الأغذية الغنية بالألياف تطوق آثار ضغط الدم المرتفع

باقة من الخضروات والغلال تساهم في زيادة أحماض البروبيونات في الأمعاء وتكافح اضطراب دقات القلب وتصلب الشرايين.

برلين - أفادت دراسة ألمانية حديثة أن الأطعمة الغنية بالألياف يمكن أن تحمي الأشخاص من آثار ارتفاع ضغط الدم، بما في ذلك تصلب الشرايين وإعادة تشكيل أنسجة القلب.
الدراسة أجراها باحثون من مركز البحوث التجريبية والسريرية وكلية الطب بجامعة برلين في ألمانيا، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية (Circulation) العلمية.
وتشمل الأطعمة الغنية بالألياف، خضروات مثل الجزر والبطاطس والسبانخ والبروكلي والكوسا والخس والباذنجان والملفوف، كما تشمل فواكه مثل الموز والتفاح والفراولة والخوخ والبرتقال، وحبوب وبقوليات مثل القمح والبازيلاء والعدس والفاصوليا والفول والحمص.

غلال
تقي من تراجع وظائف الذاكرة والدماغ

وأوضح الباحثون أن الأطعمة الغنية بالألياف تحتوي على السليلوز والألياف، التي تنتج منها بكتيريا الأمعاء النافعة جزيئات مفيدة مثل أحماض البروبيونات التي تساعد في الحد من آثار ضغط الدم على الجسم.
وتستوطن بكتيريا الأمعاء النافعة في بطن الإنسان بعد الولادة بأشهر قليلة، وتلازمه طوال حياته، وتلعب دورًا أساسيًا في هضم محتويات الطعام، والحفاظ على التوازن البيولوجي بين فصائل البكتيريا المختلفة التي تستقر في الأمعاء.
وكشف الباحثون أن بكتيريا الأمعاء النافعة تلعب دورًا هامًا في التخلص من مخلفات الطعام، والمساعدة على امتصاص بعض المعادن والفيتامينات، كما تنتج مادة تحاكي في نشاطها عمل المضادات الحيوية وهدفها محاربة البكتيريا الضارة والأمراض التي تهاجم الجسم.
وللوصول إلى نتائج الدراسة، راقب الفريق مجموعتين من الفئران المصابة بارتفاع ضغط الدم، وأطعموا الأولى أغذية غنية بالألياف، فيما تم إطعام المجموعة الثانية أغذية لا تحتوي على الألياف.
ووجد الباحثون أن المجموعة التي تناولت أغذية غنية بالألياف، ارتفعت لديها نسب أحماض البروبيونات في الأمعاء، وكان لديها معدلات تلف وتضخم أقل في القلب، ما جعلها أقل عرضة لاضطراب دقات القلب وتصلب الشرايين، مقارنة بالمجموعة الأخرى.
وقال البروفيسور دومينيك مولر، قائد فريق البحث: "تعالج أحماض البروبيونات مجموعة من الأضرار التي تؤثر على وظائف القلب والأوعية الدموية الناجمة عن ارتفاع ضغط الدم".
وأضاف أن "الأغذية الغنية بالألياف قد تكون خيار علاج واعد، خاصة بالنسبة للمرضى الذين لديهم القليل جدًا من أحماض البروبيونات الدهنية".
وكانت دراسات سابقة كشفت أن اتباع نظام غذائي غني بالألياف يؤدي إلى انخفاض خطر الإصابة بالتهاب مفصل الركبة وهشاشة العظام، ويحافظ على صحة القولون، ويسهم في الوقاية من تراجع وظائف الذاكرة والدماغ.
وأضافت أن الفتيات اللاتي يتناولن الأطعمة الغنية بالألياف بكثرة، خلال فترة المراهقة ومرحلة الشباب، يصبحن أقل عرضة لخطر الإصابة بسرطان الثدي في المستقبل.
ووفق الدراسات، فإن النساء اللاتي يتناولن أطعمة غنية بالألياف بكثرة أثناء الحمل، يقل خطر إصابة أطفالهن بمرض الربو، وحساسية الشعب الهوائية.