الأسد في طهران لتقديم الشكر والولاء إلى المرشد

زيارة مفاجئة لبشار الأسد إلى طهران تبعث برسائل إلى الغرب وروسيا تفيد بأن النفوذ الإيراني على الأراضي السورية يترسخ في ظل الانسحاب الأميركي.

دمشق - التقى الرئيس السوري بشار الأسد، الاثنين، في طهران المرشد الأعلى علي خامنئي ونظيره الإيراني حسن روحاني، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع النزاع السوري قبل نحو ثماني سنوات.

وأتت زيارة الأسد كرسالة للدول الغربية التي تراقب انسحاب القوات الأميركية من سوريا بحذر، وللتأكيد خاصة على الدور الذي تنتظر طهران أن تلعبه على الساحة السورية خصوصا بعد حضورها اجتماع سوتشي مع روسيا وتركيا منذ أسابيع.

وأوردت حسابات الرئاسة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي أن الأسد أجرى "زيارة عمل اليوم إلى العاصمة الإيرانية طهران" تخللها تقديم الشكر "للجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة وشعباً على كل ما قدمته لسوريا خلال الحرب".

وتدعم إيران، سياسيا وعسكريا، نظام بشار الأسد في مواجهة قوات المعارضة السورية، حيث كانت من أول الدول التي تدخلت في الحرب بصورة مباشرة عبر إرسال عناصر من الحرس الثوري إلى سوريا وهو ما ساهم في اختلاط الأوراق وتعقيد الصراع الذي استمر أكثر من 8 سنوات.

وقال خامنئي خلال لقائه بالأسد "نعتبر دعم سورية دعماً للمقاومة ونفتخر بذلك".

وأكد أن إيران وسورية هما عمق استراتيجي لبعضهما البعض، وأن هوية وقوة محور المقاومة مرتبط بهذه العلاقة المستمرة والاستراتيجية، لذلك فإن الأعداء لن يتمكنوا من تطبيق خططهم.

وتستغل طهران حاليا الاختلاف بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في ملفات كثيرة من بينها الاتفاق النووي حسب ما كشفته مداولات مؤتمر ميونيخ للأمن مؤخرا.

ومع اتفاق ضفتي الأطلسي على عدم الانخراط في مشاريع إعادة الإعمار واللاجئين في سوريا إلا وفق تسوية سياسية شاملة تحظى بدعم الأمم المتحدة، يبعث الرئيس السوري برسائل طمأنة لطهران تفيد بأن النصيب الأكبر من الاستثمارات في البلاد سيكون لها.

وتأتي هذه الزيارة وهي الأولى للأسد إلى طهران منذ العام 2010، بعد أسابيع من توقيع البلدين اتفاق تعاون اقتصادي "طويل الأمد"، شمل قطاعات عدة أبرزها النفط والطاقة الكهربائية والزراعة والقطاع المصرفي.

وأعلن ايرج رهبر، نائب رئيس جمعية المقاولين في طهران، الأحد عن إبرام مذكرة تفاهم بين إيران وسوريا.

وأوضح  رهبر أن مذكرة التفاهم المبرمة تقضي ببناء مدينة و200 ألف وحدة سكنية ستتركز في العاصمة دمشق مرجحا تنفيذ المذكرة في غضون الشهور الثلاثة القادمة، كما نقلت وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء.

وأكد رهبر أن الجانب السوري يرغب بشدة حضور المقاولين الإيرانين في إعادة إعمار البلاد.

وعرض التلفزيون السوري لقطات من لقاء الأسد وخامنئي وقال إن "الزعيمين اتفقا على مواصلة التعاون على جميع المستويات من أجل مصالح البلدين الصديقين".