الأسد يخيّر المعارضة في الشمال بين الاستسلام أو الحرب

الرئيس السوري يتعهد باستعادة السيطرة على كافة مناطق الشمال السوري بالمصالحة أو بالسلاح في منطقة تنذر المواجهة فيها باتساع دائرة الحرب لتشمل تركيا.

دمشق ترفض إشراك الغرب في إعادة اعمار سوريا
الأسد لم يقرر بعد الترشح لولاية رئاسية جديدة
القوات السورية تتأهب لجبهة الشمال بالتزامن مع التصعيد في الجنوب

موسكو - قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة تلفزيونية اليوم الأحد إن الجيش السوري سيستعيد السيطرة على شمال البلاد بالقوة إذا رفض المسلحون هناك الاستسلام.

وجاءت تصريحات الأسد لقناة إن.تي.في الروسية عقب إعلان دمشق رفضها وجود القوات التركية والأميركية بمحيط مدينة منبج الشمالية وذلك بعد يوم من بدء جنود من البلدين تسيير دوريات بالمنطقة.

وقال الأسد في المقابلة "اخترنا طريقين: الأول والأهم هو المصالحة... والطريق الثاني هو مهاجمة الإرهابيين إذا لم يستسلموا ورفضوا السلام".

وأضاف ردا على سؤال عن الجزء الشمالي من سوريا حيث تسيطر جماعات مسلحة مدعومة من تركيا على بعض الأراضي "سنقاتلهم (المسلحين) ونستعيد السيطرة بالقوة. هذا بالتأكيد ليس الخيار الأفضل لنا لكنه الطريق الوحيد للسيطرة على البلد".

وتشير تصريحات الأسد إلى أن دمشق عازمة على مواجهة الفصائل السورية المدعومة من تركيا وهو ما قد يفتح جبهة حرب أكثر تعقيدا في الشمال حيث تتواجد فصائل سورية مسلحة تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر بإسناد تركي قوي.

وتمكنت فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا من السيطرة على المناطق الإستراتيجية في شمال سوريا كان آخرها عفرين التي كانت إلى وقت قريب تحت ادارة الوحدات الكردية.

وأثار الصمت الغربي على الهجوم التركي على عفرين تساؤلات حول ما إذا كان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة تخلى بالفعل عن قوات سوريا الديمقراطية التي شكلت رأس الحربة في الحملة على تنظيم الدولة الإسلامية.

وقالت تلك القوات إنها تشعر بالفعل بخذلان غربي وأنها باتت على قناعة بأن واشنطن وحلفائها الغربيين لن يتخلوا عن تركيا العضو في التحالف وفي حلف شمال الأطلسي.  

وكان الرئيس السوري قد تعهد في وقت سابق بدحر المسلحين من جنوب وشمال البلاد.

وقال الأسد في المقابلة ذاتها إن سوريا لن تقبل أي أموال غربية للمساعدة في إعادة إعمار البلاد التي تعرضت لدمار واسع بعد سبع سنوات من الحرب.

وتابع "لدينا ما يكفي من القوة لإعادة بناء البلد. وإذا لم يكن لدينا المال فسنقترض من أصدقائنا ومن السوريين الذين يعيشون في الخارج".

وأعلن الأسد أنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في 2021، مشيرا إلى أن ترشحه من عدمه سيستند إلى عاملين.

وقال "هناك عاملان لهذا الترشح. الأول هو رغبتي، أما العامل الثاني فيتوقف على إرادة الشعب السوري وما زال أمامنا ثلاث سنوات أخرى".

وتابع "بحلول عام 2021 هل سيكون الشعب السوري جاهزا لاختيار الشخص نفسه .. الرئيس ذاته.. إذا لم يكن الأمر كذلك، فما الذي سيفيدني المنصب الرئاسي؟ فعندها لن أتمكن من النجاح، ولن أتمكن من تقديم أي شيء للبلد، لذا فإن الإجابة هي لا.... أما إذا كان الشعب مستعدا، إذا كانوا مستعدين للاختيار، عندها سأفكر في الأمر ورغم ذلك ما يزال الوقت مبكرا للتفكير في ذلك".

وأشار إلى أن الإصلاح الدستوري يعتمد فقط على إرادة الشعب السوري، مشيرا إلى ضرورة الاستفتاء.