الأمم المتحدة تعلن بدء انسحاب الحوثيين من الحديدة

الحكومة اليمنية تتهم المتمردين بتنفيذ 'مسرحية جديدة' عبر تسليم الموانئ الثلاثة الى قوة تابعة لهم.

الحديدة (اليمن) - أكّدت الأمم المتحدة بدء انسحاب المتمرّدين الحوثيّين السبت من ثلاثة موانئ في محافظة الحديدة غرب اليمن، فيما اتّهم مسؤول رفيع موالٍ للحكومة المتمرّدين بتنفيذ "مسرحيّة جديدة"، عبر تسليم الموانئ الى قوة تابعة لهم.
ويُعدّ انسحاب الحوثيّين خطوةً أولى في إطار تنفيذ اتّفاق لوقف إطلاق النّار بين الحكومة اليمنيّة المعترف بها دوليّاً والمتمرّدين المدعومين من إيران، كان قد تمّ التوصّل إليه في السويد العام الفائت.
وردّاً على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية حول بدء إعادة انتشار قوّات الحوثيّين، قال المتحدّث باسم الأمم المتحدة فرحان حق "نعم، لقد بدأت".
من جهته، قال مصدر مقرّب من الحوثيّين إنّ الموانئ سُلّمت إلى خفر السّواحل الذين كانوا مسؤولين عنها قبل استيلاء الحوثيّين عليها قبل قرابة خمس سنوات.
لكنّ محافظ الحديدة الحسن طاهر قال إنّ "الحوثيّين يُنفّذون مسرحيّةً جديدة بتسليم موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى بدون رقابةٍ أمميّة أو من الجانب الحكومي حسب آليّة الاتّفاق".
وبحسب طاهر، فإنّ "هذه خطوة أحاديّة تُناقض الاتّفاق وتتحمّل الأمم المتحدة وعلى رأسها مبعوثها في اليمن (مارتن غريفيث) مسؤوليّتها"، متّهماً غريفيث بالعمل لصالح المتمرّدين.

غريفيث يريد تحقيق نصر حتّى وإن كان الحوثيّون يسلّمون الموانئ لأنفسهم

وأضاف "مارتن غريفيث يريد تحقيق نصر حتّى وإن كان الحوثيّون يسلّمون (الموانئ) لأنفسهم. لكنّ هذا مرفوض تماماً من قبلنا، ويجب تنفيذ كلّ بنود الاتّفاق، خصوصاً في ما يتعلّق بهوّية القوّات التي سوف تتسلّم من الحوثيين".
من جانبها، نقلت قناة "المسيرة" عن المسؤول في لجنة إعادة الانتشار محمد القادري قوله "نفّذنا ما علينا من التزامات المرحلة الأولى لإعادة الانتشار، وعلى الأمم المتحدة إلزام الطرف الآخر بتنفيذ التزاماته".
وقال رئيس لجنة الأمم المتحدة للإشراف على التهدئة الجنرال مايكل لولسغارد في بيان إنّ "هذه هي الخطوة العمليّة الأولى على أرض الواقع منذ إبرام اتّفاق الحديدة"، موضحاً أنّ عمليّة انسحاب الحوثيّين ستنتهي بحلول الثلاثاء.
ويجتمع مجلس الأمن الدولي لتلقّي إيجاز حول الحديدة الأربعاء.
وكتب رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي في تغريدة على تويتر أنّ الانسحاب "أحاديّ الجانب" سيتمّ "الساعة 10:00 من السبت".
واتّهم الحكومة بتعطيل انسحاب موازٍ من أجزاء من مدينة الحديدة كانت قد تعهّدت بالانسحاب منها بموجب اتّفاق الهدنة في كانون الأول/ديسمبر الفائت.
وتوصّل طرافا النزاع اليمني إلى اتّفاق في السّويد في كانون الأوّل/ديسمبر نصّ على سحب جميع المقاتلين من مدينة الحديدة ومن مينائها الحيوي وميناءين آخرين تحت سيطرة الحوثيين في المحافظة التي تحمل الاسم ذاته.
وكتب وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني في تغريدة على تويتر "نرحّب بأيّ خطوة جادّة نحو تنفيذ اتّفاق السويد بشأن إعادة الانتشار في موانئ ومحافظة الحديدة"، محذّراً من "محاولات المليشيا تضليل المجتمع الدولي ومجلس الأمن قبل انعقاد جلسته القادمة".

وأوضح الإرياني أنّ الخطوة الأولى من الاتّفاق تنصّ على انسحاب الحوثيين من موانئ الصليف ورأس عيسى وتسليم خرائط الألغام للأمم المتحدة ونزعها، بينما تنصّ الخطوة الثانية على الانسحاب من ميناء الحديدة الرئيسي وانسحاب القوات الحكومية من منطقة تدعو "كيلو 8".
وذكر الإرياني أنّ "أيّ انتشار أحاديّ لا يتيح مبدأ الرقابة والتحقق المشترك من تنفيذ بنود اتفاق السويد هو مراوغة وتحايل لا يمكن القبول به".
وتقع الحديدة على البحر الأحمر ويمرّ عبر مينائها نحو 70 بالمئة من الواردات اليمنيّة والمساعدات الإنسانية، ما يجعلها شريان حياة لملايين من السكان الذين باتوا على حافة المجاعة.
ويُسيطر المتمرّدون على الجزء الأكبر من المدينة، بينما تتواجد القوات الحكومية عند أطرافها الجنوبية والشرقية.
وتوجد في المدينة الحيويّة المتنازع عليها صوامع مطاحن البحر الأحمر التي تحتوي مخزوناً من القمح يبلغ 51 ألف طنّ ويكفي لإطعام أكثر من 3,7 مليون شخص لمدّة شهر. إلا أنّها غير مستخدمة بعد أن دفعَ القتال الأمم المتحدة إلى سحب موظفيها من المدينة في أيلول/سبتمبر الفائت.
وقالت الأمم المتحدة إن اثنتين من الصّوامع تعرّضتا لإطلاق نار الخميس.
ولا يزال هناك 3,3 ملايين نازح، فيما يحتاج 24,1 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي السكان، الى مساعدة، بحسب الأمم المتحدة التي تصف الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم حاليًا.