الأردن يستأنف الرحلات الجوية المباشرة مع دمشق

بعد قرار إعادة فتح المعابر الحدودية بالكامل مع سوريا، عمان تقرر استئناف الرحلات الجوية إلى العاصمة السورية في خطوة هي الأحدث باتجاه إعادة تطبيع العلاقات التجارية التي تضررت بشدة بسبب الصراع السوري.
لقاءات ثنائية مكثفة تعيد الزخم للعلاقات الأردنية السورية
إعادة فتح المعابر الحدودية من شأنه أن ينعش الاقتصاد الأردني المتعثر
إعادة فتح الحدود بين دمشق وعمان يسهل تدفق البضائع إلى لبنان والخليج

عمان - تستأنف الخطوط الجوية الملكية الأردنية الرحلات المباشرة إلى دمشق اعتبارا من الثالث من أكتوبر/تشرين الأول للمرة الأولى منذ حوالي عقد، في أحدث خطوة باتجاه استئناف العلاقات التجارية الواسعة مع سوريا والتي لحق بها الضرر جراء الصراع، فيما تأتي هذه الخطوة أيضا بعد أن أعلنت عمان أمس الاثنين عزمها إعادة فتح معبرها الحدودي الرئيسي مع سوريا بالكامل اعتبارا من الغد الأربعاء.

ولم يقطع الأردن اتصالاته مع سوريا على خلاف كثير من الدول العربية، بينما شهدت الفترة الأخيرة لقاءات ثنائية كثيفة أعادت الزخم للعلاقات بين البلدين، حيث يواصل فريق سوري رفيع المستوى في عمان بحث كيفية تسهيل تدفق البضائع الذي تضرر من جائحة كورونا والصراع الدائر منذ عشر سنوات.

وكانت الرحلات الجوية قد علّقت في بداية الحرب المستمرة منذ نحو عقد في سوريا بالرغم من أن شركات طيران أخرى واصلت رحلاتها من دمشق إلى عمان.

وجاء هذا القرار ضمن خطوات اتُخذت في ختام اجتماع على المستوى الوزاري استمر ليومين في عمّان بين البلدين لتعزيز علاقات التجارة والاستثمار والنقل.

وقالت الحكومة الأردنية ومسؤولون في القطاع أمس الاثنين إن الأردن سيعيد فتح معبره الحدودي الرئيسي مع سوريا بالكامل اعتبارا من يوم الأربعاء بعد فرض قيود مرتبطة بجائحة كوفيد-19.

وقبل اشتعال الصراع في سوريا، كان معبر نصيب-جابر ممرا لمئات الشاحنات التي تنقل البضائع يوميا بين أوروبا وتركيا والخليج.

وبالرغم من فتح المعبر منذ 2018، بعد أن طردت الحكومة المعارضة المسلحة من جنوب سوريا، إلا أن التجارة لم تنتعش بعد إلى مستوى المليار دولار قبل الحرب.

وتأمل المملكة في أن تساعد التجارة عبر الحدود واستئناف روابط النقل في تعزيز اقتصادها المثقل بالديون والذي يعاني من تبعات الانكماش الشديد بتأثير الجائحة في العام الماضي.

وقال ضيف الله أبوعاقولة رئيس نقابة أصحاب شركات التخليص "هذه خطوة مهمة لتسهيل تدفق البضائع بين البلدين ولبنان والخليج".

وقال مسؤولون إن الأردن الذي تربطه علاقة تحالف وثيقة مع الولايات المتحدة وكان يدعم مقاتلي المعارضة ضد حكم الرئيس بشار الأسد، مضي قدما في مسار التقارب مع دمشق في الأشهر الأخيرة.

وتجنب رجال الأعمال الأردنيون إلى حد كبير التعامل مع سوريا في أعقاب قانون قيصر سنة 2019 وهو أشد العقوبات الأميركية صرامة حتى الآن في ما يتعلق بحظر تعامل الشركات الأجنبية مع دمشق.

ويقول مسؤولون أردنيون إنهم يمارسون ضغوطا على واشنطن لتخفيف بعض العقوبات الصارمة على التعاملات التجارية مع سوريا للمساعدة في استئناف المعاملات مع جار تجاري رئيسي.

وأوضح الأردن أيضا أنه يأمل في أن تسمح واشنطن لسوريا بالاستفادة من خطة لتزويد لبنان بالغاز المصري عبر خط أنابيب عربي يمر عبر أراضيها.

وفي ما يتعلق بإعادة فتح معبر نصيب بالكامل، قال مسؤولون أردنيون أمس الاثنين، إن الجائحة أدت إلى اتخاذ إجراءات في محاولة لوقف انتقال فيروس كورونا وإن هذه القيود سترفع اعتبارا من يوم الأربعاء.

وقالوا إن وفدا تجاريا زائرا من سوريا برئاسة وزراء الاقتصاد والتجارة والزراعة والمياه والكهرباء سيناقش أيضا رفع الحواجز الجمركية. وأبدى جمال الرفاعي نائب رئيس غرفة التجارة الأردنية أمله في أن تؤدي التحركات إلى استعادة التعاملات التجارية التي كانت موجودة قبل الصراع واستئناف تجارة الترانزيت المربحة.

وقال وزير الداخلية مازن الفراية إنه سيتم رفع القيود المفروضة على عبور الشحنات السورية إلى أسواق الخليج والعراق عبر الأردن، وهو ما تسعى إليه دمشق.

وأضاف لقناة 'المملكة' التلفزيونية إنه سيتم السماح أيضا للبضائع العابرة من الخليج بالمرور من الأردن إلى سوريا، إلى جانب السماح بحركة المسافرين دون قيود.

والمعبر الحدودي السوري الوحيد الذي يعمل بشكل طبيعي هو مع لبنان. وفي السنوات الأخيرة مع العراق، بعد إعادة فتح معبر القائم في 2019.