الأردن: قطع المساعدات عن الفلسطينيين يدفعهم للإحباط والتطرف

العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني يسعى لإعادة إحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، محذّرا في الوقت ذاته من أن خطر الإرهاب العالمي ما زال يهدد أمن جميع الدول.

العاهل الأردني يدعو إلى تمويل عاجل للاجئين الفلسطينيين
لا بديل عن حل الدولتين لتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
العاهل الأردني يعتبر أن حل الدولة ثنائية القومية غير منطقي

نيويورك - دعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الثلاثاء إلى اتخاذ إجراءات لتمويل عاجل للاجئين الفلسطينيين بغرض الحد من التوجه نحو التطرف واليأس بعد أن أوقفت الولايات المتحدة كل مساعداتها.

وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، سعى العاهل الأردني لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط وأثار مسألة الانهيار المالي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وقال "نحن بحاجة إلى دعم التمويل الكامل للأونروا وغيرها من الجهود الحيوية لحماية الأسر والحفاظ على استقرار المجتمعات المحلية وإعداد الشباب من أجل حياة منتجة".

وأضاف "سيكون خطأ فادحا التخلي عن الشباب لمصلحة قوى التطرف واليأس. هناك حاجة ماسة للدعم لضمان تحقيق الأونروا دورها بما يتوافق مع تفويض الأمم المتحدة".

وتواجه الأونروا أزمة مالية خانقة خصوصا بعد وقف الولايات المتحدة مساعدتها لهذه المنظمة الدولية، التي تصل إلى 360 مليون دولار سنويا.

وتأسّست الأونروا في 1949 وهي تقدّم مساعدات لأكثر من ثلاثة ملايين فلسطيني من أصل خمسة ملايين مسجلين لاجئين في الأراضي الفلسطينية والأردن ولبنان وسوريا.

ويستضيف الأردن حيث يعيش نحو 2.2 لاجئ فلسطيني اجتماعا هذا الأسبوع لمسؤولين من الأمم المتحدة في محاولات ترمي إلى توفير تمويل بديل للأونروا.

ورفض الملك عبدالله الذي تعتبر بلاده مع مصر البلدين العربيين الوحيدين الذين تربطهما علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، فكرة ما يسمى بحل الدولة الواحدة الذي يتضمن استيعاب الفلسطينيين في دولة يهودية.

وتساءل "ما هو المستقبل الذي سيترتب على ما يقترحه البعض؟ أهو دولة واحدة ثنائية القومية تقوم في جوهرها على أساس إنكار المساواة بين مواطنيها؟ هذه هي الحقيقة البشعة وغير الديمقراطية لفكرة الدولة الواحدة".

وأضاف "إنها ليست بأي حال من الأحوال بديلا عن السلام القائم على حل الدولتين. بل إنها تمثل تخليا عن السلام وهي طريقة جديدة للهروب من العمل لتحقيق التسوية".

وتابع "إنها تمثل نقيض ما يحتاجه الطرفان وما سعيا من أجله منذ زمن طويل. لا يوجد شيء اسمه اتفاق أحادي الجانب. يستلزم الأمر على الأقل طرفين للتوصل إلى اتفاق".

وقال "مساعدة الأطراف على تحقيق ذلك الاتفاق والعمل سويا لبناء مستقبل جديد يستحق دعم قوي وثابت من كل عالمنا".

واعتبر أن "حل الدولتين، وفقا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة هو الوحيد الذي يلبي احتياجات الطرفين بإنهاء الصراع وإقامة دولة فلسطينية مستقلة".

وقال "على بلداننا أن تعمل معا لإعادة عملية السلام إلى مسارها الصحيح وذلك يتطلّب الرفض التام لأي أعمال تهدد المفاوضات، من ممارسات غير قانونية أو مصادرة للأراضي أو تهديد الأمن المعيشي للأبرياءخاصة الأطفال".

وأكدّ أن "مستقبل القدس ليس شأنا أردنيا فقط، بل هو شأن دولي يهمكم أيضا، فتهديد حرية العبادة وتقويض القانون الدولي له تداعيات على مستوى العالم".

ودعا في خطابه إلى العمل المشترك لحل النزاعات والأزمات الأخرى التي تهدد العالم، لافتا أن بلاده تدعم جهود الوصول إلى حل سياسي في سوريا.

وحذّر العاهل الأردني من أن "خطر الإرهاب العالمي ما زال يهدد أمن جميع الدول".

وقال الملك عبدالله "ما يزال الكثيرون محرومين من وعد الازدهار، كما أن خطر الإرهاب العالمي ما زال يهدد أمن جميع الدول وفي هذه القاعة وعبر هذا المنبر وصفت خطر الإرهاب بحرب عالمية ثالثة".

وأضاف أن "هذه التحديات لا تقلل من أهمية العمل المشترك والاحترام المتبادل، بل إنها تجعل شراكتنا أكثر أهمية. وإلا، ما هو البديل؟".

وأشار إلى عبء استضافة اللاجئين الذي تتحمله بلاده، حيث تستضيف المملكة 1.3 مليون لاجئ سوري.

وانطلقت في وقت سابق اليوم الثلاثاء، اجتماعات الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بحضور زعماء وقادة أكثر من 140 دولة.

وأيد الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون بدوره ما جاء في كلمة العاهل الأردني، مؤكدا أن قمع الفلسطينيين وطرح مبادرات أحادية لن يحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، منتقدا بذلك سياسة نظيره الأميركي دونالد ترامب بشأن القضية.

وقال ماكرون "ما الذي يمكن أن يحل الأزمة بين إسرائيل وفلسطين؟ ليست المبادرات الأحادية ولا قمع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في السلام المشروع. لا يوجد بديل معقول لحل الدولتين".