الأزرق والأبيض يكسوان بنايات 'سيدي بوسعيد' التونسية

مدينة تتميز بموقعها الاستراتيجي وتعتبر أول محمية طبيعية في العالم، وتشتهر بطابعها المعماري المختلف وتحولها الى قبلة للسياح.
مدينة تونسية معروفة بأسواقها التقليدية وبمرافقها السياحية
البمبالوني والكفتاجي واللبلابي من أبرز المأكولات التقليدية في 'سيدي بوسعيد'

تونس - فوق هضبة وعلى بعد 20 كيلومترا، شمال العاصمة التونسية، تطل ضاحية "سيدي بوسعيد" على شاطئ البحر الأبيض المتوسط. 
ومع بداية كل فصل صيف، تشهد المدينة التي تسعى لاستقطاب الزائرين من كل مكان في العالم بلونيها الابيض والازرق.
وزائر تونس لا يمكنه القدوم إلى البلاد دون أن يمرّ من "سيدي أبي سعيد" (الباجي).
والمدينة السياحية التونسية تتميز بموقع استراتيجي، وتعد أول محمية طبيعية في العالم، وقبلة للسياح من مختلف أرجاء العالم.
وتعرف سيدي بوسعيد بأسواقها التقليدية، وبمرافقها السياحية كالفنادق والمطاعم، والمقاهي، وبأطعمتها، مثل أكلات البمبالوني والكفتاجي واللبلابي، إضافة إلى انتشار المحلات والأكشاك التي تبيع التحف واللوحات والهدايا المصنوعة يدويا.

'سيدي بوسعيد'
'سيدي بوسعيد' تدفع عجلة السياحة التونسية

وما يزيد من سحر سيدي بوسعيد احتضانها لأشجار التمر، والصبيّر (التين الشوكي)، وأزهار الياسمين، لتغدو آية من الجمال تزين الوجه الحضاري لـ"تونس الخضراء".
وأحد أشهر ملامح المدينة، البنايات التي تقتصر على اللونين الأبيض للجدران، والأزرق للأبواب والشبابيك التقليدية. 
حتى أن أبواب "سيدي بوسعيد" أضحت تحفة فنية تباع في مجسمات صغيرة للزائرين. 
وعندما تصل إلى المقهى العالي، يظهر أسفل الهضبة وفي مرفأ المدينة، حيث ترسو قوارب سياحية.
 وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن عدد زائري المدينة يقترب من 100 ألف زائر من تونس وخارجها، خلال عطلة فصل الصيف.

ومدينة "سيدي بوسعيد" هي أيضا قرية الزهاد والمتصوفة، وجاءت تسميتها من الولي الصالح سيدي أبي سعيد الباجي (1156 – 1256) الذي أقام فيها للتعبد، ولا يزال العديد من التونسيين يقيمون حلقات الذكر في مرقده.
وأفادت وزارة السياحة التونسية إن عائدات قطاع السياحة نمت بنسبة 19 بالمئة في الأشهر الثمانية الأولى من 2017 مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، في أحدث مؤشر على تعافي القطاع الحيوي بعد عامين من هجومين لمتشددين إسلاميين استهدفا سياحا أجانب.
وتكافح تونس لإنعاش قطاع السياحة الذي تأثر بشدة في السنوات الاخيرة بعد اضطربات أمنية وهجومات ارهابية.
ومع تحسن الوضع الأمني امتلأت أغلب الفنادق في تونس هذا الصيف، وهو موسم الذورة السياحي.
ويمثل قطاع السياحة حوالي ثمانية بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في تونس، وهو أكبر موفر لفرص العمل بعد القطاع الزراعي.