويحق لهم التصويت.

وفي سياق متصل ظهر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم الخميس بعد غياب ليومين بداعي المرض، عبر رابط فيديو مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وبدا الرئيس البالغ 69 عاما شاحبا وعيناه منتفختان وقد جلس خلف مكتبه أثناء مراسم عبر الانترنت لتدشين محطة للطاقة النووية قامت روسيا ببنائها.

وكان تدشين محطة أكويو في جنوب البلاد ليشكل محطة أساسية للرئيس التركي خلال الأسبوع الراهن وعوّل أردوغان على زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيضا لكن هذا الأخير قرر الكلام عبر الفيديو أيضا.

وسعى رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخرالدين التون الأربعاء إلى إسكات الشائعات المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد الاعلان عن إلغاء نشاطين لرئيس البلاد كانا مقررين اليوم الخميس.

وكتب التون في تغريدة "نرفض رفضا قاطعا هذه الادعاءات بشأن صحة الرئيس التي لا أساس لها"، مشاركا متابعيه تغريدات تم تداولها بشكل واسع وتقول إن الرئيس التركي أصيب بأزمة قلبية.

وقال وزير الصحة التركي اليوم الخميس إن الرئيس رجب طيب أردوغان في حالة صحية جيدة، كما قالت وزيرة شؤون الأسرة التركية جيريا يانيك ردا على أسئلة محطة "ان تي في" الخاصة في وقت سابق من اليوم الخميس "لا داعي للقلق، وضعه جيد وسيستأنف برنامجه على ما أظن، اعتبارا من يوم غد الجمعة".

إلا أن هذه الوعكة لا تأتي في الوقت المناسب بالنسبة إلى رئيس البلاد، فأردوغان الموجود في السلطة منذ 2003 أولا كرئيس للوزراء ومن ثم كرئيس يواجه معارضة شكلت جبهة موحدة تضعها في موقع جيد على ما تظهر نتائج استطلاعات عدة للرأي.

أما منافسة الرئيسي كمال كليجدار أوغلو الذي رشحه تحالف من ستة أحزاب معارضة، فقد حصل على دعم ضمني من حزب الشعوب الديموقراطي القوة السياسية الثالثة في البلاد والذي يعتبر صانع الملوك في الاقتراع الرئاسي.

وكان أردوغان ينوي المشاركة في تجمعين انتخابيين أو ثلاثة في الأسبوعين الأخيرين قبل موعد الانتخابات بعدما تناول الإفطار خلال شهر رمضان كل مساء في بلدة مختلفة.

وأثارت صحة الرئيس التركي تكهنات بعد إخضاعه لعملية جراحية في الأمعاء الغليظة نهاية عام 2011 ثم لجراحة ثانية في 2012، في حين نفى أردوغان، الذي كان رئيسا للوزراء آنذاك، علنا أن يكون مصابا بسرطان القولون موضحا أن العمليات تهدف لإزالة زوائد لحميّة.