الأكراد يتصدون للقوات التركية ويستعيديون رأس العين

قوات سوريا الديمقراطية دعت واشنطن إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية تجاهها وإغلاق المجال الجوي أمام الطيران التركي.

الحسكة (سوريا) - أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الأحد بأن قوات سورية الديمقراطية (قسد) استعادت السيطرة على مدينة رأس العين بريف محافظة الحسكة بشكل شبه كامل.

وأوضح المرصد أن استعادة قسد، التي يقودها الأكراد، للمدينة جرت بعد هجوم معاكس قُتل فيه 17 من الميليشيات الموالية لتركيا، إلى جانب مقتل أربعة من قسد.

وأوضح المرصد أن الاشباكات بين الجانبين أفضت إلى انسحاب الفصائل من المنطقة الصناعية.

وأضاف أن الاشتباكات تتركز الآن في منطقة معبر رأس العين بالإضافة لمحور تل حلب، وسط قصف مكثف وعنيف بشكل متبادل.

وأشار شهود عيان في رأس العين إلى صعوبة تقدم القوات التركية في المدينة بسبب القناصة المنتشرين. كما تحدث قيادي في الفصائل الموالية لأنقرة عن "بطئ في التقدم نتيجة المقاومة الشرسة لوحدات حماية الشعب الكردية، وعدد القناصة الكثيف جداً".

ومع سقوط مزيد من الخسائر البشرية، فإنه يرتفع إلى 85 عدد عناصر قوات سوريا الديمقراطية الذين قتلوا منذ انطلاق العملية العسكرية التركية جراء القصف الجوي والبري والاشتباكات، كما ارتفع إلى 76 تعداد مقاتلي الفصائل الموالية لتركيا.

وذكر المرصد أيضا أن الاشتباكات والاستهدافات تسببت في مقتل ثمانية جنود أتراك، وأن تركيا اعترفت بمقتل خمسة منهم.

ودعت قوات سوريا الديمقراطية السبت واشنطن إلى "تحمل مسؤولياتها الأخلاقية" تجاهها وإغلاق المجال الجوي أمام الطيران التركي، ما من شأن أن يساعد مقاتليها المتمرسين في القتال على التصدي للهجوم التركي.

وبدأت تركيا هجومها بعد يومين من سحب واشنطن مجموعة محدودة من جنودها من نقاط حدودية في شمال شرق سوريا في خطوة بدت وكأنها ضوء أخضر أميركي.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية السبت في بيان تلاه القيادي ريدور خليل في مدينة الحسكة "حلفاؤنا ضمنوا لنا الحماية (...) لكن فجأة ومن دون سابق انذار تخلوا عنا بقرارات ظالمة من خلال سحب قواتهم من الحدود التركية".

وأضاف "نحن هنا ندعو حلفاءنا للقيام بواجباتهم والعودة لتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والتزام ما وعدوا به" عبر "إغلاق المجال الجوي أمام الطيران التركي".

ومن شأن فرض حظر جوي أن يساعد المقاتلين الأكراد في التصدي أكثر للهجوم التركي.

وتهدف تركيا من هجومها إلى إقامة منطقة عازلة تحت سيطرتها تنقل إليها قسماً كبيراً من 3.6 ملايين سوري لديها.

واعتبرت قوات سوريا الديمقراطية قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسحب جنوده من نقاط حدودية عدة، "طعنة من الخلف".

وبعدما طالته انتقادات لاذعة متهمة إياه بالتخلي عن الأكراد ومحذرة من عودة تنظيم الدولة الإسلامية، هدد ترامب تركيا بتدمير اقتصادها في حال تخطت حدودها. وحذر وزير الخزانة ستيفن منوتشين الجمعة من "عقوبات شديدة جداً".

إلا أن قوات سوريا الديمقراطية اعتبرت أن العقوبات ستكون "غير مجدية على المدى القريب (..) ولن توقف المجازر بحق المدنيين"، داعية إلى قرار لوقف الهجوم.

ودان وزراء الخارجية العرب خلال اجتماع طارئ عُقد السبت في القاهرة "العدوان التركي".

وحذرت منظمات دولية من كارثة إنسانية جديدة في سوريا. وقدرت الأمم المتحدة نزوح مئة ألف مدني من مناطق حدودية منذ بدء الهجوم التركي. وقالت منظمة الأغذية العالمية السبت إن "المزيد من الأشخاص يغادرون (مناطقهم) بشكل يومي، والأعداد إلى ازدياد".

وحذرت دول غربية عدة من أن يساهم الهجوم التركي في احياء تنظيم الدولة الإسلامية الذي لا يزال ينشط عبر خلايا نائمة رغم هزيمته الميدانية على يد قوات سوريا الديمقراطية بدعم أميركي.